إعادة تصميم الجسد البشري – بحث للنجفي
مقدمة البحث
إنتفاخ الأقراص بين الغضروفية, عظاماً هشة, أوراكاً متكسرة, أربطة متمزقة, توسع في الأوردة, إعتدام عدسة العين, ضعف السمع, فتقات وبواسير: قائمة من الإضطرابات الجسدية التي سنصل إليها يوماً ما حينما نسن وتطول تلك القائمة وتتفاقم تلك الإضطرابات والأعراض في وقت من المفترض أن نكون فيه في ذروة تجاربنا الحياتية وخبراتنا ومعرفتنا.
تلك المكائن الحية التي نسميها أجسادنا تتدهور شيئا فشيئا, لأنها لم تكن مصممة لعملية ممتدة ولأننا الأن ندفعهم الى القيام بوظائف في مدة إجتازت فترة الضمان المحددة لهم. الجسم البشري جميل جداً وتحفة فنية من تحف الطبيعة التي أنتجتها بعد بلايين السنين من التطور تستحق كل الدهشة والفضول. ولو نظرنا للأمر من وجهة نظر المهندس, تلك المكائن هي في الحقيقة شبكة معقدة من العظام والعضلات والأوتار والصمامات والمفاصل تشابه في عملها عمل البكرات والعتلات والمضخات, كلما تقدمت في العمر قلت فعاليتها تدريجياً وخصوصاً في سنوات ما بعد التكاثر, لتسهم الأن في مشاكل وإضطرابات صحية جمة أصبحت شائعة جداً في السنوات الأخيرة.
ومن منظور تطوري, لم يكن في خاطر الطبيعة أن تضع لنا خطة حياتية وراحة جسدية جيدة في سنوات ما بعد التكاثر, فبحسب نظام الإنتقاء الطبيعي, ذلك النظام الذي يشرف على عملية إنتقاء وإنتقال الجينات, فإن أي خطة حياتية بوسعها أن تبقي على حياة الأفراد لفترة كافية للتكاثر فإن هذه الخطة سوف يتم إصطفاءها بغض النظر عن الكمال أو الراحة الجسدية, وتلك الخطة الحياتية – والتي يتم تحديدها من خلال الجينات- ستمر على الأجيال اللاحقة, ولا يتوجب على تلك الخطة أن نكون ذوي نظر ثاقب ولا ذوي عظاما ممتازة ولا حتى جهاز هضمي مثالي في فترة ما بعد التكاثر. ببساطة فإن عيوباً كهذه متوقعة جداً من النظام التطوري لأنه وبإيجاز لا يرمي للكمال. ومما يجدر الإشارة له, أنه في نظام تنقصه اللباقة (إن صح التعبير) كالنظام التطوري فإن الكائنات الحية التي تفنى في عمر مبكر بعد إنتاج ذريتها ستكون ذوي فرصة أكبر للإنتشار, ذلك أن مصادر الطاقة محدودة نوعا ما والذرية الناتجة سيكون لها فرصة أكبر في إستخدامها مما لو كانت تتشارك بها مع أباءها وأجدادها وأجداد أجدادها.
إن طريقة سير النظام التطوري نحو كائنات أرقى, يكون بإستخدام نفس الجينات الموروثة مع حصول طفرات معينة تحاول أن تجد لها مكاناً بين الجينات الأخرى, ليقوم الإنتخاب الطبيعي بعد ذلك بإيداء رأيه حول الطفرات الجديدة. وبتعبير أخر – من ناحية الأنماط الظاهرية – فإن خطة حياتية معينة يتم تعديل بعض التفاصيل الدقيقة جداً فيها فيقوم الإنتخاب الطبيعي بتقرير مصيرها. بطبيعة الحال فإن نظام الإضافات هذا ليس من المتوقع له أن يكون مثالياً.
إنتصابنا العودي والذي نختلف به عن الحيوانات الأخرى كان له رأي فيما نتحدث عنه. في خطة حياتية كان لها الدور بأن تسير الكائنات الحية على الأربع, تم إضافة ميزة معينة كان من شأنها أن تبدأ الكائنات الجديدة بمحاولة للإنتصاب والسير على إثنين. وكان لهذه الإضافة دورها بأن تقوم بتحسين عملية جمع الطعام وإستخدام الأدوات وتحسين مستوى النظر. تغير العمود الفقري منذ ذلك الحين تغيراً حرجاً: فقد نمت الفقرات السفلية بشكل أكبر مما كانت عليه في الأسلاف لتتعامل مع الضغط العمودي المتزايد, والعمود الفقري لدينا بدا منحنياً كي يمنعنا من السقوط. ولكن حتى بعد هذه الإصلاحات لم ندرء المشاكل التي نتجت من وقوفنا على القدمين, وكان لهذه المشاكل أن لا تظهر عادة إلا في سنوات ما بعد التكاثر لأسباب ذكرناها أعلاه.
الشيخوخة, عادة ما توصف بأنها مرض يمكن القضاء عليه أو محاربته. في الواقع, الكثير من مروجي حملات الحفاظ على الشباب جعلونا نصدق بأن ما الشيخوخة إلا سوء إستخدام لأجسادنا. ومن وجهة نظر العلم فإن ذلك ليس صحيحاً ومخطئ كلياً, بالتأكيد يمكن لأي أحمق أن يرمي بجسده الى أسلوب حياة خاطئ ويجتزئ من عمره بعض السنوات. ولكن من الظلم أن نلقي اللوم على الناس لعواقب صحية مترتبة على على وراثة الجسم الذي يفتقر الى الكمال. فأجسادنا لا تزال تهترئ مع الوقت حتى إن كان من الممكن أن نضع أنفسنا في أسلوب حياة مثالي خارج أطر الواقع.
