خلاصة القول في هَذا الموضوع هُنا، أن هَذا شرح لكيفيّة أن الحياة قد تطوّرت من الأشكال الجزيئيّة لخلايا منظمة، ثم أعلى.
هنا نتحدّث عن الأوضاع في الغلاف الجوي والبحار للأرض المُبكرة. لم يكن هُناك بعد طبقة الأوزون أو غلافنا الجوي الحالي، لذلك كان هُناك الكثير من الأشعة فوق البنفسجيّة تصل إلى السطح من أشعة الشمس. هَذا يمثّل الطاقة. كان هُناك أيضاً كميّة كبير من الطاقة الكهربائيّة على هيئة البرق القوي في الغلاف الجوي المبكر كذلك. هذا المقال يتناول بعض التجارب التي قام بِها علماء مختلفين لمعرفة ما إذا كان من الممكن للأحماض الأمينيّة، لبنات بناء البروتينات، قد تكون تشكّلت في ظل هَذه الظروف. والتجربة الأكثر إقناعاً هي تجربة ميلر.
تظهر تجربة ميلر انه مع الحرارة، الضغط، البرق و ، (جميع ما كان يوجد في الأيام الأولى لتشكيل الأرض) أن المركبات العضويّة يمكن أن تتجمع لتشكل أشياء مثل RNA والأحماض الأمينيّة الأساسيّة ، مكونات تشكيل الـ DNA ، أهم بنيّة الحياة.
في التجربة قام بمحاكاة وصنع الظروف المعتقد أنها موجودة في الغلاف الجوي المبكر في جهاز زجاجي ، وذلك باستخدام التيارات الكهربائيّة لمحاكاة البرق ووضع العناصر والجزيئات المعتقد انهها كانت موجودة آنذاك ، وأثناء أجراء هَذه التجربة ، كانت هُناك بعض الأحماض الأمينيّة ، والتي تبين أنه كان من الممكن لعناصر الـ CO2، H2O وغيرها من العناصر الموجودة في الغلاف الجوي المبكر قد ولّدت الأحماض الأمينيّة.
ثم نتناول الكيفيّة التي أمكن بِها لهَذه الأحماض الأمينيّة أن تتجمع معاً وربطها بروابط تساهميّة ، ومن ثم إلى البروتينات الكاملة. وبمجرد الانتهاء من البروتينات، لديك أساس الحياة أولاً، قبل التعمق حول تشكيل الخليّة الأولى، يجب أن يكون مفهوماً أولاً ما هي الخلايا. تتكوّن كل أشكال الحياة من الخلايا. الذي يجعل الكائنات الحيّة مُختلفة، هو عدد الخلايا، وما هو نوع الخلايا، وكيف يتم تنظيم هَذه الخلايا. العديد من الكائنات الحيّة الدقيقة تتكون من خليّة واحدة فقط، والتي تنفّذ جميع الوظائف المطلوبة من أجل البقاء. الكائنات الحيّة الأخرى تتكون من خلايا أكثر، مثل البشر، الذين يحتوون على أكثر من تريليون خلية، معظمها متخصص لوظيفة معيّنة
كل الخلايا تتكوّن من العديد من أجزاء أصغر. هُناك نواة موجودة في معظم الخلايا، التي تحتوي على الحمض النووي (الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين)، الذي يخزن برنامج الخليّة. هُناك الميتوكوندريا التي تحطم المركبات وتنتج الطاقة. هُناك أجزاء أخرى كثيرة في الخليّة، لكل منها وظيفة محددة. هَذه الأجزاء من الخليّة تتكّون من البروتينات، والتي تتكون من سلاسل طويلة من الأحماض الأمينيّة، والتي تتكون من مجموعات مُختلفة من العناصر الأساسيّة من الكربون (C) والهيدروجين (H) والنيتروجين (N)، والأكسجين (O). من جميع أنواع التركيبات الممكنة لتشكيل الأحماض الأمينيّة، تستخدم 20 فقط في البروتينات. ومع ذلك، يمكن لهَذه الأحماض الأمينيّة الـ 20 أن تشكّل تقريباً أعداد لا نهائيّة من التركيبات لإنشاء عدد لا نهائي تقريباً من البروتينات.

مجلة الملحدين العرب: العدد الثاني / شهر يناير / 2013