عندما كنتُ مؤمناً بوجود الله.. كان السؤآل عن وجود الله غير مطروحاً البتة. وجود الله كان شيئاً بديهياً تماماً مثل وجودي أنا، بل وبعد تجربتي الروحية والدرامية مع الله بكل ماتعنيه الكلمة من دراما أدركت بأن وجود الله هو حقيقة أكبر من حقيقة وجودي ذاته. فكيف تغيرت الاحوال وبعد أن كنت مؤمناً أعمى بوجود الله أصبحتُ إنساناً عقلاني أعتقد أن وجود الله لايفرق عن وجود أي شخصية كارتونية في عقل أي طفل يعتقد بوجودها فقط لأنهُ شاهدها في أحد برامج الاطفال.
الالحاد ليس دين أو مذهب كي ننتمي لهُ، بل غالباً مايدرك أحدنا بأنهُ ˝مُلحد˝ أو لايؤمن بوجود الله بعد فترة طويلة من ترك الاديان والانتقال بين المذاهب الفكرية الاخرى كاللادينية والربوبية والالوهية. كما لايوجد للألحاد لا أنبياء ولا رُسل، حتى وأن كان المُتدين في أعماق قلبهِ يتمنى وجود كتب أو أنبياء ورسل للملحدين كي يعرف أين يوجه أنتقاده مثل ريتشارد دوكنز أو عبد الله القصيمي أو كما إدعت قناة مصر25 بتأريخ السادس من تشرين الاول أوكتوبر 2012 أنني أشهر ملحد عربي. لكن الحقيقة القائمة تبقى وهي أن الالحاد لا دين ولاعقيدة ولا قومية. الالحاد على العكس تماماً من الأديان والمذاهب الأخرى هو اللاإنتماء في حد ذاته، أي أنك لاتعتقد بوجود إله ولاتنتمي لتلك المجموعة التي تعتقد بوجود هذا الإله. الخروج عن مجموعة تعتقد بشئ أنت تعتقدهُ خرافياً هو الالحاد. لكن هذا لايعني بأنك أنتقلت من مجموعة الى أخرى، بل يعني فقط أنك خرجت من المجموعة الاولى التي كنت فيها. كمن يخرج من البيت فهو لايدخل في بيت آخر (إذا لم يختر هو ذلك طبعاً)، بل يخرج خارج كل الجدران ومن تحت كل السقوف فتصبح الحياة كلها جدرانه وسماء الكون الازرق سقف لهُ. لكن، كيف وصل الى هذه المرحلة؟ كيف أستطاع أن يجد المفتاح الذي يفتح بهِ باب الاديان الفولاذي المغلق منذ قرون. ويخرج للهواء الطلق؟
منشورات ذات شعبية