في خِضَم أحد النقاشات بين بعض المؤمنين على إختلاف اتجاهاتهم الدينيّة و بيني في الشبكة ذكر لي أحدهم التالي ..” هل تعلم أن الغرب ينظرون لكم نظرة إزدراء و دنو لك أنت و كل المُلحدين العرب ” هُنا توقفت عن النقاش و نظرت تجاهه نظرة عميقة يتخللها الإستغراب و بدأت بتحليل سبب طرح كَهَذا مع انه لم يكن موضوع النقاش .. لماذا قال هَذه الجملة و ما الهدف منها؟
نبدأ بتعريف المصطلحات:
الـ طوطم :غالباً يُطلق على هيكل مُقدس يعبد و أدبياً هو المقدس عند فئة أو قبيلة أو توجه فكري فمثلا القُرآن هو طوطم مع أنه ورق و حبر إلا أن المُسلمين يُقدسونه و الصليب طوطم و كل ما هو مُقدس حتى الأفكار فأحيانا ذكر كلمة يتبعها ترتيلة لإعتبارها مُقدس كَذكر النبي عند المُسلمين.
مؤدلج : موجه فكريا بمعتقد أو فكر و غالبا دون الخوض العميق في تفسيراته و تحليلات نقده فهو يعتبر فكره صحيح بغض النظر عن آثاره أكانت سلبيّة ام إيجابيّة فالأدلجة هي التوجيه الفكري لفئة أو جماعة و التي تقوى بالضخ الفكري و إزدياد عدد المؤدلجين.
التابو : و هو الأمر المحظور دينياً أو سياسياً أو ما يعرف بالمُحرمات بالنسبة لمُجتمع أو بيئة ما غالباً يكون دون طرح مسببات فالحظر يكون نهائياً و جازماً.
كان ذلك مُحيراً لي في البدايّة و لكني و بعد دراسة سريعة لما قال و ما كان الحديث و كيف انتهى فهمت الموضوع و حللته .. الواقع أن اي إنسان مؤدلج يرتبط بـ طوطم معين يعتبره مُنزهاً عن الأخطاء أو حتى لو كان يعتبره ممكن الخطأ فانه سيبرر له أفعاله دوما و أن هذا الطوطم لابد أن يكون لهُ هدف من أي فعل
من هُنا و بإعتبار أن الإلحاد برأي غالب المُتدينين هو خط تفكير غربي من جهة و باعتبار أن المؤمن لا يقتنع أن هُناك من يمكن أن يعيش حياته دون مثل أعلى يُقدسه فيقوم بمحاولة ضرب المُلحد في ما يعتبره مُقدساً له.
منشورات ذات شعبية