الأثار التدميرية للأديان الإبراهيمية, الاسلام نموذجا: الجزء الاول الحدود في الشريعة الاسلامية
قبل البدء في الحديث عن الاثار التدميرية للاديان الابراهيمية على المجتمعات اود ان اوضح لماذا اخترت الاسلام نموذجا في هذا المقال لانني اخشى ان يتهمني البعض انني اهاجم و اتكلم عن الاسلام فقط دون غيره من الاديان و لكن اسباب اختياري الاسلام لاتكلم عنه و اجعله نموذجا عن الاديان الابراهيمية هي انني من خلفية مسلمة فبطبيعة الحال سوف يكون لدي معلومات عن الاسلام اكثر من غيره من الديانات الابراهيمية و اتوقع اني اعرف سيكلوجية المسلم التقليدي جيدا و اخترت الاسلام ليكون نموذج حديثي لانني اعيش في الوطن العربي حيث يشكل المسلمون الغالبية الدينية من السكان و اهم سبب دفعني لاختيار الاسلام نموذجا هو ان الاديان الابراهيمية الاخرى استطاع اتباعها ان يحملوها الى قطار الحداثة و ذلك بايجاد تفاسير تتوافق مع العصر و التخلي عن تطبيق نصوصها الكارثية كبعض النصوص الواردة في العهد القديم حيث قصروا هذه النصوص لتكون فقط نصوصا تقرأ في معابدهم الدينية و لكنهم لم يخرجوا بها الى مجتمعهم و طالبوا بتطبيقها زاعمين ان خلاص اممهم الدنيوي يكون من خلالها و لكن المسلمين في المقابل لم يفعلوا هذا و لازلنا الى الان نسمع عددا كبيرا منهم يريد تطبيق شريعته الدينية التي عفى عنها الزمن
لا يمكنني ان ابدا الحديث بغير ذكر نقطة خطر الشريعة الاسلامية على المجتمعات و اول ما اود ذكره بهذه النقطة هو الحدود الاسلامية حيث يامر القران المسلمين بقطع يد السارق اذ يقول اله الاسلام ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ) و في هذا التشريع تتجسد همجية بداوة الجاهلية و لكن كثيرا ما يحاجج المسلمون بان تشريعا كهذا سوف يمنع السرقة و لكني ارى بكلام كهذا ميكافيلية في الفكر الاسلامي حيث ان الغاية و هي منع جريمة السرقة تبرر الوسيلة و التي تتمثل بقطع يد السارق ، و السؤال هنا هل يبرر نبل الغاية قبح الوسيلة ؟! و لكن و المثير للدهشة ان المسلم عندما تكلمه عن مكيافيلي ينتقده و يجرمه مع ان الانسان المسلم بدفاعه عن تشريع كهذا بهذه الحجة يصبح اكثر ميكيافيلاية من مكيافيلي نفسه و من وجهة نظري و مع كل الاسف ان المسلم يدافع عن كتابه المقدس دون اي نوع من التفكير بمحتوى هذا الكتاب فلو كانت العقوبة المترتبة على السرقة في الشريعة الاسلامية اي عقوبة اخرى لدافع عنها المسلم دفاعه عن عقوبة قطع اليد ، و الان دعونا نتخيل انه تم قطع يد شخص بريء ظنا من القضاء انه سارق هل سيقوم اله الاسلام او هل سيقدر كل المسلمين رد يده اليه ، في المقابل فان عقوبة بالحبس يمكن ان يتم تعويض الشخص عنها ، كما ان قطع يد شخص سوف يولد منه شخصا حاقدا على المجتمع و سوف يحول مشاعر الحب في قلبه تجاه الناس و المجتمع الى مشاعر انتقام و سوف يبقى يحلم بيوم ينتقم فيه منهم و في عقوبة قطع اليد اثار سلبية على الشخص من حيث عمله حيث انه اذا كان في عمله يعتمد على يده فسوف تحرمه عقوبة كهذه من عمله مما يساهم في رفع نسبة الاعالة في المجتمع ، و عقوبة قطع اليد سوف تؤثر على نظرة المجتمع للسارق حيث انه سوف يعرفه الجميع بسبب يده المقطوعة و لن يعود يثق به احد
اما عن حد اخر في التشريع الاسلامي وهو حد الزنا حيث ان حكم الزاني غير المحصن مئة جلدة حيث يقول القران الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
