المؤمن لا يرى إلا ما يريد أن يراه بل فوق ذلك ممكن أن يرى الشيء، ومن ثم بعقله المؤمن يجعل له أساساً مما يؤمن به، فيدل الشيء من خلال نظرة العقل المؤمن على هذا الإيمان، ثم مع الوقت يصبح دليل في الوعي الجمعي للمؤمنين بدين ما معين.
اليوم لم أطق صبرا أن أسكت ولا أكتب عن هذه الفكرة التي أتتني وهذا الربط الذي حدث صدفة في ذاكرتي بين تاريخ تطور الأديان وأطلنطس وما يؤمن به الأطلنطسيون.
أطلنطس كنت منبهراً بقصتها منذ الصغر، كنت أتمنى لو تكون حقيقية، وربما هذا سببه أنها مدينة فاضلة وهذا ما نحلم به كبشر على اختلاف أدياننا و ثقافاتنا، نحلم بشعوب فاضلة ومدن فاضلة متقدمة أخلاقها عالية و و و و… من بقية الأماني التي في نظري تافهة، فهي تساهم في عزلنا نحن البشر عن الواقع بل كذلك تبعدنا تدريجيا عن العلم والمنطق والعقل وحكم الدليل المادي ثم العقلي في سائر أمور حياتنا، وحتى في أفكارنا سواء كنا على فراش النوم أو في الجامعة ندرس أو في المكتبة نقرأ.
لكن لا مشكلة، عن نفسي أعتبرها فترة مراهقة كنت أعيشها، ورومانسية شباب انتهى أمرها من زمان، وربما أسحب هذا الكلام على كل البشر القدماء الذين كانوا يجهلون الكثير الكثير، وكانوا يحتاجون للإيمان بخرافات وأساطير سطرها أسياد الحضارة في التاريخ الإنساني، السومريون العظام في محاولة لهم ليجيبوا على الأسئلة الوجودية التي لا يكف إنسان عن طرحها على نفسه، طالما كتلة الخلايا داخل جمجمته تعمل ولم تتحجر بعد لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها الآن، لكن السومريين هم أول من كتب وأول من أبدع وأول من تحضر وأول من فكر، لذلك كان طبيعياً أن تروج قصصهم لبقية بني البشر حتى اليوم، ثم بعد ذلك ظهر المصريون ليكملوا الجزء الناقص لتشكل البنية الأساسية لكل الأديان، خاصة بدعتهم العظيمة في الدين وهي البعث وتعذيب الشرير ومكافئة الخيّر. في يوم أصبح يوم القيامة لكل الأديان خاصة الإبراهيمية التي تتضح فيها بشكل صارخ فاضح، يدل على أنهم حتى لم ينهلوا من وجهة نظر واحدة، بل دمجوا بين الإثنين وأصبح الدين نصفه سومري والنصف الآخر مصري، بالإضافة لزيادات بسيطة تجمعت على مر الزمان من ثالث رأس في مثلث الحضارة القديمة ونعني هنا الشام.
منشورات ذات شعبية