يتمتع الإسلام بشكلٍ عام بمستوى متقدم على باقي الأديان فيما يتعلق بالمحاججات الفلسفية، وذلك مفهومٌ ومتوقعٌ في ظلِّ ما أسهم به العصر الذهبيُّ للدولة الإسلامية وكتابات المعتزلة.

ومن أحد هذه المحاججات والأطروحات القديمة والحديثة في آن معًا، هو ما يُمكن تسميته بمحاججة (العوضي\عيضة) في الرد على الملحدين، وفي الواقع أن هذه المحاججة تبدو للوهلة الأولى للقارئ غير المُطلع على أسس المنطق والمحاججات الفاسدة بأنها مقبولة وقوية، ولكن التطور الذي طرأ على علم الكلام مكَّن المتحدثين بالدين من استخدام محاججاتٍ معقدةٍ ومركبةٍ توهم المُطلع عليها بصحّتها، على الرغم من كونها مجموعة من المغالطات والمحاججات الفاسدة.

وهنا سأتطرق لأحد هذه الأطروحات الشهيرة التي طفت على السطح مع ظهور الملحدين، والتي غالبًا ما تستخدم في أكثر من شكلٍ ولكنها كلها تعتمد على نفس الأساس .

لا أعرف بدقةٍ ما هو أول طرح لهذه المحاججة، وما كانت صيغته، ولكني اطلعت عليها بادئ ذي بدءٍ في مقابلةٍ مع الشيخ محمد العوضي وبعد ذلك في فيديو يوتيوبي للشاب عيضة، الذي نجح بشكلٍ كبير في استقطاب الكثير من المشاهدين والانتشار بسبب خفة دمه وطريقة تقديمه المميزة.

والمحاججة تأتي على الشكل التالي :

عندما يسأل الملحد: من خلق الله؟، فإنه يقع في مغالطةٍ فلسفيةٍ مفادها أنّه يحاكم الأمور بأحكام غيرها، فصفات الباب غير صفات النجار، وصفات الكرة مختلفةٌ عن صفات الإنسان، وصفات الخالق وفي الإطار العام، صفات الخالق غير صفات المخلوق. وعليه فإن سؤال الملحد لهذا السؤال هو سؤالٌ فاسد.

مجلة الملحدين العرب: العدد الخامس عشر / شهر فبراير / 2014