لماذا يوجد الدين؟ ولماذا جميع الأديان دون استثناء مليئة بالأمور الغير عقلانية؟ هذا الدين يؤمن بأن الإنسان الشرير سيعود إلى الحياة كذبابة، وذاك يؤمن بأن رجل شق البحر بعصاه، والثالث يروج أن رجل طار بحصانه وهلم جرا. والغريب أن أناس عقلاء ومنهم من يحمل شهادات عليا في العلوم يؤمنون بهذه الخزعبلات، لدرجة أنهم مستعدون للموت من أجلها! ما الذي يجري هنا؟!!

ولماذا تستمر الأديان على الرغم من تطور العلوم وانتشار المنهج العلماني العقلاني في إدارة الدولة الحديثة في العالم الغربي على الأقل!

يروي الإنثروبولوجي باسكال بوير والمتخصص بإنثروبولوجيا الأديان أنه كان يدرس قبيلة الفانج في الكاميرون والتي يؤمن أفرادها بوجود ساحرات يحلقن في الجو ليلا، ولديهم القدرة على تخريب المحاصيل وتسميم الدماء، ولا بد من تقديم القرابين لهن درءًا لشرهم.

وكان بويد يروي هذه القصة لمجموعة من الأساتذة من جامعة كيمبريدج وهم على طاولة العشاء، وفجأة عقب أحد الجالسين وهو استاذ في علم اللاهوت (المسيحي) وقال: يا له من شيء غريب. كيف يصدق الناس هذه الخزعبلات؟

يكمل بوير حديثه: “كدت أن أغص بلقمتي وأنا أسمع هذا الرجل المسيحي الذي يصدق أن شخص اسمه عيسى والذي ولد لامرأة عذراء هو ابن لله، وأنه لم يمت بل صعد إلى السماء هو وأمه من بعده، وأن النبيذ المقروء عليه هو من دمه، يقول إن الإيمان بالساحرات في افريقيا خزعبلات!

مجلة الملحدين العرب: العدد السادس / شهر مايو / 2013