كثيراً ما نسمع الكثير من المتشدقين المتدينين يرددون الإسلام هو الحل، وكأن هذا الشعار هو مصباح علاء الدين الذي سوف يغير مجريات العالم، وإذا سأل سائل مسكين من المسلمين ما الحل لمشاكل الفقر في العالم والحل لمشاكل العمل والبطالة رد أحدهم عليه من المتدينين الإسلام هو الحل؟ بحيث يكتفي السائل بالسكوت ولا يسأل كيف ولماذا؟ حتى المنادي بهذا الشعار لا يقدم شرح وافي فيما يقول. دعونا الآن نفكر قليلاً وقبل أن نلقي الضوء على مقتطفات من مجريات التاريخ سوف نحلل الظاهرة السيكولوجية في تكرار هذا الشعار على ألسنة المتدينين.
ينشأ الإنسان عادة في بيئة ذات عقيدة معينة وعادات معينة، فهو لا يكاد يفتح عينه للحياة حتى يرى أمه وأبيه وأهل بيته وأقرانه يقدسون صنماً أو قبراً أو رجلاً من رجال التاريخ، وينسبون إليه كل فضيلة وكل حكمة. وعقل الإنسان ينمو في هذا الوضع حتى يصبح كأنه في قالب، وهو لا يستطيع أن يفكر إلا في حدود ذلك القالب … إنه مقيد ويحسب أنه حر، إنه تابع ويحسب أنه متبوع.
ولهذا نجد كل ذي عقيدة واثقاً من صحّة عقيدته وثوقاً تاماً. أما المخالفون له فهم سيذهبون لجهنم – وهذا ينطبق على المتدينين وعلى كل من يحمل أيديولوجيا متطرفة لا تعترف بغيرها وتعتقد أنها الحقيقه التي يجب أن تسود العالم بأكمله، لا يوجد فرق بين النازيين والمسيحيين واليهود والمسلمين في تشددهم لعقيدتهم، المسلمون يعتقدون أنهم خير أمة اخرجت للناس، اليهود شعب الله المختار، ملح الأرض ونور العالم، اما النازيين فيعتقدون أن العرق الآري مصمم ليسود الكون. وهكذا نجد أن أتباع الفكر المغلق الذين نشؤوا في بيئة ذات عقيدة منغلقه على نفسها يتصفون بالتصرف والهمجية وإلغاء الآخر.
منشورات ذات شعبية