هذا هو الواقع, الشيخوخة والعديد من الإضطرابات المصاحبة لها ليست أمراً غير طبيعي ولا أمراً من الممكن تجنبه. لا يمكن لأي تداخلات بسيطة تعويض عيوب لا تعد ولا تحصى تتخلل نظامنا التشريحي ويكشف عنها الوقت تدريجياً. وعلى الرغم من ذلك فإننا على ثقة بالباحثين بعلوم الطب البشري أن يقوموا بتخفيف حدة هذه المعاناة وربما إطالة عمرنا قليلاً كي نتمكن بأن نمتد في حياة طويلة نسبياً. كيف لا, فبحسب ما تشير إليه البحوث فإن متوسط أعمار المجتمعات البدائية قبل الزاعية كان يتراوح ما بين 20 الى 30 سنة وكذلك في غرب القارة الأوربية في العصور الوسطى وأواخر العصور الرومانية, ذلك بسبب تحريم ممارسة الطب ومنع العلاج الطبي. لم يزد متوسط الأعمار الى 40 سنة حتى عام 1870. ووصل الى 50 سنة في العام 1915 و60 سنة في العام 1930 و70 سنة في العام 1955 واليوم يصل الى 80 سنة (أكثر من ذلك بقليل بالنسبة للنساء وأقل من ذلك بقليل بالنسبة للرجال).(1) لقد تم تطوير الأدوية والسيطرة عليها وتعلمنا كيف لنا أن نسخر قدرات أجسادنا البشرية بقليل من مساعدة الطب. في نهاية المطاف, سوف تساعدنا هذه التطورات العميقة بتعويض الكثير من عيوب التصميم الواردة في داخلنا جميعاً.
نظرة الى التصميم الذكي والداروينية
التصميم الذكي وساعة ويليام بايلي
ربما لم نقرأ برهاناً يدعم وجود الله أشد تكراراً من برهان التصميم. فهو يمثل الشكل الأكثر شيوعاً من برهان إله الفجوات: فالكون, وبالخصوص الكائنات الحية على الأرض تعد ببساطة أشد تعقيداً من أن تنشأ عن طريق أي ألية طبيعية يمكن تصورها. الفكرة أن مشاهدة الطبيعة وحدها توفر أدلة على وجود الله ليست قصيرة العمر. ولكنها تلقت ربما أفضل عرض لها في عمل الأنجيليكاني ويليام بايلي في كتابه “اللاهوت الطبيعي” الذي صدر أول مرة عام 1802, كتب بايلي حول أن تعثر على صخرة ثم على ساعة وأنت تمشي في مرج. ففي حين قد تعد الصخرة جزءاً بسيطاً من الطبيعة, لن يشك أحد في أن مصنوعة, بل لا بد من وجود صانع لهذه الساعة, لما تحتويه من تعقيد ونظام هندسي متكامل, فلتتخيل – يرعاك الله – حجم التعقيد والنظام الهندسي الذي يحمله جسم الإنسان(2). توجد أشكال حديثة معقدة ومغلفة بقشرة لغوية من برهان التصميم في الحركة المعاصرة التي تسمى “التصميم الذكي”, والتي تحاول أن تظهر أن عدة من الأنظمة الحيوية أكثر تعقيداً من أن تنشأ بشكل طبيعي.
الداروينية وساعة ويليام بايلي
حين دخل تشارلز دارون جامعة كامبردج عام 1827 ليدرس اللاهوت لأجل الكهنوت, خصصت له نفس الغرفة في كلية المسيح Christ College التي سكنها ويليام بايلي قبل 70 عام.(3) وفي ذلك الوقت تضمن المنهج دراسة أعمال بايلي التي أعجب بها داروين بعمق. وأشاد بكتبه الكثيرة حتى وصفه بأنه أعطاه من البهجة ما أعطاه إقليدس الرياضياتي الشهير والذي يلقب بأبي الهندسة. ولكن داروين نفسه, هو من وفر الإجابة على تساؤلات بايلي وأنتج أعظم تحدي للإيمان الديني منذ أن أزاح كوبرنيك الأرض من مركز الكون. سبب إكتشاف داروين له حزناً شخصياً, فهو يمثل خير شاهد على العالم الذي يتبع الأدلة أينما قادت ومهما كانت العواقب. لقد طرح داروين كتابه عام 1859 “أصل الأنواع” وكان داروين قد أجل نشر كتابه لعشرين عاماً حتى كتب له والاس عن أفكاره ودفعه للظهور الى العلن. وعلى الرغم من أنه كانت هنالك جهوداً مستقلة في مجال نظرية التطور, إلا أنه كان عمل داروين في الحقيقة هو الأكثر تفصيلاً وأستحق الإعتبار الأكبر الذي تلقاه.
التصميم الرديء
كما أشرنا من قبل, قام ويليام بايلي بالمقارنة بين أجزاء شتى من الجسد البشري وساعة مصممة بإتقان. ففي ساعة كهذه, كل جزء منها – الميزان, عجلة الإفلات, الحلية, الزنبرك, وما الى ذلك – مبني بإتقان لتأدية غرضه المحدد بأكفئ ما يمكن. يمكن دوماً التعديل على عمل هذه الأجزاء, ولكن ليس بالكثير إن كان العمل الأصلي من صنع حرفي خبير. نجد في الساعات وكل الأجهزة المصممة بشرياً قلة من الأجزاء بلا قيمة.
