هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»
انا ملحد هل يجب ان اتزوج ملحده لضمان التوافق؟
في الحقيقة انه باستطاعه مؤمن وملحد ان يتزوجا، ولكن هنا ياتي السؤال ماذا تعني كلمه التوافق؟ وماالذي يجعل اي شخصين بصفه عامه متوافقين في زواجهما ؟ ان السؤال اصلا فيه مغالطه وهو انه يوحي لك ان الالحاد او الايمان في حد ذاته شيء كافي للتوافق ولكن هذا غير مرجح، فهل مثلا من الممكن ان يتوافق سلفي مسلم مع راهبه مسيحية لمجرد انهما يؤمنان بوجود اله! هل من الممكن ان يتوافق ملحده انسانية مع ملحد عنصري متعصب؟
طبعا الاجابه لكلا الحالتين هي لا، اذا نستنتج ان الايمان ليس سببا قويا لتوافق العلاقة او انفصالها. وهنا اقول ايضا ان الايمان لا يمكن اهماله تماما ولكن هناك عوامل يجب ان نضعها في الحسبان لنقيم اذا كان الزوجان سيتوافقان ام لا. وبالتالي يمكننا ان نرى مؤمنه وملحد مثلا متزوجان ويوجد توافق اكتر من اثنين ملحدين وهكذا.
اذا تشارك المؤمن والملحد في الكثير من القيم والاتجاهات ونظرتهم للحياة، اذا هناك احتمال قوي لبناء حياة متكافئة وطويلة الامد وقوية.
اذا اجيب على السؤال باللون البرتقالي واقول لااااااا ، من الممكن جدا ان يكونا مختلفين في الدين ولكن متفقين ومتوائمين جدا اكثر من الاشخاص من نفس الدين او الاعتقاد. للاسف هناك الكثيرين يرون ان الحياة ستكون مستحيلة وهذا خطا وجهل وسببه الرئيسي هي ثقافة الكره لدى ذلك الشخص. وليس بالضروره كره المتدين للملحد بل وايضا كره بعض الملحدين للاخر وهكذا. او ان البعض يرى نفسه اعلى من المخالفين له في الاعتقاد للاسف.
اذا هل من الممكن ان تنجح تلك الزيجة بين ملحد/ة ومؤمن/ة؟
أولا نؤكد ان الزواج هو واحد من أقوى العلاقات الحميمية والجادة في نفس الوقت التي نمر بها في حياتنا، ولهذا يكثر التساؤل كيف في وجود هذه المسافات بين الملحد والمؤمن ان ينجح الزواج، وهنا اقول ان نفس الامر يسري عند الاختلافات نتاج المجتمع و العرق الخ الخ.
وكاجابه على السؤال يمكن القول “ انه يعتمد على الموقف والاشخاص” وايضا على قدرتهم على تخطي المشاكل التي قد تظهر.
1- الاحترام والتسامح:
وبدونهما لاتستمر اي علاقة. وربما كثرة الجدال في حوار مثل وجود الله يتحول الموضوع الى موقف حرج للطرفين.
لا اقول انه يجب على اي اثنين متزوجين ان يتفقا في كل شيء لانهم ان فعلوا ذلك ستكون حياة مملة ولكن ما اعنيه هو استعدادك لتقبل الاخر وان لا تنظر اليه كشرير او غبي بناء على موقفهم العقائدي.
من الممكن ان يكون شريكك مخطيء وغير عقلاني ولكن لايجب ان تعامله بشكل اكبر من كونها اخطاء في حججه. عامتا انت ايضا قد تكون مخطيء فلا يوجد انسان كامل وهناك بالتاكيد مواقف واعتقادات في حياتك انت مخطيء فيها لاسباب غير عقلانية.
اذا لا تحاول التبشير بالدين او اجباره على ترك الدين بل حاول معرفة الاختلافات والتناقش حول ما تختلفون حوله ولكن المهم عدم الاطالة وعدم التبشير كما ذكرنا.
حاول التركيز على ما يجمعكما وما تتفقون حوله بدلا من محاولة التبشير لخلق اتفاقات جديدة. ان الحب يعني قبول شخص ما كما هو وليس كما تتمناه او ما تطمح انت اليه.
2- التغلب على الاختلافات العقدية الناتجه من الاوامر الدينية:
في الحقيقة ليس ان زوجتك مؤمنه او انت ملحد هذه هي المشكله ولكن المشكله هي في الدين نفسه وبعض اوامره. فليس كل مؤمن هو متدين او متمسك بدينه تماما. يعني باختصار هناك عقائد معينه داخل الدين تسبب المشاكل يجب ان تراقبها جيدا.
الاحترام هنا هو الحل وان تعامل الطرف الاخر كانسان قبل كل شيء. ان فقدان الاحترام سيقتل الزواج سريعا. اذا خد بالك ان يكون مؤمن باعتقادات تتعلق بصلب الزواج وتؤدي الى ان يفقد احترامه لك.
