كيفية التفكير النقدي واقامة الحجج ونقد المغالطات -3-؟ (المنطق: الجزء الثالث)

هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»

نستكمل الجزء الثاني..

المغالطات هي عيوب في الحجة،وهي غير المقدمات الخاطئة التي تؤدي الى حجة غير سليمة او ضعيفه. من الممكن تقسيم المغالطات الى مجموعتين. مغالطات استدلالية وهو عيب يمكن يمكن التعرف عليه من خلال النظر الى التركيبة المنطقية للحجة بغض النظر عن الجمل. اما المغالطات الخطابية فانت تعرفها من تحليلك لمحتوى الحجة.

(مغالطة استدلالية):

توجد هذه المغالطات في الحجج الاستدلالية فقط. الشيء الذي يبدوا عليها من اول وهله انها معقوله لانها تقلد طريقة الحجج المنطقية ولكنها في الحقيقة غير مقبولة. مثال:

1-       كل البشر ينتمون للثديات

2-       كل القطط ينتمون للثديات

3-        كل البشر ينتمون للقطط

ما الغير مقبول هنا ؟ حسنا المقدمات صحيحة ولكن الاستنتاج خاطيء. ونوع العيب هو مغالطه رسمية، كيف عرفت ؟ لنعود بالحجة إلى شكلها الأصلي:

1-        كل (أ) ينتمون ل (ج)

2-         كل (ب) ينتمون ل (ج)

3-        كل (أ) ينتمون ل (ب)

لا يهمنا ماذا يعني أ او ب أو ج، فهي مجرد رموز. ويمكن استبدالها باي رموز اخرى ولكننا نرى ان اعادة الحجة الى كلها البدائي ساهمت في كشف المغالطة.

(مغالطة خطابية):

هي عيوب يمكن التعرف عليها من خلال تحليل محتوى الحجة وليس بنيتها واليك مثال:

1- الاحداث الجيولوجية تنتج صخر.

2- صخر هو احد انواع الكمبيوترات.

3- الاحداث الجيولوجية تنتج الكمبيوترات.

المقدمات هنا صحيحة، ولكن الاستنتاج خاطيء. هل هذا العيب هو مغالطه استدلالية  أم خطابية؟

كما قلنا لنعود بالحجة إلى شكلها الأول:

1-         (ا) = (ب)

2-         (ب) = (ج)

3-         (أ) = ( ج)

هذه البنية سليمة، وبالتالي العيب لا يمكن ان يكون عيب استدلال ولكنه بالتاكيد عيب نعرفه من المحتوى. فحين نفحص المحتوى نجد ان المصطلح (صخر) له تعريفان مختلفان هنا. (ان المصطلح الذي تندرج تحته هذه المغالطة يسمى (المواربة في استخدام الكلمات بمعان متعددة)

هناك انواع اخرى من المغالطات الخطابية مثل (مغاطات الغموض والالتباس).

هل من الممكن تصنيف المغالطات إلى مجموعات أخرى ؟

نعم بالتاكيد هناك الكثير من التصنيفات في هذا المجال وبالتاكيد فان كل نوع من انواع المغالطات يستحق موضوعا بذاته سنمر عليها يوما ما هنا.

ماهي السفسطة؟

حين يغالط الحكيم  أو العالم من أجل تحقيق مكاسب مادية فان هذه تسمى سفسطه.

حين يغالط الجاهل لحبه في التعالم او العناد هذه تسمى مشاغبة وما أكثر المشاغبون هذه الايام 🙂

 يقول اندرو كارنجي: “

ان الذي لا يستطيع التفكير المنطقي هو أحمق

ان الذي لن يستطيع أن يفكر بشكل منطقي هو المتعصب

ان الذي يخاف ان يفكر بشكل منطقي هو عبد”

وكل عام وانتم بخير Happy New Year