تعجّ الكتب السماوية بحكاياتٍ عن الأنبياء والرسل، وقد تكرّرت قصصهم في الكتب الثلاثة متقاسمةً غالبية التفاصيل ،ذكُرت فيها طلاسم وألغاز تثير عدّة تساؤلاتٍ لأيّ قارئ، ولو عدنا قليلاً إلى تاريخ نشأة ما سُمّي بالطلاسم والسحر، التي تحضر بجلاءٍ في السيرة الذاتية لكل نبي، سنكتشف أنها موجودة أصلاً في كتب الأقدمين مثل النبط والكلدان، حيث كانت عبارًةً عن كتب مواعظ، لم يتُرجَم لنا منها إلا القليل مثل كتاب “الفلاحة النبطية” لابن وحشية من أوضاع أهل بابل، الذي أخذ الناس منه هذا العلم وتفننوا به، ووُضعت بعد ذلك الأوضاع (مثل مصاحف الكواكب السبعة)، وكتاب طِمْطمَ الهندي في صور الدرج والكواكب وغيرها، ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة – كما وُصِف – فتصّفّح كتب القوم واستخرج الصناعة، وغاص في زبدتها، لحقه مسلمة بن أحمد المجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريات ،فلخص جميع تلك الكتب وهذّبها، وجمع طرقها في كتابه (غاية الحكيم)، ولم يكتب أحدٌ من بعده في هذا الأمر.
يفسّر ابن خلدون في مقدّمته الشهيرة تفسيراً غريبًا بعض الشيء للتمييز بين مفهوم الوحي الإلهي للأنبياء والرسل وبين الوسوسة الشيطانية للكهنة، فكأنهّ يقول إن الإله والشيطان يتسابقان على الأرض لرسم الأحداث من خلال دراما تناحرية يمكن وصُفُها بالمضحكة المبكية، حيث يقول: “فأمّا تأثير الأنبياء فهو مددٌ إلهيٌّ وخاصيةٌ ربانية، ونفوس الكهنة لها خاصية الاطلاع على المغيبات بقوىً شيطانية، وهكذا فإنّ كل صنفٍ مختصٍ بخاصيةٍ لا توجد في الآخر.”[1] الطلاسم والسحر اللذّان حذّر منهما الإله والذي لجأ إليهما ساهيًا في نفس الوقت!
فلو أتينا قليلاً على هذه الآية القرآنية التي تقول: “ولكنّ الشياطين كفروا يعلمّون الناس السحر، وما أنُزل على الملكين ببابل وهاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنا نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضاربين به من أحد إلا بإذن الله”، سنجد هنا اعترافاً خطيراً من الإله المتفرّد بعلم الغيب بقدرات من اعتبرهم تلاميذ الشياطين، ومن يستطيعون تفريق المرء عن زوجه! ثم يردف أنه لن يحدث شيء إلا بإذن الله.