يصعب أن تشبه أجزاء الجسم البشري بالساعة. ففي بحثي هذا سأشير الى نقاط خلل في الجسم البشري وأظهر كيف لمهندس أو مصمم ماهر أن يقوم بتعديلها لينتج لدينا جسداً بشرياً أفضل دون كثيراً من الأعضاء والأنسجة الزائدة, وسيمكننا هذا من العيش في سنوات ما بعد التكاثر براحة أكبر وربما يطيل عمرنا لما يقارب الـ 80 أو 90 سنة في هذه الراحة.
ولكن علينا أن نعترف, بأن عظامنا تخسر المعادن بعد عمر الثلاثين, مما يجعلها عرضة للكسر والترقق. قفصنا الصدري لا يحتوي ويحمي كلياً معظم الأعضاء الداخلية. عضلاتنا تتجه للضمور شيئاً فشيئا. تصبح أوردة سيقاننا متضخمة وملتوية, مما يؤدي الى الدوالي. شبكياتنا عرضة للإنفصال. البروستات الذكري يتضخم, ضاغطا ومعيقا مجرى البول.
إعادة التصميم
هنالك عدداّ كبيراً من الإضطرابات المنهكة وحتى المميتة التي تصيب الشيخوخة في الجذع وفي الأطراف السفلية نتيجة لوضع الإنسان الواقف على القدمين. كل خطوة نقوم بها تولد ضغطاً كبيراً على قدمينا وكاحلينا وركبتينا وظهرنا وكل من الهياكل التي تدعم وزن الجسم. خلال يوم واحد فقط, تتعرض الأقراص في أسفل الظهر ضغطاً ما يعادل عدة أطنان لكل بوصة مربعة. على مدى العمر كل هذه الضغوط تأخذ حصيلة أعمالها وكذلك الإستخدام المتكرر لمفاصلنا وأثر الجاذبية الأرضية على أنسجتنا.
عيوب:
- فقدان العظام لمعادنها: بعد سن 30 تبدء العظام بخسارة معادنها الأساسية مما يجعلها عرضة للكسر نتيجة لكثير من الإضطرابات كهشاشة العظام ومن المتوقع أن يسبب مرض يعرف بأسم “سنام الأرملة” بالإنكليزية : dowager’s hump وهو من أمراض العظام الشائعة جداً.(4)
- إنزلاق الأقراص الغضروفية: بعد سنين من الضغط على الأقراص بين الغضروفية من المحتمل والشائع جداً أن تنزلق إحداها مسببة أعراضاً شديدة جداً بسبب ضغط الفقرات على الأعصاب المتواجدة.(5)
- عضلات تخسر كتلتها ونبرتها التقلصية: ضمور العضلات أمر متوارد جداً في سنين ما بعد التكاثر.. وعادة ما يسبب الكثير من المشاكل في السير.. وبالنسبة للبطن فهو يسبب الفتقات في الأمعاء (نتيجة لقوة الجاذبية) فيسبب بروزاً للأمعاء في المكانات الضعيفة من الجدار البطني. وبالإضافة الى هذا تسهم عضلات البطن الرخوة Flaccid-Muscles في ألام أسفل الظهر.(6)(7)
- أورد الساقين عرضة للدوالي بشكل كبير: أوردة الساقين عادة ما تصبح متضخمة وملتوية عندما يكون هناك إضطراباً في الصمامات التي من شأنها أن تبقي الدم يسير بإتجاه القلب.. مما يسبب تجمع الدم فيها. تسبب هذه الحالة نوعاً من الألام الشديدة عند المشي وفي حالات نادرة تسبب تجلطات دموية وتقود للوفاة.(8)
- قفص صدري غير مكتمل: رغم أن القفص الصدري يوفر حماية لبعض الأعضاء الداخلية. ولكن هذه الحماية غير مكتملة الفعالية فهنالك الكثير من الأعضاء الداخلية التي تكون عرضة وبشكل كبير لما قد يصيبها.
- إضطرابات المفاصل: في التقدم بالعمر.. تبدء المواد المزلقة لهم lubricants بالقلة حتى يتعرض أحد طرفي المفاصل للطرف الأخر مسبباً شحذاً لهما. مما يؤدي لألام شديدة وصعوبة في الحركة. وتتفاقم هذه الأعراض في حالات هشاشة العظام وإلتهابات المفاصل وغيرها.(9)
إصلاحات:
- قامة أقصر: من المفترض لها أن تقلل من أثار الجاذبية الأرضية وتدني مركز الجاذبية الفيزيائي للجسد وبهذا سيكون الجسد أقل عرضة للوقوع والإصابة وأقل عرضة لكسور العظام التي فقدت معادنها الأساسية.
- ميول للجذع العلوي للأمام: سيعمل على تخفيف الضغط على فقرات الظهر, وبالتالي تقليل خطر تمزق الأقراص أو إنزلاقها, مما سيسهم وبشكل كبير الى تقليل ألام أسفل الظهر.
- إنحناء الرقبة مع توسع الفقرات: من شأنه موازنة الجذع المائل – الإصلاح الذي وضعته أعلاه – وحتى يمكن الرأس للبقاء الى الأمام.
