إستكمالا لسلسة تناقضات كتاب المسلمين المُقدس، نستعرض في هذا المقال أكثر من آية وَرَدَ ذكرهم في سِور مختلفة من سِور القرآن، ولا يظن القارئ بأنه على اختلاف أماكن تواجدهم، أنه يوجد خلاف بينهم في الموضوع المُتناول. إنها آيات اختلفت في الموضع ولكنها اتفقت في التناول (أو هكذا يظن الصلاعمة).

  • ونبدأ بالآية التي بنيت عليها فكرة هذا المقال وهي رقم (18) من سورة (ق) وفيها يقول ربُ المسلمين علي لسان صاحب الرسالة المزعومة “ما يَلفُظُ مِن قَولٍ إِلا لَديهِ رَقٍيبُ عَتيدٌ…” (لاحظ اليقين والتوكيد في العلم والحصر-الكلي الشامل-كما يقولون ˝ يعني مش بيفوت هفوه˝ – السادة القراء عذرًا إن استخدمت لفظ عامي).
  • آية أخري من آيات القرآن يقول فيها رب المسلمين “يَعلًمُ خَائنةَ الأعيُنِ وما تُخفِي الصٌدٌوُر”، ويظهر هنا من معني الآية الجلي بأن من يعلم –هو الله – ذاك الكيان الذي يؤمن المسلمون بأنه يقبع في الأعالي، حيث يتحكم بريموت كونترول – لا تسألني عن حجمه، شكله، أو طريقة عمله – مما يخوله أن يدير شؤون العباد في كل أرجاء البسيطة من موت، رزق، أجل، سعادة، شقاء، وحتى دخول الحمام.
  • وأخيرا مع الآية وفيها يقول ربُ المسلمين على لسان نبيه “ورَبٌكَ يًعلًمُ مَا تٌكٍنُ صٌدٌوُرَهُم وما يٌعلٍنُوُن”.

الشاهد من ذكر تلك الآيات هي أنها أجمعت بما لا يدع مجالا لتأويل أو اختلاف في تفسير بأن رب المسلمين على دراية كاملة بكل شاردة وواردة، خافية وظاهره من تصرفات عباده المسلم منهم، الكافر، البوذي، المجوسي، الملحد، الزرادشتي، الخ على اعتبار بأنه العلم الشامل الكامل وأنه كما قال القرآن أيضا “أحاط بٍكٌلٍ شيء علما”.

والإشكال هنا، إذا كان الله يمتلك تلك القدرة المعرفية المتكاملة، ما حاجته في أن يُعين علي كتف كل عبد من عباده اثنين من ملائكته يعدون عليه الشاردة والواردة، ثم يحصونها في كتاب، بناء عليه يتم حساب العبد يوم القيامة ليُري إن كان من أهل الخلد والنعيم، أو من أهل البؤس والجحيم؟

مجلة الملحدين العرب: العدد الرابع / شهر مارس / 2013