تنويه: المحتوى التالي يقدم وجهة نظر سياسية، وهي تمثل كاتب المقال وحده. موقع قناة الملحدين بالعربي لا يتبنى أي موقف سياسي. نقدم لكم هذا المحتوى بغرض التوثيق التاريخي لمدونة بن باز وليس دعمًا ولا معارضة لآرائه.
هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»
انه التاريخ الذي يكره الاسرائيليين الحديث عنه او الاعتراف به، ولكنه لا يمكن انكار ان حماس هي صناعه اسرائيلية تعود إلى السبعينيات.
ان منظمة التحرير الفلسطينية (العلمانية) كانت تمارس الكفاح المسلح ضد اسرائيل، ولم يكن هناك علاقات بين اسرائيل وبينها على الاقل رسميا، اسرائيل بدات بالبحث عن الفلسطينين الذين لاتربطهم صلة بمنظمة التحرير، ووجدتهم في غزه، وهم فرع الاخوان المسلمون وكانو يعارضون نظره منظمة التحرير العلمانية، وبالطبع كان لديهم شعار الاخوان وهو الاسلام هو الحل.
ان تلك المجموعة الفلسطينية والتي اسمت نفسها حماس في سنه 1987، اسسها الشيخ احمد يس، في السبعيانيات كان هدف الشيخ يس ارجاع الفلسطينين إلى القران وان يجدوا طريقهم من خلاله وليس من خلال منظمة التحرير. ووجدت هنا اسرائيل الفرصه لمحاربه منظمة التحرير عن طريق الفلسطينيين انفسهم عن طريق دعم يس واتباعه.
افترضت اسرائيل ان يس سيكون البديل لياسر عرفات، وهذا نفس الخطا الذي وقعت فيه امريكا في ايران في السبعينات، عندما قامت المخابرات الامريكية بزرع الإسلاميين المتطرفين هناك تأهبا لسقوط نظام الشاه، وفي عام 1979 سقط نظام الشاه. لقد اخطأت امريكا في تقدير قوة الاسلام السياسي في ايران. فهي ارادته موضه عابره، ولكنه اصبح المستقبل.
طبعا امريكا لاتتعلم من الدروس، ففي عهد ريجان، ارتكبت امريكا نفس الخطأ في افغانستان، في الثمانينات، عندما دعمت امريكا المجاهدين الافغان والعرب ضد الاحتلال السوفياتي وكان اسامه بن لادن هو قائد المجاهدين.
هنا يأتي السؤال: ما العامل المشترك بين مجادين افغانستان والتشددين الايرانيين وجماعه يس في غزه؟
طبعا انه الاسلام السياسي، وهذا الاسلام السياسي لا علاقة له غالبا بالاسلام بقدر ما له علاقة بتكريس مفهوم السلطة المطلقة باسم الله.
طبعا اسرائيل اعمتها مصالحها المؤقته عن النظر إلى اهداف الاسلام السياسي بعيده المدى وكل ما اهمها انه جندي ضد منظمة التحرير.
اسرائيل تقبلت يس واشتملته، الذي بدوره اسمى مجموعته المجمع الاسلامي ( وهي تعني الاخوان المسلمين)، وقام بتسجيلها رسميا كمؤسسه خيرية. وكانت بالفعل كذلك. فقد بنا المدارس، والعيادات، ومكتبه وخدمات اجتماعيه كانت تتجاهلها مجموعه ياسر عرفات، نظفوا الشوارع، وقاموا بتوفير التعليم الديني للاطفال واستطاعوا الوصول إلى قلوب ابناء غزه، في ذلك الوقت كانت منظمة التحرير تتخبط في اعين الفلسطينيين. في 1993 تخلى عرفات عن السلاح، فتح ومنظمة التحرير الغوا تهديداتهم بتدمير اسرائيل. وبدا الطرفان العمل من اجل حل الدولتين. وكان فشلهم هو من مكاسب حماس.
قام يس بتسمية مجموعته ب حماس في بداية الانتفاضة الاولى عام 1987. وبعد عام قامت حماس بنشر ميثاق يدعوا إلى محو اسرائيل. اسرائيل تجاهلت هذا واستمرت بالمحادثات مع متشددي حماس لغايه العام 1989، إلى ان قامت حماس باطلاق اول هجوم على الجنود الاسرائيليين.
في عام 2004 وعندما تبنت حماس تكتيك التفجيرات الانتحارية. عادت اسرائيل لتكتيها المشهور الا وهو الاغتيالات. فقامت طائره هيلوكبتر بقتل يس وهو خارج من الصلاة. وقتل معه ايضا حراسه و9 من المدنيين. وبعدها باسابيع قامت اسرائيل بقتل عبدالعزيز الرنتيسي وحراسه وابنه. وحاولت اسرائيل من قبل قتل خالد مشعل ولكنه نجا
لقد ارتكبت اسرائيل مجزره بقتلها الف وخمسمائة فلسطيني معظمهم مدنيين و 40% منهم نساء وأطفال طبعا بالمقارنه مع 13 قتيل من الجنود الاسرائيليين. وكان ذلك في حرب ال22 يوم ضد حماس في ديسمبر 2008 وامتدت إلى يناير 2009. ولكنه لم يغير شيء في معادلة حماس في غزه. فمازالت هي القابضه على كل شيء وجناحها العسكري قوي. واعجاب الفلسطينيين بها ارتفع. اما الاحترام تجاه فتح والسلطة الفلسطينية فهو في انخفاض.
منشورات ذات شعبية