لا تسرق متعة الحوار .. 15 أمراً لا تقلهم لـ ملحد

أول مرة بدأت فيها أحاور المتدينين على الأنترنت ظهر لي أن هناك العديد من الأمور التي عادة ما تقال وهي في منتهى السذاجة. بصراحة أنا أقدر جداً محاوري, تخيل محاوري هذا, تخيل كيف سيقضي نصف ساعة أو ساعة كاملة أو ربما ساعتين أو ثلاث في محاورتي. للحوار متعة, نعم .. للحوار متعة.. ولكن مؤخراً بدأت تتجرد هذه المتعة وتظهر لنا أنياباً تتمثل بمقولات متكررة, وكأنهم بدؤا يرددوها عوضاً عن الله أكبر ولا إله إلا الله !!! …

أعزائي المؤمنين.. أنا ملحد, لم لا أضع إلحادي وقناعتي في قلبي وأترك حياتي تمر دون هذه المدونة ودون نقاشاتي معكم ؟ ببساطة لأني أستمتع بالحوار, ولكنكم سرقتم متعة الحوار من عندي بتكراركم أقوالاً ساذجة مللت منها في الحقيقة. ها أنا هنا أذكر 30 قولاًَ منها لعلكم يوماً تقرءوا تدوينتي البسيطة هذه فتعد متعة الحوار الى سابقها.

القول 1 : من أين تستقي أخلاقك ؟ فالأديان مصدر الأخلاق.

عزيزي المؤمن, لا تفترض أننا بدون أخلاق لمجرد أننا ملحدين, جميع البشر لديهم أخلاق, وأداب, وقد تختلف تلك الأخلاق والأداب من مجتمع لأخر بغض النظر عن الديانة, هناك تفسيرات تطورية جيدة لنشوء الأخلاق المجتمعية. وبصراحة أنا أمل أن كتابك المقدس ليس السبب الوحيد في إلتزامك بالأخلاق.

القول 2 : أنت لا تؤمن بأي شيء, لا بد أن تكون حياتك فارغة !!

كلا, حياتي ليست فارغة. أنا لا أؤمن بالله, ولكن أؤمن بأمور كثيرة أخرى ذو طابع إنساني. أؤمن بحب زوجتي لي, أؤمن بالقدرات البشرية على تحسين وضعها يوماً ما, أؤمن بأنك يوماً ما ستحاول أن تفكر مجدداً بالأديان والإله. وحياتي ليست فارغة بتاتاً, لدي شغف علمي كبير, لدي أطفال يذهبون الى المدارس, أقضي تقريباً نصف يومي أعالج المرضى (أنا طبيب على فكرة) , لدي مشاريع خيرية وإصلاحية في المجتمع, ناهيك عن كتابتي في مدونتي هذه.. والى أخره من الأمور التي أشغل نفسي بها كل يوم.

القول 3 : لماذا تكره الله ؟ (أو لماذا تكره الأديان ؟)

أه صحيح, لكوني ملحد, أصحو في الصباح وأقرأ ما يتردد على ذهني من مسبات للإلهك أنت حصرياً ولدينك ولنبيك. عزيزي الملحد ليس معناه يكره الإله, الملحد معناه الغير مؤمن بالإله.أنا لا أكره التنانين الصينية, لا أكره سندريلا ولا بحيرة البجع.

القول 4 : لا تستطيع إثبات أن الله غير موجود

وأنت لا تستطيع إثبات أن الحصان الطائر ينمو على كوكب ميزوخيما الناري. ولا تستطيع أن تثبت أن الإله شيفا هو من خلق الكون. وربما الإله زيوس ليس مجرد أسطورة أو ثقافة تاريخية يونانية. لم لا نتفق على أمر ما, إذهب وأثبت أن ملايين الألهة الأخرى ليست موجودة, وأنا سأثبت لك أن الإله الإسلامي ليس موجود, وبإمكانك إعتبار أن هذا الإتفاق هو إتفاق رسمي.

