هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»
ما معنى الحميمية الجنسية؟ كيف نحققها؟
ماذا تعني الحميمية؟ وكيف نصل لها ؟
كنت افكر كثيرا في الاونة الاخيرة عن الحميمية الجنسية وكيف انها تختلف عن المفهوم المجرد للجنس وكيف نستطيع ان نخلقها.
ان هناك ميزان يجب ان نضعه في الاعتبار عن خلق الحميمية في الكفة الاولى: الحميمية لا توجد بالاكراه. فانت لا تستطيع اجبار الشخص الاخر ان يكون منفتح عليك بل انك في بعض الاحيان لا تستطيع فعل هذا مع نفسك.
ان هناك ميزان يجب ان نضعه في الاعتبار عن خلق الحميمية في الكفة الاولى: الحميمية لا توجد بالاكراه. فانت لا تستطيع اجبار الشخص الاخر ان يكون منفتح عليك بل انك في بعض الاحيان لا تستطيع فعل هذا مع نفسك.
لحظات الاتصال – اللحظات التي تحس فيها بتواجدك مع شخص ما وتحس بتواجدهم معك، اللحظات التي تحس فيها ان العالم كله لم يبق فيه غيركم انتم الاثنين، انها اللحظات التي يزول فيها القلق من المستقبل والندم على الماضي في الضباب، وتجد نفسك لا تدرك سو الحاضر والمكان الذي يجمعكما سويا الان.
لحظات اتصال العين واحساس بتوهج يظهر في عينيك وعين الطرف الاخر، تلك اللحظات التي تعلم فيها عن طريق توارد الخواطر واين ومتى وكيف يريد شريكك ان تقبله او تحضنه او حتى تضاجعه — وهذه الامور لا تحدث لانك فقط تريد هذا ان يحدث، في الحقيقة ان هناك مشكله هنا تكمن في ان اجبار هذه اللحظات ربما يكون له تاثير معاكس تماما !! فالاجبار او الاصطناع بالقوة سيجعل الحميمية تهرب. لان الحميمية تعني ان تدع الاشياء كما هي، أي ان تجعل شريكك كما هو وان تكون انت كما هو انت، ووجودكما معا لا يكون مصطنعا. وبالتالي فان اجبار الحميمية هو معني مخالف لجوهرها.
انني لا اعني ان تكون سلبيا، ببساطة قلت انك يجب ان تترك الامر يفرض نفسه ولن يحدث هذا الا لو كنت انت كما هو انت بدون أي قهر او اجبار ولن تكون انت هو انت الا اذا احسست باهميتك في العالم. اسال نفسك ماذا تريد ايضا وكن صادقا مع نفسك فيما يخص رغبات شريكك أي كيف تشعر حيالها؟ ان تكون انت كما ينبغي لا يعني فقط ان تكون مستقبلا للمتعه بل ان تعبر عنها وعن احاسيسك. ان كل هذه مكونات رئيسية للحميمية.
ناتي إلى كفة الميزان الاخرى:
وفيها نقول ان الحميمية لا تحدث بدون بذل جهد، وهذا الجهد هو ان تستمع جيدا لرغبات شريكك، ربما يقولونها بالكلام وربما لن تقال بالكلام. انها تتطلب ان تخرج خارج التوقعات وتترك الاحداث والشريك يكونون كما هم. انها تاخذ مجود للتغلب على التوتر والندم وان تعيش اللحظة الحالية. انك تحتاج إلى كثير من العمل والتركيز والتفكير لكي تتمكن من وضع عصابة على ذلك الجزء من عقلك الذي يراقب وينتقد كل شيء في حياتك، ما اقصده هو ان تتمتع بالتجربة الجديدة بدون منغصات.
عليك ان تجعل من نفسك شخص صالح لان يفهمه الطرف الاخر، ومنها الجنس، لانك لو لم تدخل العالم الجنسي لشريكك فسيكون خاويا لانه من المفترض ان لايدخله غيرك.
الحميمية لاتعني ان تختزل نفسك داخل الطرف الاخر، لانك لو فعلت ذلك فانت اختفيت من حياة حبيبك ولن يجد من يتواصل معه، الحميمية تتطلب الانانية والايثار، انها تتطلب ان تعبر عن نفسك وان تترك الاخر يعبر عن نفسه.
