هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»
اننا نسمع كثيرا من المتدينين يرددون هذه العبارة وهي ان الله عرفوه بالعقل وبالتالي فان المتدينين للاسف دائما يعتقدون انه من الانسب ان يسألوا الملحدين عن اسباب عدم ايمانهم باي اله، مع انني ارى ان يستمعوا للملحدين علهم يتعلمون شيئا. ففي الحقيقة اعتقد انني اليوم بحاجه الى ان
اعلم المتدينين بالاسباب الحقيقة التي تجعلهم يؤمنون بالالهه والتي ابعد ما تكون عن الله يعرفوه بالعقل:
1- تلقين الدين منذ الصغر: هل من سبيل المصادفة ان الناس تميل الى البقاء في الدين الذي تربت عليه ؟ لو ان الناس فعلا مقتنعه بمنطق رجال الدين اليس من المنطق اذا ان تتوزع الاديان بشكل متساوي حول العالم بدلا من ان يكون كل دين متحكم في بقعه جغرافية ما؟ ان تركيز الدين في مكان ما يدل عن البشر في هذا المكان امنت به لانهم فقط تربوا عليه كما ان الدين يتجلى في كل شيء حولهم، للاسف ان الاطفال يكتسبون الدين من قبل ان يتلقوا مهارات التفكير النقدي كما ان الدين يتم تجميله وترقيته في اذهانهم بدون ان يلاحظ الكثيرون. ان هذا سبب كافي لكي تؤمن باله هذا الدين اليس كذلك ؟
2- تلقين الكراهية ضد الملحدين: انهم يلقنونا منذ كنا صغارا ان الناس التي لا تؤمن بالله هم اشرار وغير اخلاقيين وهم تهديد لنظام المجتمع المستقر وبالتالي فان هذا يجعلك لااراديا ترفض التفكير في التخلي عن دينك. فمن ذا الذي يريد ان يكون لااخلاقيا او ينظر اليه الناس على انه لااخلاقي؟ ان هذا بالظبط ما يواجهه الملحد في خاصتا في الدول المتدينة وبالتالي فان سبب تمسك الناس بدينهم هو خوفهم من نظرة باقي المجتمع. فالاطفال يتربون من الصغر ان الدولة تقوم على الدين.
3- ضغط الاصدقاء والعائلة: ان الدين من الممكن ان يكون مهما جدا للعائلات والمجتمعات وبالتالي فانه يخلق ضغطا ليتماشى الجميع مع متطلبات الدين. ان الناس الذين يحاولون الخروج خارج دائرة الدين لا يتم اعتبارهم على انهم يختارون اسلوبا اخر في الحياة ولكن ينظر اليهم على انهم يهدمون اهم رابط يربط الاسره والمجتمع!! مع ان هذه الاسره او المجتمع ربما يكون مفككا اصلا! ان الناس يتم تلقينهم ان بعض الافكار والطقوس هي حيوية للروابط الاجتماعيه ولذا لا يجب ان تخضع للسؤال او النقاش. ان دور ضغط الاسرة والاصدقاء يحافظ على الاقل على قشور الدين وهذا شيء لا يمكننا انكاره.
4- الخوف من الموت: ان المتدينين يحاولون اقناع الملحدين للايمان بالله بتخويفهم مما سيحدث بعد الموت مثل ذهابهم الى النار! وهذا يكشف لنا شيئا مهما ان المتدينين يؤمنون ليس لان هناك اسباب جيده تثبت ان هناك حياة بعد الموت وانما هو مجرد تفكير عاطفي لانهم لا يريديون ان يفكروا ان الموت هو نهاية الجسد والافكار والتجارب والعواطف وبالتالي هم يصرون على الاعتقاد انهم سيظلون موجودين بعد الموت ولو حتى على شكل روح او جسد جديد.
5- التفكير الحالم: ونقصد بها ان الانسان يعتقد بما يتمنى ان يحدث بدون حتى ادله مقنعه او منطق مثل ان الكثير من المتدينين يحلمون بالنار التي سيشوى فيها الكفار الذين كانوا ينغصون عليهم اقامة الدولة الاسلامية او المسيحية
6- الخوف من الحرية والمسئولية: ان الاعتقادات الدينية تجنبهم المسئولية عن كثير من الاحداث. فهم ليسوا بحاجه الى التاكد من تطبيق العدالة بالشكل الكافي طالما ان شريعه الله في نظرهم هي العدل. يرون ان مشاكل البيئة والطبيعه من صنع الله وليس لهم دخل فيها. يرون انه لاداعي للتفكير في الاخلاق ووضع معايير جديده لها اكثر منطقية لان الله قد انزل علينا ذلك!! يرون انه لاداعي لكي يبرروا مواقفهم لان الله هو من شرع ذلك. ان المتدينين ينكرون الحريه لان الحريه تعني المسئولية والمسئولية تعني انه لو اخطانا فليس هناك من سيساعدنا.
7- نقص المهارات الاساسية للتفكير المنطقي: ان الكثير من الناس لا تتعلم كيفية المنطق ولا التفكير او حتى بناء الحجج كما ينبغي. بل ان جودة الحجج التي يقدمها المتدينون كتبرير لتدينهم تلفت نظرنا بسبب مدى وحشيتها في بعض الاحيان. انهم للاسف يستثمرون الكثير من الجهد لبناء مسوغات “داير ما يدور” ويبحثون عن اي شيء يبدوا مقنعا من بعيد.
يقول ابو العلاء المعري:
وينشأ ناشئ الفتيان منا — على ما كان عوّده أبوه
وما دام الفتى بحجى ولكن — يـعلمه التدين أقربوه
بن باز
منشورات ذات شعبية