القرآن يشهد بـ صحة الإنجيل والتوراة
مقدمة
ما يؤمن به المسلمون يقينًا هو أن القرآن قال بتحريف الكتب السابقة – أي أن التوراة قد حُرّفت من بعد موسى، والإنجيل حُرّف من بعد عيسى. فهل هذا ما يقوله القرآن فعلا؟
الحقيقة – كما سنسعى لإثباتها هنا في جزئين – أن العكس هو الصحيح: القرآن والأحاديث النبوية يقطعان بصحة التوراة وسلامتها من التحريف– ونفس الشيء فيما يخص الإنجيل. في الجزء الأول سنتناول شهادة القرآن لصالح الكتابين. والجزء الثاني سنناقش الآيات التي قد يفهم منها اتّهامهم بالتحريف.
ملحوظة 1: بديهي أن الموضوع ليس دفاعًا عن التوراة والإنجيل اللتين لا أؤمن بهما! إنما الهدف فقط هو تبيان رأي القرآن فيهما.
ملحوظة 2: التوراة اكتملت كتابتها قبل زمن محمد بكثير، أي أن التوراة الموجودة أيام محمد هي هي توراة اليوم– ونفس الشيء فيما يخص الإنجيل: الإنجيل على عهد محمد هو إنجيل اليوم.
الجزء الأول: شهادة القرآن لصالح التوراة والإنجيل الموجودة بيد اليهود والمسيحيين على عهد محمد.
أولا: القرآن يأمر اليهود والمسيحيين بتحكيم كتابيهما.
لنبدأ من آية قرآنية قد تبدو غريبة لأول وهلة: (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ) المائدة/43
ونقرأ من تفسير الطبري: (وكيف يحكّمك هؤلاء اليهود يا محمد بينهم، فيرضون بك حكماً بينهم، وعندهم التوراة التي أنزلُتها على موسى، التي يقرّون بها أنها حقّ وأنها كتابي الذي أنزلته علـى نبي، وأن ما فـيه من حكم فمن حكمي).
الآية المذكورة وما حولها من سورة المائدة لها قصة شهيرة لابد من معرفتها لكي نفهم الصورة: هي قصة اليهوديّين الزانيين الذيْن أراد اليهود التهرّب من إقامة حد الرجم عليهما، فجاؤوا بهما إلى محمد– عسى أن يكون حكمه أخف.
من صحيح البخاري: (أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تجدون في التوراة في شأن الرجم). فقالوا: نفضحهم ويُجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم، فقالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما)
الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3635 – خلاصة حكم المحدث: صحيحفهم جاؤوا محمدًا ليحكّموه، وعندما سألهم عن حكم التوراة في الزاني زعموا أنه الجلد والفضيحة، وبناءاً على اعتراض عبد الله ابن سلام (وهو يهودي سابق أسلم)، أمر النبي بالتوراة فجيء بها، ووجد أن القوم كاذبون وأن حد الزنا هو الرجم فعلا كما قال عبد الله.
ونذكر الآيات كاملة لأهمية الواقعة وضرورة فهم السياق القرآني للحدث:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ– سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ– وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ– إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ–وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ– وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ– وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ – وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ– وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ– أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة–41–50
من رواية الواقعة ومن تعليق القرآن عليها يمكن استخلاص الآتي:
- القرآن يقول عن اليهود أنهم “عندهم التوراة”.
- يصفها بأنها “فيها هدى ونور”، وفيها “حكم الله” و “ما أنزل الله”، ولا يبدو أنه يفرّق بين التوراة التي أنزلت على موسى والتوراة التي بين يدي يهود المدينة.
- هو يأمرهم بتنفيذ الأحكام الواردة في التوراة بشكل عام، ويلومهم بشدّة على المماطلة في تطبيق أحدها، بل ويستنكر منهم الاحتكام لمحمد دونها!
- محمد يسأل اليهود عن حكم الزنا المكتوب في التوراة عندهم، ثم يأمر بتطبيقه.
ونتساءل: هل يمكن أن يكون الحديث هنا عن كتاب مُحرّف أو مشكوك فيه؟! ونجد في بعض الروايات المتعددة للواقعة السابقة إضافة خطيرة للغاية، تفيد بأن محمداً عندما جيء له بالتوراة وضعها أمامه وأعلن إيمانه بها.
الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 4449 – خلاصة حكم المحدث: حسن(أتى نفر من يهود، فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القف، فأتاهم في بيت المدارس، فقالوا: يا أبا القاسم! إن رجلا منا زنى بامرأة، فاحكم بينهم، فوضعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة، فجلس عليها، ثم قال ائتوني بالتوراة، فأتي بها، فنزع الوسادة من تحته، فوضع التوراة عليها، ثم قال: آمنت بك وبمن أنزلك، ثم قال: ائتوني بأعلمكم. فأتي بفتى شاب – ثم ذكر قصة الرجم.)
وإذا تجاوزنا الآيات السابقة فسنجد – في نفس السورة – تأكيدات قطعية على وجوب الحكم بما في التوراة وفي الإنجيل بصفة عامة.
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ– وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم) المائدة–65–66
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ) المائدة–68
فهل الله سيأمر بإقامة كتب محرفة؟!
ثانيا: القرآن يقول إنه مصدق للتوراة والإنجيل الموجودين بين يدي اليهود والمسيحيين على عهد محمد.
إذ نلاحظ التأكيد المتكرر على أن التصديق هو ” لما بين يديهم” و” لما معكم”.
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ– وَآمِنُواْ بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ) البقرة–40–41
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ) البقرة–91
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) المائدة–48
(وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ) البقرة–89
(وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) البقرة–101
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) النساء–47
ثالثا: القرآن يمدح اليهود والمسيحيين الذين “يتلون الكتاب”.
(لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) آل عمران–113
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) البقرة–121
هل يمكن أن يمدحهم وهم يتلون كتابا محرفا؟ ولاحظ قوله: “حق تلاوته”!
ونلفت النظر إلى الهاء في قوله “الذين آتيناهم الكتاب يتلونه”، فهي تعني قطعا أن ما يتلونه هو الكتاب الذي آتاهم إياه. ونجد في بعض الأحاديث النبوية الأخرى تأكيدات لوجود التوراة والإنجيل بين يدي أهل الكتاب وأنهم يتلونهما.
الراوي: زياد بن لبيد المحدث: ابن كثير – المصدر: تفسير القرآن – الصفحة أو الرقم: 3/140 – خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح(ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال وذاك عند ذهاب العلم قال قلنا يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة قال ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهما بشيء)
الراوي: صفوان بن عسال المحدث: ابن كثير – المصدر: جامع المسانيد والسنن – الصفحة أو الرقم: 5334 – خلاصة حكم المحدث: له شاهد(حرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب العلم قبل ذهابه، فقال رجلٌ: كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه أبناءنا؟ فغضب، وقال: أَوَ لَيْسَ التَّوْراةُ والإِنْجِيلُ في أَيْدِى أهل الكِتابِ فهل أَغْنَى عَنْهم شَيْئًا؟)
الراوي: عبد الله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 12/25 – خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح(رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى إصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فأنا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان فكان يقرؤهما)
الجزء الثاني: الآيات التي يُفهم منها أنهم حرّفوا كتبهم.
نجد بدايةً أنه لا يوجد إشارة واحدة في القرآن يُفهم منهم تحريف الإنجيل من قريب أو بعيد. كل ما عندنا هو آيات تخص اليهود وتوراتهم.
و أعتقد أنها محصورة بالآيات الأربعة التالية:
- الأية الأولى: (وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) المائدة –41
- الأية الثانية: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة–75
- الأية الثالثة: فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة–79
- الأية الرابعة: مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) النساء–46
قبل أن ندخل في تفسير الآيات ربما نحتاج أولا أن نلقي نظرة على طبيعة العلاقة التي كانت بين محمد واليهود– كما تظهر لنا من خلال مجمل الروايات والسيرة والأحاديث وحتى القرآن. ونلاحظ التالي:
أولا: أن مخطوطات التوراة لم تكن متاحة بسهولة للعرب بل ولا حتى لعامة اليهود، إنما كانت موجودة عند “علماء” اليهود أو كهنتهم حصرا، ويبدو أنهم كانوا يثمّنونها كثيرًا ويتعمّدون إخفائها عن الغير. إذا أضفنا لهذا أننا في زمن ما قبل الطباعة بثمانية قرون، ووسط أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب، وحيث لا انتشار للكتابة أو للمواد المكتوبة – بالعربية فضلاً عن العبرية– فسندرك كم كان من الصعب أن يطلع أحد مباشرة على المكتوب في التوراة، بل الشاهد أن أيّ معرفة للعرب بما فيها محصور فقط بما سمعوه شفاهة من اليهود.