- أقراص غضروفية بين الفقرات أكبر: من شأنها مقاومة الوزن والقوى المسببة لتمزقها وإنزلاقها.
- قفص صدري مع مزيد من الأضلع: سيكون ذو فائدة ممتازة وحماية أكبر وأكثر تكاملاً للأعضاء الداخلية.
- عضلات إضافية: من شأنها أن تضيف الوزن الى العظام, وبالتالي مقاومة السقوط ومقاومة أثار فقدان المعادن الأساسية للعظام.
- المزيد من الصمامات في أوردة السيقان: بالتالي ستكون مقاومة جداً للدوالي وتضعف الى حد كبير أثار الألام والتجلطات الدموية.
- تضخيم الأوتار والعضلات المغزلية في الساق: ستكون داعمة بشكل كبير للساق والفخذ. ومتناسقة مع الإصلاحات الأخرى التي طرحتها.
- عظاماً أخشن: بالتأكيد, ستكون إضافة مهمة مقاومة لفقدان المعادن وتقلل من خطورة وأعراض السقوط.
- ركبة تنحني الى الخلف: من شأنها أن تقلل الشحذ بين المفاصل, خاصة إن كانت ليست ذو ألية قفل.
———-
رأسنا أهم كل شي
هنالك بضعة أجزاء من الرأس والرقبة تؤدي لمشاكل مرهقة عند وصول الإنسان لسن معين.فلنأخذ العين على سبيل المثال, ذلك العضو البصري يتمثل فيه نجاحاً باهراً للطبيعة والتطور. النسخة البشرية من العين فيها من التعقيد الكثير, ولكن هذا التعقيد يسمح لأعطاب كثيرة أن تحصل في الإستخدام المفرط لها.
تقل قدرتنا على الرؤية بمرور الزمن لأن سائل القرنية الواقي Vitreous humour يصبح أقل شفافية مع مرور الوقت. العضلات التي تتحكم بفتحة القزحية وتركيز الضوء تضمر وتفقد القدرة على الإستجابة وتتثخن عدسة العين وتصبح أكثر إصفراراً مما يسبب إضعاف حدة البصر وقلة إدراك اللون. علاوة على ذلك, الشبكية – التي من شأنها نقل الصور إلى الدماغ – تبدء بالإنفصال بسهولة الى حد ما من الجدار الخلفي للعين وتؤدي الى العمى.
الكثير من هذه الإضطرابات سيكون من الصعب إزالتها بإعادة التصميم, ولكن بإمكاننا أن نستوحي تصميماً مشابها لتصميم عين الحبار والتي تكون أقل عرضة بشكل كبير لهذه الإضطرابات. يمكننا إضافة بعض التعديلات التشريحية على الجهاز السمعي لتحافظ عليه بشكل أكبر عند التقدم في السن. هنالك أيضا مشكال في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي حين يتداخل مع مدخل الجهاز الهضمي, وبهذا التصميم الضعيف نسبياً نكون أكثر عرضة للإختناق, ولكن بإضافة تعديلات تشريحية بسيطة يمكننا أن نتجنب ذلك وإن كان ذلك على حساب بعض الأمور الأخرى.
- مدخل مشترك للهواء والطعام : حين يدخل العطعام الفم ونبدء بالبلع تشرف بعض الأربطة العضلية على رفع لسان المزمار كي يسد الفتحة المؤدية الى الرئة.. ولكن هذه الأربطة العضلية تصبح غير فعالة وتفقد نبرتها العضلية.. ما يؤدي الى مشاكل في البلع ونكون عرضة للإختناق.
- الأذن بأجهزة نقل هشة: الخلايا الشعرية للأذن الداخلية, التي من شأنها طرح الإشارات الصوتية الى الدماغ تصبح متضررة بشكل كبير عند تعرضها للأصوات العالية.
- ربط ضعيف بين الشبكية وخلفية العين: يعزى هذا الإتصال الواهي بين الشبكية والعصب البصري لأن العصب البصري يرتبط بالشبكية من داخل العين فقط عبر النقطة العمياء blind spot وليس من خارج العين.(10)
الإصلاحات:
- رغامي مرتفعة: لن يكون هناك فرصة للمأكولات والمشروبات الداخلة الى الفم أن تدخل القصبات الهوائية وتسبب الإختناق. ولكن سيكون علينا التعود على أن نتنفس من أنفنا فقط وربما تسبب بعض المشاكل البسيطة في أصواتنا ومخارج الحروف.
- أذن خارجية متحركة أكبر: ستكون أكثر كفاءة في جمع الصوت وتعوض الأضرار الداخلية المحتملة.
- خلايا شعرية أكثر عدداً وأكثر عمراً: بالتأكيد, ستحافظ على السمع لفترة أطول.
- عصب بصري مرتبط بالشبكية من الداخل والخارج: بهذه الطريقة سيتثبت الشبكية في الجدار الخلفي للعين ولا يسمح بالإنفصال الشبكي.
