كثيراً ما تطالعنا صور جموع المسلمين وهي تحرق سفارة، أو تتوعد كاتباً أو رساماً، أو حتى تقاطع بلاداً كاملة من أجل فرد أو قناة أو سياسي.
هذا المنظر دائماً كان يثير تعجبي، قبل أو بعد تركي للدين، لأني ممكن أتفهم أن يكون المسلم ذو طبع حامي شهم لا يقبل ذرة من الغبار على ما يعتبره كرامة أو عنفوان. موضوع ممكن تفهمه جيدًا في سياق الطبيعة الشرق أوسطية وبسبب انعدام ثقافة الحوار. لكن ما لا أستطيع تفهمه هو لماذا يثير حنقهم كاريكاتير مغمور، لم يشهر أو يذع صيته إلا على أيد المسلمين الغاضبين، بحجة إهانة الأديان في حين أن مشهد تدمير تمثاليّ بوذا لم يحركا مشاعر أحدهم بشيء مع أنها كانت إهانة أديان ومقدسات وتدمير تراث عالمي أيضاً (وأحد أسباب حقد البوذيين على المسلمين كما يحصل في بورما).
هو فعلا أمر مثير للدهشة حين تجد أن صورة كاريكاتير أو إحراق مصحف (مع أن آيات القرآن كنا نحرقها ونحن صغار لكي لا ترمى على الأرض بدون مشاكل) يثيران غضب المسلمين، وتبدأ الهتافات ضد العنصرية والاتهامات باستهداف مليار ونصف مسلم، (وأنا لا أعلم كيف يتم استهداف مليار ونصف مسلم دفعة واحدة، مع إنه كلهم كفرة أساسا ومش مسلمين-على لسان بعضهم- و برضه لو حد يفهمني كيف نستهدفهم كلهم مرة واحدة ونخلص منهم بيكون أحسن )، و أكثر ما يثير عجبي هو اتهام الغرب بتشويه صورة المسلمين والإسلام بهذه الكاريكاتيرات والصور أو حتى علياء المهدي.
منشورات ذات شعبية