القول 5 : ماذا لو كنت مخطئاً ؟

ماذا لو كنت مخطئاً ؟ إن كنت مخطئاً وأن هنالك إلهاً ما موجوداً فعلاً, فلماذا تفترض أنه سيعاقبني على أني طرحت أسئلة صريحة ؟ بحسب أخر إحصائيات صادرة عن طبيعة الأديان وعن كتلة تابعيها, فإن كان أي إله من هؤلاء موجود فعلاً فهذا يعني أن بقية الألهة ليست موجودة.. وبحسب هذا المنطق فأن عدد الناجين من تابعي ديانته “الصحيحة” يقل عن 5% ممن سكنوا الكرة الأرضية. وهذا يعني أن هناك ما يزيد عن 95% ممن تبعوا الديانة الخطأ وفي كل مرة يدعون الإله الخطأ فهم يزيدوا من ضراوة عقابهم لدى الإله الصحيح. لأتي أنا وزملائي الملحدين, نحن أتخذنا موقفاً حيادياً من جميع هذه الأراء وفكرنا بنفسنا دون إيمان أعمى, وبذلك نكون أفضل من 95% بل ربما أفضل من هذه الـ5% وهكذا إن كان إلهاً عادلاً فمن المستحيل أن يضع لنا عقاباً, وإن لم يكن عادلاً فلا يستحق أن نعبده.

القول 6 : لابد أن تكون لك فطرة إيمانية تحفزك على معرفة وجود الإله.

في الحقيقة, هذا أمر صحيح. ولكن لو إتبعنا نفس المنطق وأغلقنا عقولنا وسرنا حسب فطرتنا, فسنعتقد أن الأرض مسطحة وأن الشمس تدور حول الأرض (كما نوهت بعض الأدبيات الدينية). قابلية الدماغ البشري على التحليل والإدراك هي ما يضع له فطنته, وبفطنته تميز وتغلب على باقي أقرانه من الحيوانات. فلا بأس أن أستخدم فطنتي عوضاً عن فطرتي في بعض الأحيان.

القول 7 : لا بد أن تفتح قلبك لله حتى تؤمن به.

لا يوجد أي مشكلة في قلبي, ما زلت صغيراً في السن ولم تمسسني أمراض القلب المزمنة بعد. وإن كنت تقصد عقلي, فلا يوجد غطاء فلاذي أرتديه كل ما أحاور مؤمن, ولكن ربما لدي نزعة نحو التفكير التشككي, ولا أعيب ذلك على نفسي, لأنه وضعني بمناعة عن كثير من الأمور عدا إلهك أنت.

القول 8 : لم تقرأ يوماً عن الإسلام فلا تتحدث عن ما تجهل.

هذا قول مضحك في الحقيقة, لأنه بطبيعة الحال فأغلب الملحدين العرب هم من خلفية إسلامية, مروا بتجربة النزاع الداخل بين الإيمان والشك, وأكاد أجزم أنهم قرءوا كثيراً عن الأديان في تلك المرحلة.

القول 9 : ماذا حدث في طفولتك ؟ هل لديك عقدة نفسية مع والديك ؟ هل هذا هو سبب إلحادك ؟ مشكلة نفسية ها ؟

من السخيف جداً أن تشخصن الموضوع, ولكن أنا مضطر أن أجيب على هذا لأني أكتب موضوعاً عن السخافات. كلا عزيزي, طفولتي كانت جيدة نسبياً, لدي علاقة جيدة مع والدي وهو يعلم بإلحادي, لا يمكنني أن أتكلم عن بقية الملحدين, ولكن أنا شبه متأكد بأن هذا ليس سبباً يمكنك أن تطبقه على أغلبيتهم.

القول 10 : هل قرأت القرأن وتدبرت في أياته ؟

كلا .. وما هذا ؟ أرجس من عمل الشيطان ؟ عن ماذا يتحدث ؟ هل هو من الدين الجديد ؟ عزيزي المؤمن.. كوني ملحد لا يعني أنني من كفار قريش. وفي الحقيقة أنا ومعظم الملحدين نعلم أموراً شتى عن القرأن لا يعرفها المسلم العادي. لدي 3 أسئلة لك, السؤال الأول : هل قرأت أنت القرأن وتدبرت فيه ؟ هل قرأت كتاباً مقدساً لإحدى الديانات الهندية ؟ هل قرأت كتاباً إلحادياً ؟

القول 11 : سأدعوا الله أن يهديك (أو بالمختصر : الله يهديك)

شكراً, أنا أقدر إهتمامك لأجلي ولمصلحتي (من منظورك الشخصي) ولكن بصراحة لن تغير شيئاً .. وأرجوك إن رأيتني يوماً ما في موقف عصيب , لا تدعو الله أن ينجيني, حاول أن تساعدني بطريقة ما غير هذه, على سبيل المثال, لو رأيتني مريضاً يوماً ما, وجلبت لي بعض الأدوية سأكون ممتناً جداً, ولكن إن بدأت بالدعاء لي, فلن أكون ممتناً بنفس القدر. ومرة ثانية, شكراً.