فلننادي السباك
لو حصل فعلاً أن نادينا سباكاً ذو خبرة ليطلع على تصميم المجرى البولي – دون أن يعرف أنه هذا التصميم هو في الحقيقة في الجسم البشري – لكان يشك في أن شاباً مبتدئاً قد صمم هذا المجرى. ذلك أن في الإنسان الذكر يمر المجرى البولي (الإحليل) urethra الذي يمتد من المثانة, يدخل بشكل مباشر الى الغدة. لم نكتشف الى حد اليوم أي منفعة من هذا التصميم (على الرغم من أن له تفسيرات تطورية) ولكنه على أية حال, يسبب مشاكل بولية لدى الكثير من الرجال. من ضمنها ضعف التدفق البولي والحاجة المتكررة للتبول. ولا يقتصر الأمر على الرجال بل تعاني النساء أيضا من مشاكل في المسالك البولية وخاصة سلس البول, الذي يحصل نتيجة لوهن العضلات. فعلاً, كلا الجنسين كانوا قد حضيوا في راحة أفضل في جهازهم البولي لو أن التطور قد راعتهما في أخر سنوات عمرهما وأدخلت بعض التعديلات التشريحية البسيطة.
- الإحليل الذكري معرض للتشنج: 50 بالمئة من الرجال يعانون من تضخم غدة البروستات في نقطة معينة من عمرهم. وكلما تضخمت ضغطت على الإحليل urethra وبالتالي تؤدي الى إنسداد جريان البول. علماً أنها من الممكن أن تؤدي الى الوفاة نتيجة لأنسداد كلي في مجرى الإحليل.(11)
- ضمور العضلات والأربطة بمرور الزمن: وبالأخص بعد أكثر من عملية إنجاب. العضلات في أسفل الحوض والمثانة والأربطة التي تدعم المثانة ترتخي وتؤدي الى السلس البولي.(12)(13)
الإصلاحات:
- الإحليل يحتضن البروستات من الخارج: وبالتالي لن يتعرض للضغط لو تضخمت البروستات.
- عضلة غالقة دائرية أقوى وأربطة ذو عمر أطول وعضلات أكبر في جدار المثانة: ستزيد من التحكم بوظيفة المثانة.
أعضاء ليس لها داعٍ:
في الفصل الأول من كتابه Descent of Man قام تشارلز دارون بوضع عدداُ من الصفات التشريحية لدى الجسم الإنساني على أنها ليست ذو فائدة, وبالتالي, لم تخضع للإنتقاء الطبيعي. لقد شملت قائمة دارون شعر الجسم, وأسنان العقل, والعصعص. قام داروين بطرح هذه الأمثلة على أنها حجة في أن الإنسان ليس “نصف ألهة”, ولكنه نتيجة لسلسلة طويلة من التطور والإنتخاب أبقت بعض أثارها عليه.
لقد كانت قائمة دارون بعيدة عن الإكتمال – يخض جسمنا البشري بعدة أعضاء وأنسجة كانت سابقأ ذو فائدة لأسلافنا مثل العضلات الضامرة المفيدة في السير على أربع أو عضلات في اليد مفيدة لتسلق الأشجار. البعض الأخر كان نتيجة عرضية للتكرار الطبيعي للتطور الجنسي ووراثة الصفات الجنسية. بما في ذلك الحلمات لدى الرجال وبقايا صغيرة للقنوات المنوية كامنة وراء مبيضي النساء. ومن الجدير بالذكر أن بقاء هذه الأعضاء والأنسجة الضامرة كان لأنه ليس لها داعي أن يتم إزالتها. أي أنها ببساطة دون فائدة ودون منفعة فلم يشملها قانون الإنتخاب الطبيعي.
بعد قرن وربع القرن من وفاة دارون, لم تتوقف العلوم عن إكتشافاتها ومع ذلك لم تجد أي منفعة لهذه الأعضاء, ولم تجد تفسيراً جينياً لبقاء هذه الصفات وذهاب صفات أخرى عفى عليها الزمن ؟ ولكن أبحاثا معاصرة للجينوم البشري إكتشفت أن الـ DNA الخاص بنا يحمل جينات “مكسورة” لأمور تبدو أنها ذو منفعة, مثل مستقبلات الرائحة الموجودة لدى الكلاب البوليسية, وإنزيمات كانت يوماً ما مفيدة لتصنيع فيتامين C داخل الجسم كبقية الحيوانات. ومن المتوقع أن بعد ما يقارب المليون سنة – إن طال عمر البشرية الى هذا الحد – أن كثيراً من هذه الأعضاء سوف تختفي نهائيا من الجسم البشري, وذلك لأسباب جينية. فلنلقي نظرة عليها إذاً قبل أن تختفي فعلاً.