اذا كيف نظبط الميزان ما بين التحكم والكسل؟ ما بين محاولة فرض الحميمية او ان تكون سلبيا وتنتظر حدوثها؟
اننا لا نستطيع اجبار اللحظات الحميمية ، ولكننا نستطيع ان نكون مستعدين لها ونهيء لها الظروف كيف تحدث، وبل ونستطيع ان نكون منفتحين لها عندما تحدث، اننا نستطيع تحسين مهارات التخاطب والسماع والوصول الى درجه عالية من المعرفة عن الطرف الاخر حتى تستطيع قراءه افكاره. اننا تستطيع كسر الخوف في التكلم عن خيالاتنا. ونستطيع الفصل بين الخيالات المستحيلة او التي من الممكن تنفيذها على ارض الواقع. اننا نستطيع التعامل مع الوعي وعدم الوعي، عندما نشعر اننا في اللحظة الحميمية وبالتالي هذا يخرجنا منها فلا نلبث ان نعود لها مره اخرى، اننا تستطيع تعليم نفسها بالمباديء الاساسية للتشريح الجنسي والاستجابة الجنسية لدى النوعين الذكر والانثى.
اننا بحاجه في بعض الاحيان إلى المجازفة وان نتقبل الجرح والاحباط المصاحب لتلك المخاطر، علينا ان نهتم بصحتنا ان ناكل جيدا ونمارس الرياضه وننام جيدا وبالتالي تكون اجسادنا مستعدة لاي نشاط جنسي نريده. اننا بحاجة إلى ن نعتم بصحتنا العقلية ان نقلل التوتر والضغوط لكي نحصل على وقت كافي لمتعتنا الخاصة.
كل هذا يؤدي إلى عقل وجسد متمع بممارسه الجنس وليس جسد او عقل منهك من ممارسه الجنس. اننا ايضا بحاجة إلى نفي بوعودنا في علاقتنا وان تكون هناك مساحه من الثقة.
ان الحميمية الجنسية من الممكن ان تحدث في ظل معوقات كثيرة، من الممكن ان تحدث في ساعات طويلة من ممارسة الحب، ومن الممكن ان تحدث في عشرة دقائق. من الممكن ان تحدث وجسدكما متلاحمين او من الممكن عن طريق الهاتف او الايميل وان كنتم على بعد اميال من بعضكم البعض.
انها لا تحتاج بالضروره الى علاقات طويلة الامد، لكن لا يمنع انها تكون اقوى واكتر في العلاقات الطويلة المبنية على اسس سليمة.
ان تقترب وتثق في شريكك وان تشعره ان الجنس ليس من اجل الجنس ولكنه لكنكما تشاركان حياتكما سويا. انت تفعل هذا من اجلي وانا افعل هذا من اجلك. ان الرباط الانساني الذي معه ستشعر انك مستعد لاشياء كثيرة.
واخيرا نحن بحاجة الى ان ندرك ذلك الميزان الذي ذكرناه ونتفهم تماما حدوثه ونعرف كيف نتعامل معه.
واخيرا نحن بحاجة الى ان ندرك ذلك الميزان الذي ذكرناه ونتفهم تماما حدوثه ونعرف كيف نتعامل معه.
في بعض الاحيان الجنس هو فقط الجنس ” ممتع، مبهج، شبق”. لا احقر هذا المفهوم لانه ذو قيمة. ولكنك قد تشعر بالاحباط من نفسك او شريكك عندما لا يوجد الاتصال الحميمي، هذا وان بدا انه ضمان على عدم حدوث أي اتصال حميمي مستقبلا. فانه يجب عليك ان تتمتع بالممارسة الجسدية الخالصة وان تشارك المتعه مع الطرف الاخر. انها احد طرق الاستعداد للحظات الحميمية التي ربما ستطرق حياتك بدون استئئذان ،،،
تقول كيث ميلر “ ان مفهوم الحميمية الذي استخدمه هو: انني اشارك حقيقتي معك”
بن باز
منشورات ذات شعبية