ثانيا: يبدو من مصادر عديدة أن العرب كانوا يقدّرون دين اليهود ويحترمون كهنتهم وكتابهم بشكل كبير، ولا شك أن هذا الإحترام لليهود و”علمهم” استمر بعد الإسلام كما نرى من سلوك بعض الصحابة، بل ومحمد نفسه (تجلى ذلك في حادثة اليهوديين الزانيين السابقة، كما تجلى في واقعة صوم عاشوراء الذي اقتبسه محمد منهم بصورة مباشرة ولم يكن يعرفه من قبل، وغيرها من المواقف).
ثالثا: كانت هناك مسألة مهمة تسبب التوتر الدائم بين محمد واليهود، وهي مسألة وجود صفة النبي المنتظر في كتاب اليهود، إذ اُعتبر ذلك من أكبر الأدلة الداعمة لنبوة محمد، لهذا نرى كثير من الآيات القرآنية تحث اليهود وتحفزهم على بيان ما في التوراة والتصريح به وعدم كتمانه، وكذلك نرى في كثير من الروايات أن محمد يستحلفهم بأغلظ الإيمان أن يقرّوا بأن نبأ مجيئه وصفاته– بل واسمه– موجود عندهم في التوراة.
رابعا: نرى أن سبب التوترات الدينية بين الفريقين (بعيدًا عن التنازع السياسي– وهما مرتبطان ولا شك) تنحصر في إخفاء اليهود صفات النبي المنتظر في التوراة، أو ربما ذكرهم لصفات مختلفة عن محمد، وكذلك ذكرهم أشياء أخرى يزعمون أنها من التوراة بينما لم يكن بإمكان المسلمين التأكد ما إذا كانت مطابقة فعلا لما في التوراة أم أن اليهود يخادعونهم.
و لو رجعنا للآيات الأربعة السابقة سنجد بعض التفسيرات تذكر تحريف اليهود للتوراة ذاتها وتبديل بعض ما فيها مثل حد الرجم وصفة محمد وغيرها من الأمور، ولكن إذا فهمنا أن المقصود هو تبديل التوراة المكتوبة وحذف آيات وكتابة أشياء أخرى، فالأمر لا يستقيم مع ما ذكرناه من أن القرآن يأمرهم بتحكيم شرائعها، ويؤكد أنه نزل مصدق لها، ويمدحهم لتلاوتها، بالإضافة لقول محمد الصريح: آمنت بك!
و الزعم بتحريفهم حد الرجم على سبيل المثال لا يتسق مع أحداث الرواية ذاتها في البخاري، إذ ورد أنهم فتحوا التوراة فوجدوا حد الرجم مكتوبا– أي أنه لم يُحرَّف! ولو كان التحريف منهجًا متبعا عندهم فلم لم يحذفوا حد الرجم؟
لو رجعنا للتفسيرت الأرجح سنجد أن المقصود ليس التبديل في التوراة ذاتها وإنما تحريف الحق أي إخفاء المعلومات عن المسلمين أو تضليلهم بمعلومات مغلوطة “لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب”– وسنرى أنه بهذا وحده سيزول التناقض وتتضح الصورة.
لنأخذهم آية تلو آية:
- الأية الأولى: (وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) المائدة /41
هذه جاءت في سياق قصة حادثة اليهوديين التي ذكرناها– والمقصود بوضوح هو أنهم كذبوا عندما ادعوا أن حد الزاني هو الجلد، هذا هو معنى قوله: يحرفون الكلم عن مواضعه.
