هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»
1- الم يثبت الفلاسفة والعلماء وجود الله؟
وهذا اعتقاد شائع بين المتدينين ان هناك حجج فلسفية دامغه تدل على وجود الله، ولكن لا يوجد حجج فلسفية “تثبت” وجود أي اله او انه يجب ان يكون موجودا. ولكن في افضل حالاتها “اعني هذه الحجج” تجعل وجود نوع معين من الالهه محتمل، هذا لو افترضنا ان هذه الحجج قوية. في الحقيقة، ان افضل هذه الحجج التي تدافع عن وجود الله هي حجج مليئة بالمشاكل والثغرات والاخطاء المنطقية. بل ان اكثرها هو لمجرد جعل المؤمنون يعتقدون بعقلانية وعدل ايمانهم، يعني هذه الحجج لا تبني اساس لكيفية اعتناق ايمان ما ولكن هي فقط ” تعقلن” هذه الاعتقادات.
اعود لاوضح واقول ان اقوى هذه الحجج ” العلمية – الفلسفية” لا يؤيد دين معين او اله معين ولكنها من الممكن ان تشير إلى وجود علة اولى او مصمم. وبالطبع هذا لا شيء في بحر الاديان الضخم. يعني ببساطه ان صدقنا وجود عله اولى فهذا لايعني انها علة ذكية او واعية، فما بالك بدين يقول انها علة دمها خفيف ارسلت ابنها الوحيد ليموت من اجل خطايانا!!!!
هذا بالطبع لا ياخذ في الحسبان ان هناك الكثير من الحجج الالحادية التي تستخدم لنفي وجود الله او على الاقل جعل الايمان به غير عقلاني. وللتوضيح فانه لايوجد حجج الحادية تنفي تماما احتمالية وجود أي نوع من الالهه، ولكن هناك حجج جيده جدا ضد وجود تلك الالهه التي نعرفها ويؤمن بها البعض مثل المذكورين في اليهودية و المسيحية والاسلام.
فاذا كانت هناك حجج علمية او فلسفية تدعم وجود الله فانها ليست قوية كفاية لتكون كافية لوحدها لجعل الايمان عقلاني وخاصتا اذا وضعنا في الحسبان قوة الحجج ضد فكره وجود الله. ونعني هناان هذه الحجج خاصة ضد تلك الالهه الشهيرة وتجعل الايمان بها غير عقلاني.
الفلاسفة قالوا ان هناك خليط معين من الصفات لو اجتمع فان وجود هذا الاله غير مرجح او مستحيل. اما اذا ازلنا بعض تلك الصفات او اعدنا تعريفها فانه يؤيد وجود اله ما. ولكن للتأكيد ليس ذلك الله الذي نعرفه.
اذا لكي تؤمن باله عليك ان تتخلى عن المفهوم التقليدي له. ولذلك يفضل الكثير من الناس ان يصفوا نفسهم بالملحدين بغض النظر عن اسباب تشككهم.
2- اليس هناك مؤمنون اذكى منك؟
صحيح ان هناك من هو اذكى مني ومن كثير من الملحدين آمن بدين ما ولكن ما المشكله؟ فهناك ايضا من هو اذكى منك ورفض دينك! سواء لدين اخر او للالحاد بجميع الاديان. وهؤلاء الملحدون الاذكياء يعيشون حياة لادينية بشكل كامل باسلوبهم الخاص. هل تظن انك اذكى منهم؟ هل لو كانوا اذكى منك فان هذا سيكون سبب كافي لك لترك دينك؟ بالطبع لا!!
ان عكس هذا السؤال يجعله اقوى لاننا نعلم ان جيلنا البشري الحالي متعلم أكثر من اجدادنا، وقد ثبت ان هناك علاقة بين التعليم الجيد والالحاد. (راجع خبر مجلة نيتشر). الفلاسفة والعلماء القدماء اعتقدوا في اشياء الان نحن نعتبرها خطأ ولم يعتقدوا باشياء ثبت صحتها الان. واذا كنا سنعتمد على اراء الناس فمن الافضل ان ننظر للبشر في القرن الحالي الذين هم افضلا تعلما من بشر القرون الوسطى مثلا.
(الصورة أعلاة توضح نسب المؤمنين باله في اوروبا، وكما نرى نجد النسبه تتزايد في الدول الاسلامية مثل تركيا او الدول الشرقية التي بها مسيحية ارثوذوكس وبالمناسبه كلمة ارثوذوكس تعني السلفية اي انها تلك الكنيسة التي اتبعت المسيح دون تغيرات وهي نفس الفكره التي يؤمن بها السلفيون)
ان كون احد ما اذكى منك آمن بشيء ما فهذا ليس دافعا لك لكي تقلده. وهذا ما يسمى في المنطق بمغالطات حجج السلطة. وهذه المغالطة شديدة الانتشار ومحتواها هو لو ان الشخص الذكي هو سلطه فيما يعتقده فبالتالي علينا الخضوع لرايه وقناعاته.
هناك ايضا شيء انوه علينا مره اخرى وهو سوء فهم مصطلح الالحاد. الالحاد ليس رسالة دكتوراه عن صحة موقف ما او خطئه. البعض يعتقد ان الالحاد يكرس مفهوم ان هناك شخص ما خطا وشخص ما صواب. لا، الحقيقة الالحاد هو فقط غياب الايمان باي اله بدون تقديم كلمة صواب وخطأ.
ان اللفظ الدقيق سيكون الالحاد موقف أكثر ملاءمه او عقلانية. ولاحظ هذه النقطه المهمه القادمة، هناك بعض الملحدين مواقفهم غير عقلانيه وغير ملائمه. بل واسباب الحادهم غير عقلانية. وهذا صرت اراه كثيرا هذه الايام. عن نفسي فان سبب عدم ايماني الذي اراه عقلاني هو انه لايوجد اساس عقلاني يقف عليه الايمان.
منشورات ذات شعبية