- Vomeronasal Organ : حفرتين صغيرتين تقعان على كل من جانبي الحاجز بين النصف الأيمن والأيسر للأنف. هاتين الحفرتين مبطنتين بمستقبلات كيميائية للشم. ومن المقترح أن يكونا أثراً لأحد الأسلاف ممن كان لهم قابلية على تحسس الفرمون, وهي مادة تستعمل لنقل الإشارة من حيوان لأخر.(14)
- عضلات الأذن الخارجية: هي عضلات ثلاثية ترتبط فيما بينها كانت ذو فائدة لدى أنواع الـ prehomonoids أي ما قبل الإنسان إذ كان لها القابيلة على تحريك أذانها دون تحريك رأسها. وهذه الإمكانية عادة ما تلاحظ في بعض الكائنات الحية المتواجدة حالياً مثل الأرانب. وهي سبب في تواجد بعض الناس ممن تعلموا كيفية أداء حركة بسيطة جداً في أذانهم كخدعة يمزحوا بها مع أصدقائهم.(15)
- أسنان العقل (أسنان الحكمة): هي زوجين من الأسنان زوج سفلي وزوج علوي يقع كل واحد منهم على أحد أرباع الفك. لقد كانت هذه الأسنان في وقت مضى ذو فائدة للبشر لمضغ الكثير من النباتات للحصول على السعرات الحرارية للبقاء على قيد الحياة. ولكن اليوم حوالي 5% من البشر فقط لديه مجموعة صحية من هذه الأضراس الثالثة.(16)
- ضلع عنق الرحم Cervical Rib : يوجد هذا الضلع لدى الزواحف كجزء طبيعي من أجسادهم. ولكن في الإنسان هو ضلع زائد يظهر في الفقرة الرقبية ويصاب به ما يقل عن 1% من البشر. وغالباً ما يسبب حالات مرضية في العصب والشريان.(17)
- الجفن الثالث Nictitating Membrane : كان متواجداً في سلف مشترك بين الطيور والثدييات, وربما كان غشاء لحماية العين وإزالة المخلفات عنها. إحتفظ البشر بكفلة صغيرة جداً منه في زواية العين.(18)
- نتوء داروين في الأذن: هي نقطة صغيرة جداً عادة ما تتواجد في الجلد لدى بعض البشر بإتجاه الأعلى. وهذه كانت بقايا لثدييات بأذنين لهما القدرة على تركيز الصوت القادم من بعيد.(19)(20)
- عضلة تحت الترقوة SUBCLAVIUS MUSCLE : هي عضلة صغيرة مثلثية الشكل، تتوضع بين الترقوة والضلع الأولى. تشكل العضلة تحت الترقوية مع العضلة الصدرية الكبيرة والعضلة الصدرية الصغيرة الجدار الأمامي للإبط. لا يوجد إستخدام ضروري وهام لهذه العضلة, ولكن لها فائدة كبيرة لو كان الإنسان يسير على الأريع. بعض الناس حالياً لديهم زوج من هذه العضلة, والبعض لديهم فرد منها, والبعض الأخر لا توجد لديهم.(20)
- العضلة الراحية الطويلة PALMARIS MUSCLE : هي عضلة طويلة ونحيفة تنشئ من الكوع الى المعصم. وتكون مفقودة هذه العضلة في ما يقارب 11% من البشر المعاصرين. ومن المحتمل أنه كان لها دور في التسلق. اليوم يقوم الجراحون الأختصاصيون بإستخدامها في عمليات الترميم.(21)
- حلمات الذكر: القنوات الناقلة للحليب تتشكل قبل أن يميز هرمون التيستيروستيرون testosterone بتمييز جنس الذكر في الجنين. فيكون لدى الرجال أنسجة ثديية من الممكن أن تحفز لإنتاج الحليب. وكما أشرت أعلاه أنها نتيجة عرضية للتكرار الطبيعي للتطور الجنسي ووراثة الصفات الجنسية.(22)
- العضلة الناصبة للشعر ERECTOR PILI : حزم من ألياف عضلية ملساء تسمح للحيوانات في نفخ فرائها للعزل الحراري أو تخويف الكائنات الحية الأخرى. إحتفظ البشر بهذه القدرة ولا فائدة تذكر لها, ومن الجدير بالذكر أنها هي المسبب في القشعريرة التي نحس بها, ولكننا فقدنا معظم الفراء فأصبحت قشعريرتنا بلا فائدة. علما أنه يشار اليها في بعض عمليات الأيض لإنتاج الحرارة في بعض الأحيان, ولكن للجسم إمكانيات تفوقها كثيراً ولا تشكل هذه الميكانيكة الى جزئاً بسيطاً جداً, فكان بالإمكان إزالتها(23)
- الزائدة الدودية Appendix : أنبوب عضلي معلق على الجدار الخارجي للأمعاء, خدم في السابق في هضم السليلوز حينما كان الإنسان يأكل النباتات وسليلوزها أكثر من الحيوانات وبروتينها. وعادة ما يقوم بإنتاج الكريات الدموية البيضاء, ولكن بأعداد ضئيلة جداً تكون بلا فائدة تقريباً. في كل سنة 300 ألف أمريكي يخضع لإزالة الزائدة الدودية دون أي أعراض تذكر بعد العملية.(24)
- شعر الجسم Androgenic hair : تساعد الحواجب على الحفاظ على العرق, وشعر الذكور يلعب دوراً في الإنتقاء الجنسي. ولكن يبدو معظم الشعر المتروك على جسم الإنسان لا يخدم أية وظيفة.(25)
- العضلة الأخمصية PLANTARIS MUSCLE : غالباً ما بخطئ بها طلاب الطب في سنواتهم الأولى على أنها عصب. كانت هذه العضلة مفيدة للرئيسيات الأخرى للإمساك بأقدامهم ولكنها ضمرت لدى الإنسان وقلت فعاليتها وقل إستخدامها بشكل كبير. واليوم مختفية في ما يقارب الـ 9% من البشرية. وقد تستخدم في بعض عمليات الترميم الجراحية(26)
