ما هو مستقبل الالحاد ؟

هذا المقال منقول عن مدونة بن باز «نبضات بن باز: عقلانية انسانية متحررة»

(ملحوظة: يتم استخدام كلمة الالحاد كمرادف لاي توجه مخالف للدين)

قرأت بالامس هذه المقالة عن مستقبل الالحاد ويعتقد هذا الكاتب ان التشدد عند بعض الملحدين يؤدي الى نتائج معاكسة لاهدافهم.
يقول “لو ان الملحدين يعتقدون ان العالم سيكون عالما افضل بدون دين اذا يجب عليهم ان لا يكرهو الدين وان لا ينعتوا المؤمنين بالحمقى. ان اي نظام اعتقادي جديد يجب ان يقدر جمال النظام القديم الذي سيحل محله وان يسعوا الى التوافق معه.”

انني اتفق معه في هذه النقطة. اننا لن نحقق النجاح ( في اقناع الاخرين بانه لا يوجد سبب للاقتناع بالدين) الا اذا استطعنا توفير بدائل لما يريدونه من الدين. ولو ارادوا توضيحات وتفسيرات يجب علينا تقديم توضيحات منطقية وصادقة حتى وان قلت لا اعلم. لو ارادوا مجتمعا يجب ان نوفره وان ارادوا طقوس يجب ان يكون لدينا مميزات متاحه لهم.

الى هنا وبدات المقاله تختلف معي .. يستسرد ويقول ” وانا اقول للملحدين المجاهرين بالالحاد وليس اولئك الملحدين الذين مازالوا يمارسون طقوسهم الدينية، هل تعتقدون ان اغلب البشرية:
1- يائسة ومستعدة لقتل بعضها البعض من اجل تعاليمهم الدينية؟
ام
2- قادرة على الاستفادة من الاراء المختلفة؟”

مغالطة اليس كذلك؟ في الحقيقة يمكنك ان تؤمن بالشيئين او لا واحد منهم ، في الحقيقة انا اعتقد ان الايمان يضعنا في خطر ونحن نعلم مدى استعداد كثير من الناس لفعل افعال خطره لمجرد ارضاء الههم وفي نفس الوقت انا اعتقد ان اغلب البشرية غير مستعد للعيش بدون اله … ليس بعد..

يكمل الكاتب حديثه ويقول “انني اعتقد ان الملحدين الغير المجاهرين الذين مازالوا يشاركون في الطقوس الدينية هم مستقبل الالحاد انهم يعلمون ان الصلاه تشعرهم بالراحه بدون ان يكون هناك دليل علمي عليها، انهم يعلمون انك لست بحاجه الى اله لتطعم الفقير وتعالج المريض وتوفر مساكن للمساكين. ماذا لو انهم توقفوا عن ترديد الكلمات التي لا يوافقون عليها خلال الخدمات الدينية بدون ان يلفتوا اليهم الانتباه ؟ في كثير من الاماكن اعتقد انهم لن يطردوا او سيعاقبوا على ذلك !”

ربما فعلا لن يتم طردهم، لكن بالنسبة الى الكثير من الملحدين الهدف ليس هو ان تشعر بالراحه او ترضي جميع الناس. ان الهدف هو غرس التفكير العقلاني في الناس، وكم هو سخيف ان تعتمد على الخرافة لتوجيه حياتهم، وهذا بالتاكيد لن يحدث طالما انهم صامتون اثناء قيام المؤمنين بطقوسهم الدينية، في الحقيقة ان هذه الفكره مثيرة للسخرية!

ان ما وصل اليهم المدافعون عن حقوق المثليين لم يصلوا الى ماوصلوا اليه اليوم بالصمت !
انني لا اتفق ابدا مع هذا القول بان الملحدين الصامتون هم مستقبل الالحاد. ان مستقبل الالحاد يكمن في اولئك الملحدون ذوي الصوت المسموع الذين لا يخافون. الذين يصوتون ويحتجون ويكونون يد واحده عندما يسمعون عن محاوله اقصاء اي طائفة غير مؤمنه اخرى.
لا اقصد بذلك انهم سيكونون وقحين. لكن سيقولون انهم لا يؤمنون بالله او الاديان بدون خوف. بالتاكيد سيكون هناك مجموعة ملحدين ليس لديهم سوى السخريه من الدين واحتقار المتدينين واعتقد انهم لن يكونو اغلبية ابدا في القريب العاجل.

انا متفائل انه في خلال عقد او نحوه سيكون من الطبيعي لكل واحد ان يقابل ملحدا بشكل شخصي وان يسمع من ان لاخر على اعلان شخص ومجاهرته بالحاده. هذا لا يعني ان الملحدين سيكون لهم شعبية بسهوله او ان يثق فيهم الناس.. لكنها ستكون البدايه ..

تقول جماعات المثليين في العالم المتحضر ” get out of the closet ” اي ” اخرجوا من الخزانة”

بن باز