القول 12 : أنت تعبد الشيطان

في الحقيقة, هذا ما قاله لي أحد زملائي بعد أن علم بإلحادي. لم أجبه بأي شيء, ولكن نظرة إليه بنظرة إستصغار… نعم نظرتي إليه كانت أمر خاطئ, ولكن حين أقول لشخص ما أني لا أؤمن بوجود الله ويرد علي بإني أعبد الشيطان, فما هو الرد المناسب له يا ترى ؟

القول 13 : أنت لست متأكداً 100% من عدم وجود الله , إنت لا أدري وليس ملحد

بالطبع أنا لست متأكد 100% من عدم وجود الله, ولكني أميل الى التصديق نحو عدم وجود الإله, لدي تفسيراتي العلمية لكل عمل يشار إليه من فعل الله, لدي تفسراتي الفلسفية التي تنقض وجود الإله ذو الصفات المطلقة, لدي حججي التي تنقض وجود الإله الإسلامي, ولكن بعد كل هذا فإن التصديق بشيء بنسبة 100% لا يضع مجالاً للحوار وتقبل الرأي الأخر, المنطق العلمي أساساً موضوع على مبدأ التشكك ولكنه يصدق بالنظرية النسبية لإينشتاين.

أمر أخر, ليس من حقك أن تضع وسماً علي.. أنا من يضع وسماً على نفسي, ولقد وضعت الوسم : ملحد , وليس : لا أدري.

القول 14 : الإلحاد ديانة.

الشخص الأصلع ليس لديه شعر بني ولا أشقر ولا حتى أسود. وإن قطعت التيار الكهربائي فلن يستقبل تلفازك قناة “إقرأ” ولا قناة “الحياة”.

القول 15 : هل بإمكانك أن تأتي بأية من مثل القرأن ؟

ما هو المميز بالنسبة للقرأن ؟ البلاغة ؟ شعر المتنبي أكثر بلاغة وأشد وصفاً وهناك الكثير من الشعراء الأخرين.. الإعجاز العلمي ؟ بإمكانك أن تجد الإعجاز العلمي في أي كتاب يتكلم بهذه الصورة اللغوية المرنة التي تقبل الكثير من التفسيرات, وقد قام أحد الملحدين (ساخراً) بإيجاد بعض الإعجازات العلمية في كتاب مقدس للديانة الهندوسة وهي أقدم حتى من الإسلام بإمكانك أن تجد المقطع في اليوتيوب وتناقش صاحب القناة. ثم أن تصورك حول عظمة القرأن هو مجرد إعجاب شخصي له أدلجة سابقة, فأنا بصراحة معجب بفرقة the Beatles الإنكليزية .. وأتحدى أي فرقة من هذا العصر أن تأتي لتكتب وتغني مثل the Beatles من غير الممكن !!

ولكن ماذا لو ترجمنا أغنية البتلز all you need is love الى العربية ؟؟ بصراحة سوف تفقد جماليتها وبالإمكان أن تغلبها أي أغنية .. لأن الإغنية ظاهرة صوتية .. وكذا القرأن, فلتطلع على النسخة الإنجليزية منه ولتقارنها مع الأدب الأنكليزي وستجد أن الأدب الأنكليزي أعظم جداً منها, وربما لو قرأت أية من القرأن باللغة الإنجليزية ولم تكن قد قرأتها مسبقاً, سوف تجد أنها مجرد نص أدبي .

بصراحة وبدون إستخدام حبيبنا جميعاً (جوجل) هناك من بين الأيات التالية نصاً ليس من القرأن هل يمكنك أن تجده ؟

And for the people who argue, tell them god knows what you don’t know

And for those who disbelieved in their Lord is the punishment of Hell, and wretched is the destination.

Does He who created not know, while He is the Subtle, the Acquainted?

It is He who has produced you and made for you hearing and vision and hearts; little are you grateful

all of them will yet be brought present before Us

And the moon – We have determined for it phases, until it returns [appearing] like the old date stalk.

And no sign comes to them from the signs of their Lord except that they are from it turning away.

And that you worship [only] Me? This is a straight path.

وشكراً لكم