إنه لتناقضٌ غريبٌ حينما يأتي على التحذير من السحرة والمشعوذين وقد نصّبهم أعداء له، هل له أعداءٌ حقا يتصارع معهم كالأطفال؟ أعداءٌ ينافسونه على إحدى علومه التًي يؤكد ادّعاءه باحتكارها في أماكن ثم ينبه من إمكانية اختراقها في أماكن أخرى؟ ولطالما كرّر آياتٍ تثبت تفرّده بها، ثم يدعو عباده إلى الابتعاد عن منافسيه فيقول: “قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد”، وبكان آخر يحذّرنا من الشيطان – العدو رقم واحد له – حين يقول: “قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنة والناس”، الغريب عندما يطالب عباده بذكر هذه الآيات إذا ما تعرضّوا لسحرٍ أو أذيةٍ كي يطردوا الشيطان، هنا نرى الإله ينتهج طريقة المشعوذين تماما، فهو أوجد الشر والجن والوساوس ثم أمرنا بتمتمة مقولاتٍ أعدّهاً خصيصا لطرد هؤلاء، بالضبط كأسلوب المشعوذين! وقد ثابر على طلبً البدء بالتعوّذ من الشيطان ثم يلحقها بتلاوة اسمه مع بداية كل آية في القرآن! لماذا كل هذه التخوّف من صلاحيات الشيطان وقدُراته وأعوانه؟
كان الأوَلى به أن يدعوا عبيده مثلاً إلى الاتكال عليه، وأّلّا يخذلهم طالما أنّ الإيمان بالقلب كما يقول وهو العالم بالقلوب والنوايا، أفليس هذا كافٍ؟ أم أنه كان يعُرّض بعض عباده للأذى من باب الاختبار لقوة إيمانهم وانصياعهم له؟ إذا، مالحاجة لهذه التمتمات؟ هل من الممكن أن تغيّر المكتوب؟ هل تندرج ضمن الاختبار لمعرفة مدى الإذعان لوصاياً الرب بشكلٍ كاملٍ وحرفيّ؟ ألا يكفيه الصلاة والصيام وغيرهما من التذلل والاستجداء ليضيف عليهما تعاليم أخرى؟ وهل يحاسَب من لا يذكرها عندما يتعرض لما أسموه “وسوسة”؟ ماذا لو قرّر مؤمنٌ أنه فقط عندما تأتيه أفكارٌ سوداويةٌ سيئةٌ ألا يعيرها اهتمامًا ليس إّلّا؟ وأّلّا يلجأ إلى تمتمة هذه المعوذات؟ ثمّ أليس لائقـًا به كإلهٍ أن يختر أسلوباً أرقى من أساليب المشعوذين؟ وباذا يختلف عمّن يكتبون المعوذات ويغلفّونها بقطعةٍ قماشيةٍ بما يسمى بلهجاتنا العاميّة “حِجاب”؟ ألا يستحق أن نحمّله كامل المسؤولية بانتشار هذه الأساليب المسؤولة بدورها عن انحلال المجتمع من نوع آخر؟ انحلال عقلي مثلاً!
لنُعرّج قليلاً على تعريف المنطق، ومن وجهة نظر ابن خلدون نفسه أيضا حين يقول:
“علم المنطق هو قوانين يعُرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود المعروًفًة للماهيّات، والحجج الفاسدة للتصديقات ،وذلك لأن الأصل في الإدراك إنا هو المحسوسات بالحواس الخمس.”[2]
جميل، إذا لو أسقطنا هذا التعريف للمنطق على الكتب السماوية وخصوصاً على قصص الأنبياء، سنجد أن أول من سيخرج عنً مقومات المنطق البديهي هو الإله، قصصه، تعاليمه، وأتباعه.
لماذا الإنسان عادًةً ما نراه يعود للمنطق بكل ما يصادف إلا بالأمور المتعلقة بالإله وكل ما يدور حوله؟ عندها فقط يتوقف عن استخدامه مهما كان الأمر جليا كالشمس؟ التفسير الأقرب نعتقد هو لأنه يسلمّ عقله كالأمانة بين يدي إلهه عندما يقرأ أي شيء يتعلق به، بينما لو شاًهد فيلماً سينمائيًا مثلاً فقد يتصيّد عدة تناقضاتٍ ويطرح إشارات استفهامٍ منطقيةٍ.
هل حقا يعتبرون وبكل ثقةٍ أن مغامرات الأنبياء هذه قد حدثت؟ وهؤلاء الأشخاص قد عاشوا بالفعل في وقتٍ من الأوقات عًلى هذه الأرض؟
في الحقيقة، قد يسهو إلهك أحياناً عزيزي المؤمن، ومغامرات الأنبياء ماهي إّلّا أقاصيص ملطخّة بالمغالطات، فلا تنشغل بتأليههِم.
فقد لفتتنا في مجموعةٍ من قصص الأنبياء نقطةٌ غفل عنها من كتب ومن قرأ ومن آمن وسلمّ بوضوع علم الغيب واحتكار الله له، حيث نجد الله يبدو كالمغلوب على أمره ببعض المشاهِد، وأحيانا كأحد أبطال القصة.
