تاريخ النشر الأصلي في مدونة النجفي: 23 يوليو تموز 2013

فلنبدأ بنقطة واضحة ، تخيل أن في عالمنا الشاسع هنالك مسلم واحد فقط من بين مليارات البشر ، مسلم واحد فقط يدور حول بناء ، يدعي بأنه بيت الله ، واضعا رداءا أبيضا على جسده لا غير ، يؤمن بأن رسوله عرج إلى السماء على ظهر بعير ذو أجنحة ، ويؤمن بإمكانية خروج ناًقة منً الصخر ، ويؤمن بأن الشمس تذهب إلى ربها في كل ليلة وتسجد له ، وكلما دققنا في معتقداته يزداد الأمر سوءا إذ يصبح من الصعب التعايش معه لما يحتويه من أفكار عدوانية ، تتمثل بشرعية قتال ذوي الديانات الأخرى كمحاوًلة لنشر معتقداته أو وجوب دفع الأتاوى لحضرته ، و إباحة استملاكه للجواري والعبيد ، سنظن جميعا مهما اختلفنا في شتى الأمور بأن هذا الشخص ليس مجنونا فقط ، بل مصابٌ بنوعٍ خاص من الجنون ، يحصن نفسهً بدفاعات تلقائية تجابه أي محاولة استطباب ، وهذا لا يقتصًر على الدين الإسلامي فقط ، بل يشمل الديانات الأخرى.

 أيضا ترى الأديان جميعا تشترك في نقطة أنك لابد أن تؤمن دون أن تشكك في مصداقية وإمكانية حدوث ما قيل لك ، وتراها تبرر لك أعمال عدًوانية تجاه أتباع الديانات الأخرى. ولكن النقطة الفاصلة هنا هي أعداد أتباع ذاك المعتقد (أيا كان)، إذ يتغاضى الطرف المحايد عن حماقة المعتقدات ذو الأتباع الكثرة. وهذا ما يذكرنا بالـ ˝طائفة˝ او باللغة الانجليزية الـ˝ Cult˝ والتي يعرفها قاموس Webster على أنها مجموعة من المعتقدات والممارسات المتعلقة بأمور خارقة للطبيعة ، وتشمل أيضا عبادة إله واحد أو أكثر (وكأن هذا القاموس يعرف الديانة) ينظر لهم العالم (ومن ضمنه رجال الدين ودعاته) نظرة دونية، وتتم الإشارة لهم عادة بالافراد المخدوعين الذين يتم التحكم بهم من قبل فرد واحد.

وهنا أطرح سؤالاً : ما الفرق بين الطائفة والديانة ؟ هذا ليس سؤالا تقريريا ، أطلب إجابة من نفسك ولتعد إلى تعريف Webster للطائفة ، الجواب المنطقي هو الحجم ، وحينما تصل الطائفة الًى الكتلة الحرجة يتم الاعتراف بها على أنها ديانة ، ويتم توجيه الاحترام لها كالاحترام الموجه للديانات ، وربما يشملها دستوريا قانون عدم ازدراء الأديان ، وفي الفترة الزمنية بين نشوئها وبين وصولها الكتلة الحرجة ليست سوى مجموعة من المجانيًن ، وترى تلك النظرة الدونية واضحة على ملامح أتباع الأديان الأخرى.

لنتكلم بشكلٍ أدق على الاضطرابات النفسية بتعريفاتها، ما هي مميزات الاضطراب النفسي؟ وحين تعيد النظر، هل توافق ظاهرة التدين وصف الإضطراب النفسي؟

مجلة الملحدين العرب: العدد التاسع / شهر أغسطس / 2013