طبعًا أنا هنا لا أتحدث عن انتشار الإسلام في عهد أبي القاسم وأبناءِ عمومته فذاك الإسلام انتشر بالسيف والرمح كما بيَّن البابا بنيدكتس في محاضرته في إحدى جامعاتِ ألمانيا سنة 2006 والتي انتفض على أثرها عامة المسلمين كونها تفضح حقيقة نشأة عقيدتهم. ما أقصدُه هنا هو الانتشار الثاني للإسلام أو ما يُسمِّيه الأعراب عهد الصحوة الإسلامية المباركة.
لدي نظرية مبنية على شواهد تاريخية مؤداها أنه لولا البترودولار لما كان هناك شيء إسمه إسلام اليوم، أو على الأقل لكان للإسلام مكانة وتأثير بقدر عقيدة البهائيين أو الصابئة في يومنا هذا. الدولار الأمريكي بدون قصد أعطى الإسلام حجماًا أكبر مما هو طبيعي لمثلِ هذه العقائد البدائية.
كان الإسلام بحجمه الطبيعي في القرن الثامن عشر والذي يتمثـل بممارسات تنتشر بين الأميين والجهلة و قُطاعِ الطرِقِ في شبه الجزيرة العربية حيث اختلطت الخرافة الصحراوية مع أقاويل محمد بحيث لا يمُكن التمييز بين الإثنين فهذا يعبد شجرة بالَ عليها أحد الصالحين وذاك يُقدِّس شعرة يُقال إنها لمحمد وغيره يُقبـِّل موقع خراء لمشعوذ من الزمن الأغبر وهلُمَّ جرًاا. نعم! صدِّق أو لا تُصُدِّق هذه كانت الحياة الروحية لعربان الصحراء وهذا هو الحجم الطبيعي لدينهم، مجرد خرافات وخزعبلات يمارسها الجهلة والهمج من قاطني الصحراء، إلى أن جاء الدولار.
إسلام الدولار
في القرن التاسع عشر و ما تبعه وبعد سقوط دولةِ الخلافةِ العثمانية تظافرَ عاملان أديَّا إلى تضخم الدين الإسلامي إلى حجمه الحالي. العامل الأول هو ظهور الحركة الوهابية في الصحراء وتحالفها السياسي مع ابن سعود مؤسس الدولة السعودية )لاحظ، جميع دول العربان الإسلامية تُسُمَّى باسم مؤسسيها والمنتفعين الوحيدين منها، أموية، عباسية ،هاشمية، سعودية، طيب أين محمد والإسلام من الموضوع؟(. أما العامل الثاني فهو اكتشاف النفط في جزيرة العرب .النفط كان بالفعل الكيروسين الذي أضرم نار الوهابية والتي انتشرت في الهشيم ليس في صحراء العربان فحسب بل في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ووسط وجنوب آسيا ولاحقًاا أوروبا و روسيا. السعودية أنفقت أموال طائلة من النفط وبلا حدود لنشر دعوة محمد بن عبد الوهاب بشكل منظم ومعد له في جميع أصقاع العالم التي سمحت لهم .
و قلَّدتها بعد ذلك إيران بعد سقوط الشاه نُصُرةًا لمذهبِ آل البيت لكن هذا ليس موضوعنا الآن.
و عليه، فلولا دولارات النفط الأمريكية والتي وفَّرت أحدث الوسائل اللوجيستية والإعلامية للعربان لبقي الإسلام محصورًاا في مناطق محدودة و لما كان له هذا التأثير على مجاميع بشرية كبيرة كما هو الحال اليوم
نعم! الدولار هو من خلق هؤلاء! الدولار هو من جعل من هؤلاء الحثالة آلهة للهمج و الرعاع في بلاد الرمال. لكن من سخرية القدر أن الدولار الذي خلق هؤلاء هو من سيقضى عليهم وخرافاتهم ودجلهم في النهاية. كيف؟ – لولا الدولار لكان حسن نصر الله اليوم معلم شاورما دجاج في صيدا.
-لولا الدولار لكان أسامة بن لادن اليوم بائع ملابس متجول في حضرموت.