سنقتبس اقتباسًا مختصرًا على سبيل المثال لا الحصر لسطورٍ من إنجيل متى:[3]
“حين ُولد المسيح جاء المجوس إلى أورشليم وبدؤوا يصيحون: أين هو المولود ملك اليهود؟ فلقد رأينا نجمة المشرق، فجئنا لنسجد له! وصل الخبر إلى هيرودوس الملك فاضطرب هو وكل أورشليم وجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمي الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟ فأجابوا: في بيت لحم اليهودية. لأن هذا ما كتب النبي: يا بيت لحم اليهودية أرض يهوذا ما أنت الصغرى في مدن يهوذا لأنّ منك يخرج رئيسٌ يرعى شعبي إسرائيل فأرسل هيرودوس بطلب المجوس سرًا وتحقق منهم متى ظهر النجم، ثم أرسلهم إلى بيت لحم ليبحثوا عن المولود وقال لهم أرسلوا لي متى وجدتموه مدّعيًا أنه يريد السجود له.
فلمّا سمعوا كلام الملك انصرفوا وبينما هم في الطريق إلى بيت لحم فإذا بالنجم يظهر يتقدمهم ليرشدهم إلى مكان الطفل (ملك اليهود المنتظر) حتى بلغوه بالفعل فلما رؤوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا ووقف النجم فوقه، ولما دخلوا المكان وجدوا الطفل وأمه مريم فركعوا وسجدوا له ثم فتحوا أكياسهم وأهدوا إليه ذهبًا وبخورًا، وأنذرهم الله في (الحلم!) أّلّا يرجعوا إلى هيرودوس فغيروا طريقهم.”
لاحظوا هنا أن الله “كامل القدرة” يلجأ إلى أن يوحي إلى المجوس بأن يغيروا طريقهم لأن هيرودوس يضمر لهم الشر! ولاحظوا أيضا أن المجوس يتواصلون مع الله! السؤال هنا: ألم يلقَ أطفالاً على كوكبنا حتفهم بطرقٍ محزنةٍ نعجز عن وصفها ولم يحًّرك “الله” عندها ساكنا! بينما في قصص الأنبياء نراه كمن يلعب إحدى ألعاب الأطفال الإلكترونية، فهو حاضرٌ وبقوةٍ ومشاركٌ بحماسة، يذهبً أتباعه من طريق، فيتعرض لهم أتباع الشيطان، فيوحي لهم أن يغيروا طريقهم!
أليس الجدير به “كـ إله” أن يتدخل بطريقة أرقى قليلاً؟
لنكمل، “ثم أوحى الرب إلى يوسف النجار أن أهرب إلى مصر كي لا يصل إليك هيرودوس فهو عازمٌ على التخلص من يسوع”، والسؤال هنا:
بما أن علم الغيب في يد الله وحده، وأنه قد أعطى هذه الهبة فقط إلى أنبيائه، أليس غريبًا أن نجد بعض الطغاة والمستبدين والسحرة بالكتب الدينية يتوقعون ويصيبون بتوقعاتهم تلك؟ بل وتسير أحداث قصص الأنبياء بناءً على رؤيا للملك الطاغية أو للفرعون أو لسَحَرة مشعوذين!
ففي قصة يسوع الذي يولد ويستدل المجوس على ولادته من نجم المشرق وكيف يوحي الله إلى يوسف النجار أن أهرب لأنهم سيقتلون المولود؟ كيف يوحي الله إلى يوسف وهو غير نبي وشخص عادي؟ وإن كان الهدف هو حماية يسوع الطفل أفلم يجد طريقة يحميه فيها غير الإيحاء بتغيير طريق وكأناّ نتابع فيلم مطاردةٍ وإثارة (هوليوودي) أو بالأحرى (بوليوودي) بامتياز، ولماذا لا يعمي بصيرة هيرودوس مثلا؟ أهو عاجزٌ عن حماية المسيح؟ لماذا كل هذا (الأكشن) والمغامرات وكأن في المشهد عدة آلهةٍ تتصارع فيما بينها على الأرض!