وهناك تفسيرات مغايرة– كلها أيضا لا علاقة لها بحريف التوراة ذاتها، فالطبري على سبيل المثال يقول: “اختلف أهل التأويل فـيمن عُني بهذه الآية، فقال بعضهم: نزلت فـي أبي لُبـبة بن عبد المنذر بقوله لبنـي قريظة حين حاصرهم النبـيّ صلى الله عليه وسلم: إنـما هو الذبح، فلا تنزلوا علـى حكم سعد”. وقال آخرون: “بل نزلت فـي رجل من الـيهود سأل رجلاً من الـمسلـمين يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكمه فـي قتـيـل قتله”. وهناك من يرى أن المقصود بـ”التحريف” أي التأويل، بمعنى أن بعض اليهود يفسِّرون التوراة بما يوافق هواهم.
نقرأ في ابن كثير: (يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَٰضِعِهِ) أي: يتأوّلونه على غير تأويله، ويبدلونه من بعد ماعقلوه، وهم يعلمون.
و القرطبي: (يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) أي يتأوّلونه على غير تأويله بعد أن فهموه عنك وعرفوا مواضعه التي أرادها الله عز وجل.
- الأية الثانية: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة/75
نفس الشيء: هناك تفسيرات متعددة، منها أن الآية تتحدث عن السبعين رجلاً الذين ذهبوا لميقات الله مع موسى، ثم عادوا وحرّفوا كلام الله الذي سمعوه، وهذا– إن صح– فلا علاقة له بتحريف التوراة. ومرة أخرى نجد القول الأرجح بأن التحريف هنا هو التأويل – أي المقصود تحريف للمعنى وإخفاء منهم لصفات محمد.
من الطبري: ويعنـي بقوله (ثُمَّ يُحَرّفُونَهُ) ثم يبدلون معناه، وتأويـله: ويغيرونه. وأصله من انـحراف الشيء عن جهته، وهو ميـله عنها إلـى غيرها. فكذلك قوله (يُحَرِّفُونَهُ): أي يـميـلونه عن وجهه، ومعناه الذي هو معناه إلـى غيره. فأخبر الله جل ثناؤه أنهم فعلوا ما فعلوا من ذلك علـى علـم منهم بتأويـل ما حرّفوا، وأنه بخلاف ما حرّفوه إلـيه، فقال: { يُحَرّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ } يعنـي من بعد ما عقلوا تأويـله { وَهُمْ يَعْلَـمُونَ } أي يعلـمون أنهم فـي تـحريفهم ما حرّفوا من ذلك مبطلون كاذبون.
من ابن كثير: (وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَـٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ) أي: يتأوّلونه على غير تأويله، (مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ) أي: فهموه على الجلية، ومع هذا يخالفونه على بصيرة.
- الآية الثالثة عندما نقرأها في سياقها: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ – فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة/78–79
سنجد مرة أخرى أن الأمر لا علاقة له بتحريف التوراة بل التأويل والتخرص– فكلمة “أماني” تعني إما قراءة\تلاوة وإما أكاذيب\أماني، أي أن هؤلاء ليس لهم علم حقيقي بالتوراة، والآية فيما يبدو نزلت في أناس كانوا يكتبون للعرب رسائل تتضمن مقاطع وعبارات زعموا كذبا أنها من التوراة.
ونعود لتفسيرالطبري: حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد: { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَـمُونَ الكِتابَ إلاَّ أمانِـيَّ } قال: أناس من يهود لـم يكونوا يعلـمون من الكتاب شيئاً، وكانوا يتكلـمون بـالظنّ بغير ما فـي كتاب الله، ويقولون هو من الكتاب، أمانيّ يتمنونها. وأولى ما روينا فـي تأويل قوله: { إلاَّ أمانِـيَّ } بـالـحقّ وأشبهه بـالصواب، الذي قاله ابن عبـاس، الذي رواه عنه الضحاك، وقول مـجاهد: إن الأميـين الذين وصفهم الله بـما وصفهم به فـي هذه الآية وأنهم لا يفقهون من الكتاب الذي أنزله الله علـى موسى شيئا، ولكنهم يتـخرّصون الكذب ويتقوّلون الأبـاطيـل كذبـاً وزوراً.