- الرحم الذكري Prostatic Utricle : يتدلى من غدة البروستات الذكرية نصف رحم أو شبه رحم أنثوي, ليس له أي فائدة تذكر ولكنه بقايا أثرية غير متخصصة من الجهاز الأنثوي, تشكل قبل أن يقوم هرمون التيستيروستيرون بتمييز جنس الجنين.(27)
- إصبع القدم الخامس: ربما قد تتفاجئ ولكنه أثرياً فعلاً وليس له أية فائدة بل يوجد عددا من البشر لا يحضون بالإصبع الخامس هذا. المهم في القدم البشرية هو أربع أصابع أهمها الكبير ليحافظ على التوازن أثناء السير العمودي. ولكن الإصبع الخامس هذا متبقيا من رئيسيات كانت لها القدرة على الإمساك بقدميها.(28)
- العضلة الهرمية PYRAMIDALIS MUSCLE : أكثر من 20% منا يفتقر لعضلات ثلاثية مثلثة شبيه بالجيب تقع على العانة والتي قد تكون إحدى بقايا الحيوانات الجرابية.(30)
- العصعص: مجموعة من الفقرات المنصهرة مع بعضها هي كل ما تبقى للإنسان من ذيل, والذي ما زالت الثدييات الأخرى تستخدمه في تحقيق التوازن. فقد أسلافنا الذيل بعد أن بدؤوا يمشوا منتصبين. العصعص البشري مختلف من شخص لأخر بدرجة كبيرة, وفي بعض الحالات النادرة يولد أطفال ليس لهم عصعص على الإطلاق, وفي حالات نادرة أخرى يولد أطفال يمتد العصعص لديهم ليكون ذيلاً. وعلى الرغم من البعض قد إقترح أن العصعص له فائدة في ربط بعض العضلات الصغيرة التي تدعم الأعضاء الحوضية, فإن إزالته ليس لها أي تأثيرات سلبية على صحة الإنسان. لذا يمكن إعتباره بلا فائدة.(31)(32)(33)
- الجيوب الجانب أنفية Paranasal Sinuses: الجيوب الجانب أنفية كان لها فائدة كبيرة لأسلافنا في تعزيز قابلياتهم على الشم ومما ساعدهم على البقاء. إذ كانت مبطنة بالمستقبلات الكيميائية. ولكن بغياب هذه المستقبلات اليوم ليس لها أهمية كبيرة مجرد بعض الإلتهابات والمشاكل المخاطية. وعلى الرغم من أنها تبقي الرأس قليل الوزن وتبقي الهواء الداخل دافئاً, ولكن كان من الممكن الإستعاضة عنها بتصميم أفضل. للرأس حتى.(34)
ملاحضة: على الرغم من أني تناولت الأعضاء التي “ليس لها داع” كما وصفتها أعلاه بأنها ليست ذو فائدة, ولكن في الحقيقة فإن بعضاً من هذه الأعضاء له فائدة قليلة جداً ومن الممكن إزالته دون أي جوانب سلبية تذكر, ولكن على أية حال, فبما أننا نتكلم عن إعادة تصميم الجسد البشري, فمن الممكن أن نستعيض بهذه الأعضاء أعضاء أخرى ذو منفعة أكبر, أو على الأقل أن نستعيد كفاءة هذه الأعضاء التي كانت عليها لدى أسلافنا.
خاتمة
هنالك ما لايعد ولا يحصى من جوانب البيولوجيا التشريحية البشرية التي تستحق التعديل إن كانت الصحة وطول العمر الهدف الرئيسي للطبيعة. على سبيل المثال, الإختصاصيون بالشيخوخة gerontologists وضعوا نظرية مفادها أن السَّن, أحد أهم أسبابه, مزيج بين الضرر الجزيئي المتراكم من عمل الأعضاء والماكنات الحيوية على مستوى الخلية بالإضافة الى الأيات المنقوصة لمراقبة وتعديل وتعويض هذه الأضرار. إن كانت هذه النظرية صحيحة فإن التعديلات التي سنطرحها من شأنها تحسين المراحل العمرية الأخيرة وربما حتى المراحل العمرية المتوسطة. وعلى الرغم من هذه التعديلات, وما ستطرحه من زيادة لكفائة الجسم البشري, لكنها لن يكون لها تأثير إن لم يكن هنالك حس سليم منتشر بين الناس لتجنب أنماط الحياة المضرة.
من المتوقع في السنوات الخمسين المقبلة تحسن كبير جداً في علوم الهندسة الوراثية, ربما سنتمكن أخيراً من وضع خطة حياتية محسنة أفضل بكثير من الخطة التي وضعتها لنا الطبيعة, ربما سنتمكن من إنشاء الـ superman الى درجة معينة. على أية حال, علينا أن ننتظر لما يحمله علم الهندسة الوراثية لنا. فهنالك من الإنجازات الضخمة في هذه المجال, وأبحاثا ناجحة جداً من ناحية النبات والحيوان. ولكن علينا أن نعترف بضئالة هذه الأبحاث فيما يخص الجانب البشري نظراً لمعوقات معروفة.
في هذه المرحلة من التاريخ البشري, علينا أن نستغل توسع أعمالنا المعرفية في مجال نظرية التطور والإيكولوجيا لتعزيز نوعية حياتنا حينما نسن. ذلك أن السعي وراء إطالة العمر دون النظر الى الحالة الصحية في هذه المرحلة المضافة من العمر قد يكون له نتائجاً كارثية. التصاميم الجديدة التي عرضتها في هذا البحث, من غير الملزم لها أن تكون خطوة حقيقة على سبيل الهندسة الوراثية, بل هي مجرد تضع طريقة تفكير في أذهان قارئيها وتضع لها خطوطاً تسير عليها. فبحسب معرفتنا الحالية, إن كنا نسعى جدياً لتعديل الجينات الوراثية بطريقة الهندسة الوراثية ونطمح لخلق إنساناً أفضل فعلينا أن نكون فريق بحث متكون من علماء يضاهون تشارلز دارون ومايكل أنجلو وسيد الهندسة والعلوم ليوناردو دافينشي, ولو حصلنا فعلاً على فريق يحمل من المقومات ما يمكنه لإنجازات هؤلاء فسنكون مطمئنين بقدراتهم وسنضع لهم ما يستحقونه من الثقة.