وفي قصة ميلاد موس أيضا يتكرر نفس المشهد عندما يحدد كهنة وسحرة فرعون عاما على ميلاد موس وبالفعل يولد بنفس التاريخ المحدد! كيفً يتنبأ السحرة بحدثٍ كهذا ثم يحدث ما تنبؤوا به بالضبط!
“ولم يزل فرعون يسمع هذه الأخبار عن بني إسرائيل وكان قد علم أن بني إسرائيل يرجفون به ويطلبون هذا الغلام. فاستشار كهنته وسحرته في هذا الأمر المهم. قالوا: “إن المسموع صحيح، وهلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام وحددوا وقت ولادة الغلام بعام مخصوص” (إذاً، الكهنة والسحرة عرفوا وحدّدوا موعد ولادة موسى!) يقوم فرعون بقتل كل الذكور من مواليد ذلك العام، وكل من هم تحت السنتين (كم من دماء كلف مجيء موسى هذا؟)
الغريب في الأمر، كيف يعلم بالغيب الكفرة والمشركين وتستمر القصة وكأنّ شيئاً لم يكن؟ كيف يعرف فرعون أو هيرودوس بهذه التفاصيل؟ بينما تجدنا نرى الإله يقف متفرجّا تارًةً أو يشارك بطريقةٍ مضحكةٍ تارًةً أخرى، كأن يطلب من هؤلاء تغيير طريقهم اتقاءً لبطش ذلك الطاغية أو أن يوحي لهذا بأن يهرب كي لا يقُتل المولود، أو أن يعرف سحرة بوعد ميلاد نبيٍّ مرسلٍ من عنده بهذه الدقة ولا يحرك ساكنًا رغم كل الدماء التي سُفكت قبيل مجيئه، ولم يكُلفّ نفسه تفاديها! والذي المفروض أن يكون مجيئه كنبي أساسًا هو لخلاص وخير البشرية؟! وها قد بدأت أنهار الدماء من قبل ان يأتي حتى، ويتعامل معها كل من يقرأ الأسطورة “ويصدقها بالطبع “وكأنها عصائر فواكه وليست دماء بشر، فهم يتقبلون ببساطة أن يفعل ربهم ذلك كي يزفّ بنبيٍّ كانت الحياة ستكون من دونه أكثر رحمةً وسعادة.
وفي قصة داود، قال النبي محمد: “خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه” (صحيح البخاري – 5124)، والقرآن هنا بمعنى الزبور الكتاب الذي أنُزل عليه، لاحظ أنّ نبيا ينهى عن خلقٍ ويأتي بمثله، عدة تعاليم إلهيةٍ تطالب بالابتعاد عن الطلاسم والسحر ثم نجدهم أول من يلجأ إليها وإن كان الكلام هو من كلام الله كما يقولون فهناك الكثير من السحرة المشعوذين يستغلون كلام القرآن مثلاً فهل هذا مبرَّرٌ لهم؟ أوليس القرآن أنزل ككتاب تعاليمٍ وقانونٍ لإتمام مكارم الأخلاق على حدّ زعم محمد أم كمرجعٍ للسحرة؟ ماهي وظيفته بالضبط؟ وأين الله من ادعائه بحصرية علم الغيب بينما نجد أناسًا ليسوا عاديين فحسب بل لطالما كانوا ندًا للإله ويعدّهم من المستكبرين، ينافسونه على حصرية هذا العلم.
