العيوب ال10 للأخلاق الدينية !

هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»

1- الاخلاق الدينية ليست واحده:

القيم الاخلاقية من الممكن ان تختلف من دين إلى دين و حتى بين الجماعات داخل الدين الواحد، على العموم هناك مواضيع داخل المنظموة الاخلاقية الدينية قد تكون مشتركه داخل النظم الدينية من الممكن نقدها. هذه القيم ليست موجوده في كل الاديان مثلا بل ومن الممكن ان تكون موجوده داخل النظم اللادينية. انني هنا اريد ان اقول بكل وضوح ان هذه الاخلاق معيبه وبالتالي فاننا نصل إلى فكرة ان الدين ليس ضروريا لانشاء قيم دينية سليمة.

2- الطاعة العمياء لسلطة عليا:

ان كل العقائد بنت منظومتها الاخلاقية على ان الله هو من خلق الاخلاق واصدر تعاليمه الاخلاقية لنا. وبالتالي فان هدف هذه المنظومة الاخلاقية هو طاعة الله بغض النظر عن طبيعه هذه الاوامر وطبعا غير مسموح بالاعتراض او السؤال. ان الاخلاق الحقيقية لا تكون مجرد طاعة عمياء، فحتى يكون الانسان مسئول اخلاقيا فيجب عليه تبرير خياراته وان يقرر لنفسه.

3- التهديد بالعقاب الازلي:

الانظمة الاخلاقية الدينية دائما تتضمن التهديد بالعقاب في حالة عدم الطاعة وفي بعض الحالات يكون الامر اسوأ حينما يتم التهديد بالعقاب الازلي للمخالفات الاكبر كعدم الايمان مثلا. ان الاختيار الاخلاقي لا يجب ان يبنى على رغبتك في تجنب العقاب. من ناحية اخرى فان العقاب الازلي لجرائم مؤقته هو شيء بشع وغير اخلاقي وغير متناسب مع حجم المخالفة، اعتقد ان عقوبة الاعدام في حق سارق تفاحة ستكون أكثر عدلا !!

4- الوعود بالمكافآت الابدية:

جانبا الى جنب مع الوعيد فهناك الوعد بالمكافآت لمن يطيع القوانين وطبعا هذه المكافات ابدية. اكرر ان الخيار الاخلاقي لا يجب ان يكون بحثا عن المكافات ومن ضمنها الحصول على حياة خالده في الجنة. ببساطه لو ان انسان فعل الشيء من اجل انتظار المكافاه فان هذا الخيار اناني وليس اخلاقي.

5- مستمدة من الحضارات القديمة:

الكثير منها مستمد من حضارات قديمة كانت مختلفة عن واقعنا الان تماما لقد مارسوا العبودية ولم يعترفوا بمساواة المراة بل لم يكن يعرفوا بشيء اسمه الطفرات الجينية. انا هنا لا اقول ان هذه الاخلاق القديمة بلا قيمة ولكنهم بحاجة الى تنقيح فهناك ما يخدمنا الان وهناك ما لا يستطيع حل مشاكلنا الحديثة.
ان لي عنق النصوص او تسويغها لتناسب مجتمعاتنا الحديثة ليست حلا حقيقيا.

6- الاعتماد على الكتب الدينية:

فهي مكتوبه غالبا في الكتب الدينية، وطبعا لاهمية وقداسة تلك الكتب فمن المستحيل مخالفة تعاليمها. نعود ونقول ان الادعاء بان الشيء لا يكون مقبول اخلاقيا الا اذا كان من الكتب الدينية هو ادعاء زائف حتى وان انطوت تفسيرات الكتب على تفسيرات عصرية او ذكية. اننا هنا لا نعطي البشر المسؤولية على اختياراتهم.

7- التركيز على الحياة الاخرة وليست هذه الحياة:

أي ان هذه الاخلاق تركز على كونك تتبعها حتى تحسن حالتك في الاخره بعد موتك على الرغم طبعا من الشك الكبير حول وجود هذه الحياة اصلا. من غير الاخلاقي ان تضحي برغباتك ورغبات الاخرين من اجل ان تجعل حياتك في الاخره افضل! والتي لن تعيشها اصلا الى حد كبير.

8- غياب القيم الفكرية:

اننا لا نستطيع اتخاذ قرارات اخلاقية بدون ان نعلل خياراتنا وان نعرف النتائج المترتبة عليها. وهذا يعني ان النظام الاخلاقي السليم يجب ان يركز على اهمية الفكر والسبب بالتوازي طبعا مع الحب والرحمة.

لا انكر ان هناك القليل من الانظمة الدينية تفعل هذا أي انها تبرر تصرفاتها بالعقل بالموازاه مع الرحمة. على كل حال اود القول ان غياب القيم الفكرية لتبرير اخلاقتنا هو متلازم تكريس السمع والطاعة للسلطة.

9- المطلق:

كثير جدا من الانظمة الاخلاقية الدينية هي تعتبر قيم مطلقة، أي انهم يرفضون الاعتراف باهمية السياق او النتائج عند تقييم تلك الاخلاق في اوقات معينه. على سبيل المثال فان الكذب يعتبر غير اخلاقي بشكل مطلق بغض النظر عن كم الضرر الذي ممكن ان يحدثه قول الحقيقة او ان الكذب قد يكون الخيار الوحيد (الحرب مثلا)، وحتى لا يسيء احد فهمي فاني اقول انه يجب ان نكون حازمين ضد ما نعتبره لا اخلاقي لكن ايضا يجب ان ننظر إلى السياق ولا نتجاهله كلية.

10- الاخلاق الدينية لا تتفوق على الاخلاق اللادينية:

ليس هناك نظام اخلاقي كامل بدون أي عيوب بما في ذلك النظم العلمانية والالحادية. في الحقيقة ان بعضها قد يعاني من احد العيوب المذكوره في الاعلى. أنا لم اقل ابدا ان الاخلاق اللادينية هي كاملة ولكن احببت ان اقول ان الاخلاق الدينية ايضا ليست كاملة وبالتالي فمن العيب وغير العقلاني ان يقول المتدينون ان الاخلاق الدينية سوف تقدم المجتمع وان الاخلاق الالحادية سوف تسبب المشاكل.
لكن واقع الامر فاننا نرى ان الكثير من المشاكل التي نواجهها هي نتاج اعتمادنا على الاخلاق الدينية بشكل كبير والتي تعاني من احد العيوب اعلاه.
الخضوع للسلطة والاعتماد على الكتب القديمة هي طريقه سيئة للتعامل مع مشاكلنا الحديثة المعقدة مثل الهندسة الوراثية وبحوث الخلايا.

يقول انشتاين: “ان سلوك الانسان الاخلاقي يجب ان يكون مبنيا على العطف، التعليم، الروابط الاجتماعية والحاجات، لا حاجة لمرجع ديني. انه انسان سيء ذلك الذي يردعه الخوف من العقاب ويامل في المكافاة بعد الموت.”