أسئلة شائعة عن الإلحاد والملحدين

أتطرق هنا لأكثر التساؤلات لدى المؤمنين عن الملحدين وسأحاول أن أضع إجابات مناسبة عنها, ربما لا تمثل هذه الإجابات اراء معظم الملحدين ولكني أرى فيها من العقلانية والمنطقية ما يستسيغ لي قبوله وإن   كان لدى زملائي الملحدين ما يضيفوه, فأنا أرحب بذلك بكل سعة صدر. وإن كان لدى إخوتي المؤمنين سؤالاً أخر فليطرحوه.

  • سؤال: لماذا لا تؤمن بالله ؟
    • ذلك لعدم تواجد أي دليل مقنع لتواجد الإله هذا كما لم تتواجد الأدلة على أية من الألهة الأخرى كحورس وزيوس وثور ووحش الإسباغيتي الطائر, وأكثر من ذلك فإن تواجد الإله من عدمه أصبح بلا فائدة حسب ما تشير اليه البحوث والأراء العلمية الحالية
  • سؤال: إن كنت لا تؤمن بالعقوبة الأخروية والدنيوية, من أين تستقي قيمك وأين تضع محدداتك الأخلاقية ؟
    • بضعة من التجارب الحياتية وقليلاً مما وهبته لنا الطبيعة في إنسانيتنا كفيلاً له أن يحدد قيمنا الأخلاقية. وبغض النظر عن ذلك فإن التفكير بأن عملك الـ”الخيري” ستكافئ عليه لم يعد عملاً خيرياً بل أصبح مجرد عملية أخذ وعطاء, أي تبادل. بالإضافة الى ذلك فأنا لست بحاجة من يرميني بالسوط لأمتنع عن أمور أراها ضارة لنفسي ولمجتمعي.
  • سؤال: ما المغزى أو المعنى من الحياة بالنسبة لك ؟
    • بالنسبة لي, لا يوجد “معنى مطلق” للحياة. وبما أننا هنا على أية حال فبإمكاننا أن نضع معنى لحياتنا بنفسنا من خلال كلماتنا وأفعالنا.
  • سؤال: هل الإلحاد ديانة ؟
    • كلا, الإلحاد لا يصف ما يكون عليه الملحد, بل على العكس من ذلك, فهو يصف ما لا يكون عليه الملحد. الإلحاد لا يتطلب منك أي إيمان أو تصديق أعمى بأي أمر ما. وعلى الرغم من أنه قد يكون فكرة تعسفية في بعض الحالات, ولكن لا يمكن أن يوصف كديانة, ببساطة لأن الصلع ليس لوناً للشعر.
  • سؤال: إن كنت لا تدعوا الله, فمن تدعوا حين تضيق الدنيا فيك او تطلب شيء ما بنفسك ؟
    • سأقوم بكل جهودي لمحاولة إصلاح الوضع الذي ضاق بي, ربما سأستغل الوقت الذي تدعو أنت فيه في إتخاذ بعض القرارات أو الأعمال. بإمكانني أن أمل او أن أتمنى, وتلك حالة لا دخل لكيان ميتافيزيقي فيها لكونها مجرد تضع للنفس أولوليات وتحضها على العمل إن تمكنت يوماً ما بالقيام به.
  • سؤال: هل على الملحد أن يحض على ترك الأديان ؟
    • نعم ولا. في بعض الحالات التي يراها الملحد, فإن الدين هو عقار طبي لها. وفي بعض الحالات من الأفضل لها أن تترك الدين, ليس من باب أن “يخرب عليهم الجو” ولكن من باب التشجيع على التفكير الجدلي والناقد وإستخدام البحث والتفسيرات العلمية بدلاً من الإيمان الإعمى.
  • سؤال: ألم يقوم الملحدين بأبشع الجرائم التي يمكن أن توصف في القرن العشرين ؟
    • بعضها.. نعم. في الحقيقة ستالين كان أوضح مثال لها, ولكن لم يقم أي احد بهذه الأعمال تحت مسمى الإلحاد أو بدافع الإلحاد وإن عدت للتاريخ وإن نظرت للحاضر فسترى جرائم أبشع منها صنعت تحت مسمى الله أكبر أو الرب معنا. أما تلك الجرائم التي تنسب لملحدين كان سببها في الحقيقة تعصب سياسي وأدلجة فكرية لا تمت للإلحاد بصلة. فكما نوهت أعلاه الإلحاد لا يصف ما أنت عليه, بل يصف ما لست عليه.