فاله الاسلام يرى ان احب اثنين بعضهما و ارادا ممارسة الجنس فهذه جريمة بينما لا يرى في تشريعه لتجارة الرقيق و العبودية و ممارسة الجنس مع ملكات اليمين لا يرى في هذه الدعارة الالهية جرما ! فمن وجهة نظر الاسلام فالحل للكبت الجنسي في المجتمع يكون بتشريع العبودية متمثلة في ملك اليمين ! و اله الاسلام يرى ان الزاني المتزوج يستحق الرجم حتى الموت اي رحمة هذه! و انني لاتعجب كيف يميت اله الاسلام الرحمة في قلب اتباعه اذ يقول لهم و لا تاخذكم بهما رأفة ! و حتى لا اطيل المقال و نظرا لكوني قد تحدث في مقال سابق عن ملك اليمين و عن اضطهاد المراة في الشريعة الاسلامية فسوف احيل القارىء الى هذا المقال ان اراد الاستزادة
http://thevoiceofreason.de/ar/article/9986
و في الحديث عن حد اخر من حدود الشريعة الاسلامية و المسمى بحد الردة حيث نرى الكثير من المسلمين يحاولون التهرب من الاعتراف بوجود هذا الحد في دينهم بذكرهم للاية التي تقول “لا اكراه في الدين” و لكنهم ينسون ان تفسير هذه الاية ان الاسلام لا يجبر احد على دخوله بالقوة و ان هذه الاية لا تعني باي حال من الاحوال ان يسمح الاسلام بخروج شخص منه دون ان يخرج مقطوع الراس حيث ورد في تفسير ابن كثير لهذه الاية الاتي ” يقول تعالى : ( لا إكراه في الدين ) أي : لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه ، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا . وقد ذكروا أن سبب نزول هذه الآية في قوم من الأنصار ، وإن كان حكمها عاماً لا ادري اين البراهين و لكن دعونا نكمل الان ! و للتدليل على ورود حد الردة اورد حديثين عن رسول الاسلام حيث يقول ” من بدل دينه فاقتلوه” و يقول ايضا (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة) و في تشريع كحد الردة اهدار واضح لحق حرية الاعتقاد و لمن يريد الاستزادة في القراءة عن موضوع حد الردة و حرية الاعتقاد الدخول هنا
http://thevoiceofreason.de/ar/article/10016
و الكثير من المسلمين يقولون ان الاسلام لا يقيم حد الردة الا على من خرج محاربا له اما اذا لم يفعل فيمنحه حق حرية الاعتقاد و لكنهم ينسون او يتناسون هذه الرواية “حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن أبي بردة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف قال واليمن مخلافان ثم قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا فانطلق كل واحد منهما إلى عمله وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه كان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلم عليه فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ يا عبد الله بن قيس أيم هذا قال هذا رجل كفر بعد إسلامه قال لا أنزل حتى يقتل قال إنما جيء به لذلك فانزل قال ما أنزل حتى يقتل” (فتح الباري باب بعث ابي موسى و معاذ الى اليمن قبل حجة الوداع) و بعد ان عاد معاذ للمدينة لم يستنكر عليه رسول الاسلام فعلته! و في الحقيقة فان حد الردة جزء من حد الحرابة حيث ورد في القران (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33)) و في هذا الحد و هذه الاية تتجسد اللاانسانية.
و في مقارنة هذا التشريع مع الميثاق العالمي لحقوق الانسان نجد ان المادة 18 من الميثاق تنص على الاتي “لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.”
و انا الان اطلب من الاخوة المسلمين ان يقولوا من الافضل شريعتهم ام الميثاق العالمي لحقوق الانسان لماذا لازلتم تودون ارجاعنا 14 قرنا للوراء
منشورات ذات شعبية