إطلع على المزيد بخصوص هذا الموضوع:
للمزيد حول هذا الموضوع أنصح بمراجعة ما يلي:
- On Growth and Form. D’Arcy Wentworth Thompson. Expanded edition, 1942. (Reprinted by Dover Publications, 1992.)
- The Panda’s Thumb: More Reflections in Natural History. Reissue edition. Stephen Jay Gould. W. W. Norton, 1992.
- The Scars of Evolution: What Our Bodies Tell Us about Human Origins. Reprint edition. Elaine Morgan. Oxford University Press, 1994.
- The Blind Watchmaker: Why the Evidence of Evolution Reveals a Universe without Design. Reissue edition. Richard Dawkins. W. W. Norton, 1996.
- Why We Get Sick: The New Science of Darwinian Medicine. Randolph M. Nesse and George C. Williams. Vintage Books, 1996.
- http://www.dailymail.co.uk/health/article-476607/The-tantalising-design-flaws-bodged-bodies.html
- http://suite101.com/a/how-to-design-a-better-human-a94144
- http://www.dailymail.co.uk/health/article-2273438/From-eyes-wrong-place-belly-bugs-The-bits-body-NATURE-got-wrong.html
الهوامش والمراجع:
(1) كارل ساغان – عالم تسكنه الشياطين, العلم كشمعة في الظلام, ص13 من النسخة الإنجليزية, إصدار 1997.
(2) William Paley – Natural Theology
(3) Keith Thomson – Before Darwin : Reconciling God And Nature
(4) Age-Related Osteoporosis, Rubin, Craig D., American Journal of medical Science, April 1991, Volume 301, Issue 4
http://journals.lww.com/amjmedsci/Abstract/1991/04000/Age_Related_Osteoporosis.12.aspx
(5) Aging and Degeneration of the Human Intervertebral Disc, Buckwalter, Joseph A. MD, spine journal, June 1995, Volume 20, Issue 11.
(6) Muscle Strength, Bone Mass, and Age-Related Bone Loss, David Burr
http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1359/jbmr.1997.12.10.1547/full
(7) Age-related muscle dysfunction, LaDora V. Thompson
http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0531556508001320
(8) Age-related variations of varicose veins anatomy, Alberto Caggiati
http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0741521406013656
(9) http://www.betterhealth.vic.gov.au/bhcv2/bhcarticles.nsf/pages/Ageing_muscles_bones_and_joints
(10) http://artificialeyeclinic.com/6Hughes.pdf
(11) http://www.healthwatchmd.com/2013/06/three-age-related-prostate-issues-men-should-know-about/
(12) http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/2263831
(13) http://www.webmd.com/urinary-incontinence-oab/america-asks-11/pregnancy
(14) Evolution of vomeronasal organs in vertebrates G Bertmar – Evolution, 1981 – JSTOR
http://www.jstor.org/discover/10.2307/2407844?uid=2&uid=4&sid=21102670082033
(15) Evolution of facial musculature and cutaneous field of trigeminus. Part I E Huber – The Quarterly Review of Biology, 1930 – JSTOR
http://www.jstor.org/discover/10.2307/2808280?uid=2&uid=4&sid=21102670082033
(16) http://www.livescience.com/27529-missing-wisdom-teeth.html
(17) Analysis of cervical ribs in a series of human fetuses Jessica Bots
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3171776/
(18) Butler, Ann B.; Hodos, William (2 September 2005). Comparative Vertebrate Neuroanatomy: Evolution and Adaptation. John Wiley & Sons. p. 215.
(19) http://archotol.jamanetwork.com/article.aspx?articleid=602881
(20) http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0262407908612312
(21) http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/ar.1090140605/abstract
(22) http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=why-do-men-have-nipples
(23) http://www.wisegeek.com/what-is-an-arrector-pili-muscle.htm
(24) http://news.sciencemag.org/plants-animals/2013/02/appendix-evolved-more-30-times
(25) http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=latest-theory-human-body-hair
(26) Aiello, Dean, Leslie, Christopher (1990). An Introduction to Human Evolutionary Anatomy. Oxford: Elsevier Academic Press.
(28) http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1007570409005255
(29) http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23485038
(30) http://www.wisegeek.com/what-is-the-pyramidalis.htm
(31) http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0046817784800799
(32) http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/3284435
(33) http://io9.com/5967742/the-science-of-human-tails
(34) http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/6437135
ملحق (1)
بعد كتابتي لهذا الموضوع إطلعت على موضوع نشر على الديلي ميل الإنكليزية بعنوان
The tantalising design flaws of our bodged bodies
أرفق لكم ما جاء فيه:
علماً أنني لم أتفحص المواد المعروضة به علمياً وغير متأكد منها لضيق وقتي, ولكن حين يكون لدي متسع من الوقت سأقوم بمراجعة الموضوع وأضيف ما صح منه علمياً في بحثي.
http://www.dailymail.co.uk/health/article-476607/The-tantalising-design-flaws-bodged-bodies.html
ملحق (2)
كالموضوع السابق مقال أخر للديلي ميل بعنوان
From eyes in the wrong place to a belly full of bugs: The bits of your body that NATURE got wrong
ملحق (3)
رسم تصويري جميل لما يمكن أن يكون عليه الجسم البشري بتصميم أفصل
منشورات ذات شعبية