لطالما تساءلت: لماذا يعتبر عدم التصديق بشيء ديني جريمة في قاموس الأديان؟ بل أكثر جرما من القتل؟ فالمؤمن القاتل سيدخل الجنة أما الكافر البريء النافع سيدخل النار.. فقط لأن عقله لم يصدق ما قاله أحد الأنبياء … الاقتناع بشيء ما يخضع لقوانين عقلية ومنطقية وإن قررت أن تعاقبني على عدم اقتناعي بما تقول فأنت بذلك تعترض على قوانين كونية وضعت لتحقيق نتائج محددة… الله لا يحتاج إلى إيماننا وإنما من يحتاجه هم الأنبياء نعم سأعيدها مرة أخرى: ˝الذي يحتاج إلى الإيمان هو النبي˝… تخيل معي أنني ناديت على أشخاص كثيرين ليجتمعوا في القاعة، بعد أن اجتمعوا في دهشة من أمرهم سألوني: لماذا جمعتنا في هذه القاعة، أقول لهم بنفس المنطق الإلهي: جمعتكم لتؤمنوا أنني أنا من جمعتكم…. مباشرة سأتهم بالجنون والسفاهة…. (خلقتكم لكي تؤمنوا أنني أنا من خلقتكم)…. هل هذا منطلق إله حكيم مترفع متعال، هل شك في وجوده مثلا فخلق أناسا ليؤمنوا به؟

تبادرت إلى أذهاننا ونحن أطفال الكثير من الأسئلة والشكوك حول الدين لكن سرعان ما نستغفر الله ثم نخزنها في بواطن العقل الباطن ثم تعود مجددا للظهور مرة أخرى لكن في هذه المرة يكون خوفنا أقل وشجاعتنا أكبر وأنا أريد اليوم طرح تلك الأسئلة بكل حرية واحترام.

تعلمنا أن للكون خالق إذا الله موجود، ولم يعطونا أي دليل على أن الكون مخلوق وأن الخالق هو بالضرورة إله، وأن الإله بالضرورة هو الله… لو لم يكن هناك أنبياء لما كان هناك إله، لكن ليس بالضرورة أن لا يكون هناك خالق. تعلمنا أن الخالق يقتضي وجوده أن يكون إلها أي معبودا (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدوني)، إذا كان هدف الخالق من الخلق هو العبادة فلماذا يتوفى الأطفال وهم لم يعبدوه بعد؟ لماذا يخلق المعاقين والمشوهين بنسبة 100% إعاقة وهم لن يعبدوه؟

لماذا يشبه النظام الملكي الإلهي النظام الملكي البشري؟؟؟ ملك، عرش، خدم (ملائكة)، عبيد (إنسان)، رسل (سفراء) ،دستور (قرآن). من الذي أخذ هذا النظام من الآخر؟ هل الله هو من أخذه من الملوك؟ أم الملوك هم من أخذوه من الله؟ كيف عرفوا ذلك؟

تعلمنا أن لله الأسماء الحسنى مثل الكريم والغفور والرحيم والقوي وغيرها، إذا كان الله أزليا فمن أين أتت الصفات؟ إذا كان الله رحيما فمن كان يرحم قبل أن يخلق الكون وإذا كان غفورا لمن كان يغفر قبل خلق الكون؟ الصفات لا تطلق على الأزلي الأبدي… أليس كذلك؟ أليست أغلب الصفات بشرية؟

ما هي فائدة الدين؟ هل الدين هو أساس الأخلاق كما يدعي البعض؟ هل كان العرب قبل الإسلام عديمي الأخلاق؟ هل كان محمد قبل النبوة سيء الأخلاق؟ هناك الكثير من الأنظمة الأخلاقية مثل الطاوية والبوذية والكونفوشية أسسها معلمون وحكماء لم يدعوا نبوة ولم يوهموا الناس بجنة عرضها السماوات والأرض ولا أفسدوا حياتهم بوهم اسمه جهنم ولهم أتباع وتلاميذ بالملايين منهم أنا. فما هي فائدة الدين؟ تعلمنا أن الحياة دار ابتلاء وهناك جنة ونار في مكان آخر… لماذا يبتلي الله الإنسان ويمتحنه؟ لكي يميز الشرير من الخير؟ لماذا خلق الخير والشر أصلا؟ هل هناك غاية من خلق الخير والشر؟ ما هي؟ أم أن الشر والخير هي مفاهيم تطورت مع تطور الإنسان؟

مجلة الملحدين العرب: العدد التاسع / شهر أغسطس / 2013