-لولا الدولار لكان يوسف القرضاوي اليوم مشعوذ طارد للجن والعفاريت في أسيوط.
لكن! ..
البترودولار نشر الإسلام لكنه في نفس الوقت نشر التعليم والصحة وطول العمر. لا يهم إذا كانت نوعية التعليم راقية أم لا لأن التعليم حوَّل الأميين الجهله إلى ناس تعرف القراءة والكتابة ليس بالعربية فحسب بل بلغات أخرى كذلك وهذه نقلة نوعية غير مسبوقة في بلاد الرمال. لكن ما علاقة ذلك بانحسار الإسلام؟ هناك خاصية اجتماعية يتفق عليها باحثي الدراسات السكانية حول العلاقة بين المستوى التعليمي ومعدل الإنجاب. باختصار ،و بشكل عام، كلما ارتفع المستوى التعليمي للمرأة والرجل كلما قل عدد أفراد الأسرة من الأبناء. فالأسرة التي كان متوسط عدد الأبناء فيها سبعة قبل التعليم أصبح متوسطها خمسة فثلاثة فإثنان وهكذا مع مرور الوقت .إذًاا حجم الأسرة الإسلامية سوف ينكمش مع ارتفاع مستوى التعليم مما سيؤدي إلى تقليص عدد المسلمين مع انتشار التعليم. ما السر وراء هذه الديناميكية يا ترى؟
التعليم يؤدي إلى انقراض المسلمين تدريجيًا
ارتفاع مستوى التعليم يؤدي إلى ارتفاع التوقعات الاجتماعية والاقتصادية. فبينما كان المسلم الأمِّي قنوع بالسكن مع زوجته الأمِّية )أو مثنى أو ثلاث( و أبنائهم التسعة في غرفة واحدة أصبح المسلم المتعلِّم يرغب في بيت و سيارة و ربما شاليه لقضاء أسعد الأوقات في الويك إند و سفرات إلى أوروبا في الصيف ومدارس خاصة للأولاد. طبعًاا هو وهي يُدركان أن راتبهم مهما كان جيدًاا فلن يمُكنهما من ذلك في حالة أن الأولاد عددهم سبعة فيكتفون بثلاثة أو أربعة أو ربما اثنين أو حتى واحد لكي يحافظوا على مستوى المعيشة أو ما أسميته التوقعات الاجتماعية.
الخاصية الأخرى التي ستدفع المسلمين عُنوة إلى تقليصِ أعدادهم هي ارتفاع معدل كبار السن الذين يقعون خارج نطاق القوى العاملة ويحتاجون إلى دعم مادي وجسدي من أبنائهم. سبب ارتفاع معدل هؤلاء هو كثرة عددهم من أيام الأمية بالإضافة إلى التقدم في العلوم الطبية الذي يُبقي عليهم لفترة أطول من المعتاد. فبينما كان يُدفن الجد وهو في الستين أصبح يعمِّر وهو كسيح إلى الثمانين والتسعين في غرفة الإنعاش المكلفة وهذا يشكل عِبء إضافي على الأسرة الجديدة وعلى المجتمع ككل. العالم الإسلامي يُعاني من قنبلة سكانية من كبار السن والعجزة الذين يُشكِِّّلون عِبء إضافي على اقتصاد الأسرة. انظر إلى إحصائية الأمم المتحدة في هذا الشأن.
هذه الإحصائية تُبُيِّن نسبة العجزة إلى العاملين، والتي يجب الحفاظ على تناسب بينها لأن الإنسان العامل هو من يتحمل أعباء العاجز في الاقتصاد، سواء عن طريق الضرائب أو التأمينات الاجتماعية التي تخصم من العامل لدعم المتقاعد. بنظرة سريعة إلى الإحصائية نرى أن نسبة العجزة للعاملين في تزايد مضطرد في العالم الإسلامي مقارنة بالولايات المتحدة. هذا سوف يخلق ضغط إضافي على الأسرة المسلمة يفرض عليها الإنكماش مع مرور الوقت.