لماذا لم نشهد ولو لمرةٍ واحدةٍ منذ بدء “التأريخ” في عصورنا الحالية بتدخلاتٍ إلهيةٍ كهذه؟ من سيجيبنا بأنه لا يتدخل إلا لحماية الأنبياء مثلاً عندها سنجيبه: لكنه تدخل موحيًا ليوسف النجار وهو ليس نبي! وإن كان بالنهاية الهدف كان من ذلك حماية المسيح لكن لا نغفل أنه تواصل مع شخص عادي كيوسف النجار، ثم أنه لم يتدخل لحماية عيسى من الصلب والعذاب في نهاية المطاف، بينما تدخّل لحماية محمد عدة مرات كقصة شبكة العنكبوت على باب المغارة حسب الرواية المعروفة وغيرها، وقتل أعدادًا من الرضّع ليكتمل سيناريو قصة موس! أي إلهٍ هذا؟ وأي أتباعٍ هؤلاء!
في قصة أبي لهب الذي يعُدّه المسلمون تحدّي القرآن له باستحالة إسلامه حتى مماته بأنه إحدى معجزات محمد ودليًلًا على ألوهية كتابه، هذه المعجزة التي يستند عليها المسلمون لليوم ويفاخرون بها، وهل هذا حدثٌ يستحق بالفعل كل هذا التهليل؟ أي أهميةٍ لهكذا تنبؤ يحاكي تنبؤات سحرةٍ هواة؟ وأين محل شخص مثل أبو لهب من الأعراب في هذا الكون الشاسع؟ وماذا قدم هذا التنبؤ للبشرية؟ – سوى محمد طبعًا المستفيد الوحيد – حيث عُدّ هذا التنبؤ كداعمٍ لنبوّته المزعومة، فلربا وصل إلى طريقٍ مسدودٍ حينما زاد التضييق عليه بطالبته بمعجزاتٍ أسوًةً بباقي أساطير من سبقه من الرّسل والأنبياء حتى بات كالنار التي نفذ حطبها، فاضطررت إلى تزويدها بأية خردة قابلة للاشتعال فقط لئلا تنطفئ. ناهيك عن الشيفرات المفتعلة الغامضة، في بداية عدة سور كـ ألم، كهيعص، ألمص، ألر…
نستخلص أنه لو أردنا دراسة القصص الإبراهيمية، فإن أبسط ما يمكن أن نخرج به هو الأسلوب الركيك، هشاشة الحبكة، إضافةً بالطبع إلى المآخذ الأخلاقية، وسنترك اللامنطقية جانبًا لأن إجابة المؤمنين جاهزة: هؤلاء أنبياء مُصطفَون من الإله، من الطبيعي أن يخرجوا عن المنطق، وهذا إلهٌ ليس كمثله شيء ولا يخضع للقوانين البشرية (رغم أنه هو مصدر الأخلاق كما يفُترضَ وهو الكامل كما يدّعي مَن رَسَمَه).
من المخجل حقا أننّا نعيش في الألفية الثالثة ولا زلنا مضطرين إلى دحض خرافةٍ إثر خرافة في قصص الأنبياء هذه، من وصل البعض في تًقديسهم إلى حد تصفية من يأتي على نقدهم أو ذكرهم بسوء. والمفاجأة ستكون عندما تطلعون على آخر الاكتشافات الأسطورية في بلاد ما بين النهرين وسوريا لرقُمٍُ حجريةٍ نقُشت عليها أساطير الأولين بعدّة أحقابٍ تاريخيةٍ وضمن عدة حضاراتٍ موجودةٍ لليوم في متاحفنا الأثرية، والتي نوّه لها المؤرخون العالميون، حيث ذُكرت كل هذه الحكايات وبنفس الأبطال مع تغيير أسمائهم وفقاً للحضارة والثقافة التي تقصّها، والتي سبقت القصص المروية لدينا في الكتب السماوية بآلاف السنين، وستجد دراساتٍ مفصلةً عن ذلك في كتب المؤرخين وأبحاث علماء الآثار.
ألا يستحق ذلك التوقف عنده لبعض الوقت احترامًا لعقلك عزيزي المؤمن؟
الهوامش:
[1] مقدمة ابن خلدون، الفصل الثامن والعشرون، علوم السحر والطلاسم
[2] مقدمة ابن خلدون – الفصل الثالث والعشرون -علم المنطق
[3] إنجيل متى 2:[1-6].
منشورات ذات شعبية