وإنـما وصفهم الله تعالى ذكره بأنهم فـي تـخرصهم علـى ظنّ أنهم مـحقون وهم مبطلون، لأنهم كانوا قد سمعوا من رؤسائهم وأحبـارهم أمورا حسبوها من كتاب الله، ولـم تكن من كتاب الله، فوصفهم جل ثناؤه بأنهم يتركون التصديق بـالذي يوقنون به أنه من عند الله مـما جاء به مـحمد صلى الله عليه وسلم، ويتبعون ما هم فـيه شاكون، وفـي حقـيقته مرتابون مـما أخبرهم به كبراؤهم ورؤساؤهم وأحبـارهم عنادا منهم لله ولرسوله، ومخالفة منهم لأمر الله واغتراراً منهم بإمهال الله إياهم.
حدثنـي موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسبـاط عن السدي: (فويـل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله لـيشتروا به ثمناً قلـيلاً) قال كان ناس من الـيهود كتبوا كتابـاً من عندهم يبـيعون من العرب ويحدثونهم أنه من عند الله لـيأخذوا به ثمناً قلـيلاً.
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبـي روق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس، قال: الأميون قوم لـم يصدّقوا رسولاً أرسله الله، ولا كتابـاً أنزله الله فكتبوا كتابـاً بأيديهم ثم قالو لقوم سفلة جهال هذا من عند الله لـيشتروا به ثمنا قلـيلاً قال عرضاً من عرض الدنـيا.
حدثناالحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله { فويل للذين يكتبون الكتاب} قال: كان ناس من بني اسرائيل كتبوا كتاباً بأيديهم ليتأكلوا الناس فقالوا هذا من عند الله وما هو من عند الله.
و نقرأ في ابن كثير: وقال سنيد عن حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ إِلاَّ أَمَانِىَّ } قال: أناس من اليهود، لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئاً، وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله، ويقولون: هو من الكتاب، أماني يتمنونها. وقال السدي: كان ناس من اليهود كتبوا كتاباً من عندهم، يبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله، فيأخذون به ثمناً قليلاً. ومن الشوكاني نجده ينقل عن ابن عباس أن المقصود – مرة أخرى–هو إخفائهم لصفة النبي قي التوراة:
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: { فَوَيْلٌ لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ بأيديهم } قال: هم أحبار اليهود، وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبة في التوراة أكحل، أعين، ربعة، جعد الشعر، حسن الوجه، فلما وجدوه في التوراة مَحَوهُ حسداً، وبغياً، فأتاهم نفر من قريش، فقالوا: تجدون في التوراة نبياً أمياً؟ فقالوا: نعم، نجده طويلاً، أزرق، سبط الشعر. فأنكرت قريش، وقالوا: ليس هذا منا.
- كذلك نقرأ الرابعة في سياقها: (مِنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) النساء–46
و يتضح من السياق أنهم في كلامهم يحرّفون التوراة أي يتكلمون بغير ما فيها– وليس المقصود تغييرها وتبديلها هي ذاتها. و مرة أخرى نرى أن التحريف هنا بمعنى التأويل:
من الطبري: وأما تأويل قوله: { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوٰضِعِهِ } فإنه يقول: يبدّلون معناها ويغيّرونه عن تأويله.
و من ابن كثير: وقوله: { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } أي: يتأوّلون الكلام على غير تأويله، ويفسرونه بغير مراد الله عز وجل؛
و تأكيدا لما وصلنا إليه أذكر حديث عن محمد يوضح لنا صورة نظرته للتوراة ولليهود.
الراوي: سعيد بن جبير المحدث: ابن حجر العسقلاني – المصدر: فتح الباري لابن حجر – الصفحة أو الرقم: 8/119 – خلاصة حكم المحدث: إسناده حسنعن ابن عباس قال: جاء مالك بن الصيف وجماعة من الأحبار فقالوا: يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم وتؤمن بما في التوراة وتشهد أنها حق؟ قال: بلى ولكنكم كتمتم منها ما أمرتم ببيانه، فأنا أبرأ مما أحدثتموه. قالوا: فإنا نتمسك بما في أيدينا من الهدى والحق ولا نؤمن بك ولا بما جئت به، فأنزل الله هذه الآية ” لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم “
فهو يؤمن بما فيها، ولكن يتهمهم بالخداع والكتمان وتحريف المعاني– وهذا يلخص المسألة.
[featured_article_source issue_url=”http://www.arabatheistbroadcasting.com/magazine/011248212982″ issue_name=”مجلة الملحدين العرب: العدد الرابع عشر / شهر يناير / 2014″]
منشورات ذات شعبية