  • سؤال: كيف يكون لبلايين من الناس أن تكون مخطئة في إيمانها بالإله وأنت صحيح في إنكاره ؟
    • الحقيقة ليست أمر يمكن أن نقوم بالتصويت الشعبي عليه, فكما كان يوماً ما هناك معتقد سائد لدى اجمع البشر بأن الأرض مسطحة أو مركزية في الكون من الممكن أن يكون هناك الكثير من الإعتقادات السائدة ليس لها بالحقيقة صلة. ولا تنسى أن الإيمان بالغيبيات يمتد من جيل الى أخر ويتم قسره وفرضه على الأطفال نوعاً ما. ولا تنسى أيضاً أن العلماء يشكلون نسبة تقل عن 1% من سكان الكرة الأرضية. وأن أعظم الإنجازات البشرية قام بها 0.000001 % ممن عاشوا على الكرة الأرضية.
  • سؤال: كيف بدأت الحياة على الأرض ؟
    • الى حد اليوم, لا يوجد تفسير نهائي لها, ولكن هناك من البحوث والنظريات الكثير والتي قدمت نتائجها وكانت مقبولة في الأوساط العلمية فعلى سبيل المثال لا الحصر لديك نظرية الـ RNA World. ولمزيد من النظريات بهذه الخصوص نقوم بمراجعة الكتب والمصادر العلمية لا أموراً غيبية تطلب منا أن نصدقها دون أي دليل لمصداقيتها.
  • سؤال: لماذا تنتقد المعتلدين دينياً أيضاً ولا تقتصر على المتطرفين ؟
    • على الرغم من أنني أشمئز من أي متطرف ديني لأي جهة دينية. ولكن المعتدلون هؤلاء يضعون نفس مبررات المتطرفين لإيمانهم ويستخدمون نفس أنماط التفكير التي لدى المتطرفين, ولا ننسى أن الأصوليين بالأساس هم في الحقيقة تابعين لأصول الدين, فمن يضمن لنا أن معتدلي اليوم لن يصبحوا متطرفي غداً ؟ ومن يضمن لنا أن أنماط تفكيرهم لن تستخدم كتبرير للتطرف الديني ؟ أوليست نفسها المستخدمة لدى المتطرفين حالياً ؟ ففي الحقيقة هم ينشئون بيئة مثالية لكي يظهر فيها التطرف الديني بل إن صح التعبير يضعون زيتاً كي يأتي المتطرف ويرمي سكارته فيه ليحرق النار.
  • سؤال: ماذا لو كنت مخطئاً ؟ ماذا لو كان الإله موجوداً فعلاً ؟
    • بحسب أخر إحصائيات صادرة عن طبيعة الأديان وعن كتلة تابعيها, فإن كان أي إله من هؤلاء موجود فعلاً فهذا يعني أن بقية الألهة ليست موجودة.. وبحسب هذا المنطق فأن عدد الناجين من تابعي ديانته “الصحيحة” يقل عن 5% ممن سكنوا الكرة الأرضية. وهذا يعني أن هناك ما يزيد عن 95% ممن تبعوا الديانة الخطأ وفي كل مرة يدعون الإله الخطأ فهم يزيدوا من ضراوة عقابهم لدى الإله الصحيح. لأتي أنا وزملائي الملحدين, نحن أتخذنا موقفاً حيادياً من جميع هذه الأراء وفكرنا بنفسنا دون إيمان أعمى, وبذلك نكون أفضل من 95% بل ربما أفضل من هذه الـ5% وهكذا إن كان إلهاً عادلاً فمن المستحيل أن يضع لنا عقاباً, وإن لم يكن عادلاً فلا يستحق أن نعبده.
  • سؤال: أليس للديانات حق في إحترامها ؟
    • كلا, الأفكار والمعتقدات والفرضيات يوضع لها إحتراما لا يزيد عن مقدارها. وهي تختلف عن الأشخاص, فلدي إحترام لجميع زملائي في الإنسانية وليس لدي إحترام لأي ديانة تفرض نفسها علي ولا لأي معتقد يكفرني ويدعوا لقتلي.
  • سؤال: هل من الأفضل أن نعيش في كون بلا ديانات ولا إله ؟
    • فقط إن قمنا بالتخلي عن طريقة التفكير التي نفكر بها نتيجة لإتباعنا الديانات. ربما قد تظهر ألاف الإديلوجيات التي قد تحل محل الديانات. ولكن يمكننا القول بالمختصر أن حياتنا ستكون أفضل بكثير مما هي عليه الأن لو تخلينا عن تلك الطبيعة الدوغمائية والإيمان الإعمى بأي صورة كانت.
  • سؤال: ماذا سيحصل بعد موتنا ؟
    • هذا سؤال لا يمكنني الإجابة عليه بشكل قطعي, ولكن يمكنني القول بأن جسمي سوف يتحلل ويتحلل معه دماغي بما يحتويه من هويتي وذكرياتي وتفكيري وكل قيمي, وبهذا سأكون حياً فقط في ذكريات من بقوا أحياء.