يعني مثلا اذكر سالت احدى صديقاتي المسيحيات فقالت انها ترفض الزواج من ملحد لانها تريد تاسيس اسره لخدمة المسيح واخرى مسلمه اجابت رد مشابه انها تريد زوجا يضع الله في مرتبته الاولى ويصلي الخمس صلوات وعنده ختم الصلاه على جبهته كدليل توثيق. طبعا زواجها من الملحد لن يحقق لها هذا. هناك اسباب اخرى مثل ان زوجها الملحد لن يدخل معها الجنه وهي تريد زوجها معها في الجنه. ان هذه العقائد ان دخلت في الزواج سوف تفسده ، لكن اعود لااقول انه ليس كل عقيده دينية تفسد الزواج. فقط فلت ان تاخذ بالك من بعض العقائد التي قد تفسده فعلا.
بالمناسبه بعض هذه الاعتقادات لا تعطل زواج الملحد بالمتدينه فقط ولكن قد تعطل زواج المتدين بالمتدينه ايضا خاصتا ان طرفا ما
سيبدا في تقييم دين الشخص الاخر او علاقتهما الخ الخ.
3- فتره التعارف والخطوبة:
هذه الفتره طبعا تكون اقل جدية من الزواج وهنا تكون مشاكل الايمان والالحاد غير ظاهره تماما ولكن على الطرفين ان يتحليا بالذكاء ويراقبا اعتقادات الطرف الاخر جيدا.
ايضا فكر جيدا هل تريد حقا الزواج من هذا الشخص ام فقط الصحبه وممارسه الجنس؟
اذا كنت تريد التسلية اذا تجاهل اي اختلاف ديني ولا تمتع باللحظه بصحبه رفيقك. اما ان كنت تريد علاقه طويلة وجاده اا ليس من الصحيح ان تتجاهل اختلافات الدين.
وهنا عليك ان ترى من البدايه مدى التوافق قبل ان تتطور العلاقة. اذا كان لديكما اسئلة او مخاوف. لابد من الجلوس سويتا وتتحدثوا بشأنها. طبعا لن تحل اي مشكله بين يوم وليله. ولكن ان كان الحب والتفاهم والاحترام موجودين فيمكنكما التعامل مع الاختلافات. وهنا ستشعر بالمتعه في انك اصبحت عاقلا وتستطيع حل مشاكلك.
وهذا سوف يعطيكما الثقة القوية في انكما استطعتما التغلب على الخلافات بشكل رائع وبالتالي عند ظهور خلافات في الزواج سوف ستطيعان فعل ذلك ايضا.
زوجتي تتحول الى متشددة ماذا افعل؟
طبيعي جدا ان يتطور الانسان مع الوقت وينموا ذهنيا ونفسيا وعاطفيا. وقد يكون نتاج هذا بدلا من مزيد من التحرر مثلا ان يتحول الى ايمان سلفي او تتحول الى دين اخر مثلا.
اننا هنا يجب ان نسال كيف ستتغير العلاقة؟ فربما تدين زوجتك لا يجعلها تشعر بشيء ما ناحيتك او تجاه الملحدين عامتا. يعني ليس من الضروره ان تدينها سيؤدي الى تدمر حياتك ، لسوء الحظ علينا ان نواجه الحقيقة وهي ان المشاكل غالبا هي التي ستظهر اكثر من الايجابيات. هناك حقيقة اجتماعيه تقول انه عند تحول شخص ما من دين الى دين او عندما حتى يكون هذا التحول الى التعمق في دينه الاصلي فان هذا يؤدي الى اشخاص اكثر اصولية. بالطبع ليس الكل ولكن هذا هو الاغلب هو ان تجدها اصبحت زوجه غير متسامحه. ايضا يجب ان تعلم ان التدين يعني ان الدين صار مهما في حياتها واي قرار في حياتها ستراجع فيه اعتقاداتها الدينية. ربما هي مواقف لم تكن تحتكم فيها للدين من قبل.
ما العمل اذا؟ ان التواصل هو اهم شيء، يعني يجب التحدث حول كل شيء حتى لا يتراكم عدم التفاهم والمشاكل. تاكد لو ان كل طرف واضح تماما للاخر فانهما سيتجنبان الكوارث المحتملة.
يعني على الزوجة التي زاد تدينها ان تشرح لزوجها كيف تتغير اعتقاداتها وهل هذا مهم في حياتهم ام لا. وعلى الطرف الاخر ان يبدى مدى تقبله. ان التواصل مهم جداا بل واحيانا يكون كافي حتى لو كانت الزوجة تريد ان يلعب الدين دورا في زواجهم
هناك فكره جيده وهي مستشار العائلة وهو طرف متخصص يقوم بتوفير الحلول بناء على المواقف وحياتكم الخاصه ويفضل ان يكون هذا المستشار من نفس دين زوجتك مما يعطيه قبولا اكثر عندها..
ولكن كن ذكيا في ان يكون المستشار مقبولا لك ايضا فربما يزيد الطين بله. ولا تعتمد على شخص واحد ان فشل في حل المشكله. لا تياس حتى تجد من يحل المشكله.
تقول ميجنون ماكلالين “ان الزواج الناجح يتطلب الوقوع في الحب مرات عديدة وفي كل مرة يكون هو نفس الشخص”
منشورات ذات شعبية