على فكرة، جميع دول العالم تعاني من هذه المعضلة لكنها مجرد معضلة يمكن التعاطي معها وليست كارثة كما في العالم الإسلامي. خذ جمهورية إيران الإسلامية، على سبيل المثال، متوسط دخل الفرد السنوي في إيران هو 7000 دولار مقارنة ب40000 في الولايات المتحدة. إيران تعتمد بشكل شبه كلي على النفط لدعم احتياجات المواطنين والكثير من التقديرات تشير إلى أن قُدرة إيران على تصدير النفط سوف تتوقف في 2020. ماذا ستفعل إيران لدعم شريحة العجزة الآخذه في النمو بعد هذا التاريخ؟ أمريكا تستطيع دعم العجزة لأن إنتاجية الاقتصاد متنوعة ولا تعتمد على النفط أو الخزائن الإلهية لكن إيران في مأزق حقيقي وعلى عتبةِ كارثةٍ سكانيةٍ و اجتماعيةٍ وشيكة.
معظم القوى العاملة الشابة في الدول الإسلامية تنزح من القرى إلى المدن خالقةًا ضغط متزايد على البُنى التحتية والذي سيؤدي إلى انفجار سكاني على المدى المتوسط. للتعامل مع هذه الكارثة الوشيكة قامت حكومة إيران بالإفصاح عن خطة ˝ستالينية˝ لإعادة توطين هؤلاء في مدن جديدة خارج المدن التقليدية مثل طهران! كيف؟ من أين؟ رب محمد يعلم! ربما هذا يُفسر استماتة إيران في استغلال الطاقة النووية كبديل للنفط، لكن من يعلم، من الصعب التنبؤ بسلوك المجانين.
الخلاصة
لنُلخِّص. الدولار الأمريكي الناتج عن صادراتِ النفطِ الإسلاميةِ أدَّى إلى أمرين.
أولًاا: انتشار عقيدة محمد بشكل غير طبيعي و ثانيـًاا: زيادة غير طبيعية في عدد السكان المسلمين دون وجود قاعدة اقتصادية حقيقية لهذه الزيادة. النتيجة مع مرور الوقت سوف تكون كارثة سكانية و فوضى اجتماعية لا يستطيع الدين لوحده السيطرة عليها. بوادر هذه الفوضى والانحطاط الاجتماعي موجودة اليوم في جميع الدول الإسلامية على شكل تعاطي المخدرات وارتفاع معدلات الطلاق والانتحار والعنف الأسري وخلايا الإرهاب الجهادي وممارسة البغاء الشرعي.
الأسرة التي سوف تنجح في الحفاظ على كيانها هي الأسرة التي تكتشف بسرعة أن العوامل الإقتصادية وليس الدين هي من يحافظ على استقرارها في القرن الحادي والعشرين. عقلية القرية لا تنفع اليوم، بل هي مدمرة. من لا يُدرك هذا الأمر بسرعة سوف ينقرض آخذًاا الإسلام معه بلا رجعة.
و لعله ليس من باب الصدفة أن رجال الدين اليوم تحولوا إلى بياعين كلام يجنون الملايين من وراء السُّذجِ والجهلةِ من المسلمين من مُتابعي الفضائيات العربية، و لنا في عمرو خالد و طارق سويدان والقرضاوي و الكثيرين غيرهم من دجالي الفضائيات خير مثال. فهؤلاء يعون ما أقوله هنا و يُدركون أن مهارتهم الوحيدة هي الكلام الذي يجب تحويله إلى كاش و عقار بسرعة. لذلك يفعلون ما بوسعهم لجني أكبر قدر من الأموال لتربية أبنائهم و التحسين من مستواهم المعيشي بينما المسلم المغفل الذي يُصدِّقُهم يقف على حافة الانقراض و الزوال كونه لا يملك أن يغذي أبنائه لأن الهبل لا يمكن تحويله إلى دولارات. او كما تقول الحاضرة : ˝من صادها عشى عياله.˝
[featured_article_source issue_url=”http://www.arabatheistbroadcasting.com/magazine/120621512073″ issue_name=”مجلة الملحدين العرب: العدد العاشر / شهر سيبتمبر / 2013″]
منشورات ذات شعبية