الأثار التدميرية للأديان الابراهيمية, الاسلام نموذجا: الجزء الثالث خطر الايمان بالاعجاز العلمي

الأثار التدميرية للأديان الابراهيمية, الاسلام نموذجا: الجزء الثالث خطر الايمان بالاعجاز العلمي
متابعة لسلسلة المقالات التي كنت قد بدأٌت بها و المعنونة ب “الاثار التدميرية للاديان الابراهيمية الاسلام نموذجا”

سوف اتكلم في هذا الجزء عن مشكلة بالغة الاهمية الا و هي مشكلة الاعجاز العلمي الذي يزعم المسلمون وجوده في قرانهم و سنة نبيهم و لكن قبل ان ابدأ بالحديث عن الاعجاز العلمي الاسلامي يجدر بي اولا الاشارة الى ان المسلمين هم ليسوا الوحيدين الذين ابتدعوا فكرة وجود اعجاز علمي في كتابهم المقدس فقد قال بذلك الهندوس ايضا و هناك جماعة من الهندوس على ما اعتقد تقول ان كل ما تم اكتشافه اليوم من معارف حديثة ما هو الا اعادة احياء و اعادة اكتشاف لما هو مكتوب بالفيدا ( الكتاب الهندوسي المقدس) و على ما اعتقد ان الهندوس كانت لهم الاسبقية على المسلمين في ادعاء وجود اعجاز علمي في كتابهم المقدس ، و قد تبع المسيحيون المسلمين في فكرة الاعجاز العلمي فادعوا وجود اعجاز علمي في كتابهم المقدس

في الواقع ان كتب الاعجاز العلمي تغرق مكتباتنا و هناك اقبال واسع جدا عليها من طرف المسلمين مع كل الاسف ، ان الاعجاز العلمي يمثل مثالا صارخا و واضحا كل الوضوح ل “بزنسة الاديان ” و حيث اننا نتحدث عن الاسلام في هذه السلسلة من المقالات كونه دين غالبية سكان منطقتنا العربية و كونه الطاعون و الوباء الاكبر الذي حل على منطقتنا منذ 1450 سنة و نيف سوف نستبدل عبارة “بزنسة الاديان ” ب “بزنسة الاسلام” و في الحقيقة ليس هناك تفسير لسبب ادعاء الاخوة المسيحيين لوجود اعجاز علمي في كتابهم المقدس اسوة بادعاء الاخوة المسلمين وجود اعجاز علمي في قرانهم افضل من القول بان الاعجاز العلمي اصبح تجارة مربحة جدا ، فتاجر الاعجاز العلمي يبيع لمرتاديه الوهم و يجني في المقابل اموالا طائلة و كما اشرت سابقا الى ان نظرة واحدة في بعض مكتباتنا و مجتمعاتنا العربية تكفي كدليل على صحة كلامي عن رواج تجارة الوهم تلك ، و بالطبع فان اتباع الاديان يسعون دائما الى جلب المزيد من الاتباع لدينهم حتى و لو كان ذلك يتحقق عن طريق الكذب ، و لكن تجار الاعجاز العلمي لكثرة اعتيادهم على الكذب فقد صدقوه في النهاية

من الامثلة على المواقع المسيحية التي تحاول اقناع المسيحيين البسطاء بوجود اعجاز علمي في كتابهم المقدس هو الموقع التالي
http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Science-and-the-Holy-Bible/Bible-n-Science-00-Index.html
اما بالنسبة للمواقع الاسلامية المتخصصة في الاعجاز العلمي عند الاخوة المسلمين فهي اكثر من ان تعد و تحصى

في الحقيقة كثيرا ما الاحظ ان العديد من الاخوة المسلمين يلجأ الى الاعجاز العلمي مدفوعا برغبة جارفة في تصديق هذا الوهم و يقوم بهذا ليجنب نفسه عناء التفكير بدينه تفكيرا جادا، هو يلجا الى هذا حتى لا ينهار امامه جدار المقدس و هيبته و حتى لا يتعب نفسه في تشريح دينه و البحث الدقيق فيه، و الاهم من ذلك كله انه يخاف من ان يصل الى نتيجة انه اضاع سنينا كثيرة غارقا في وهم دينه بانيا حياته كلها على وهم واعدا و ممنيا و مصبرا نفسه عن اشياء كثيرة لينال جنة الشهوة التي وعده دينه بها

هنا اود الحديث عن الامر الاهم في هذه المقالة الا و هو المشاكل و المخاطر التي يسببها الايمان بوجود اعجاز علمي في اي دين من الاديان ، في الواقع فان اول مشكلة تظهر امامنا واضحة تمام الوضوح و نستطيع لشدة وضوحها ان نشير اليها و الى اثارها التدميرية بالبنان و ننظر اليها و هي تكبر و تتفاقم مع كل دجال يظهر و يدعي اعجازا علميا جديدا ان هذه المشكلة هي ان الاعجاز العلمي و بحث المسلمين المستمر فيه الهاهم عن البحث في العلم الحقيقي و هو العلم القائم على التجربة ذلك العلم الذي يعزى له كل تقدم تكنولوجي و كل تقدم في فهم كوننا العظيم حققناه و كل خطوة مشيناها في طريق تقدمنا الحضاري كاخر البشريين الباقين ، الغرب يبحث و يتقدم و يتطور و يكتشف و ينفق اموالا طائلة في هذا ليأتي بعد كل هذا رجل دين مسلم يدعي بكل بساطة ان الهه اخبره بهذا الاكتشاف منذ 1400 سنة في كتابه المقدس ، و لكن السؤال هنا هو لماذا ايها المسلمين لم يسعفكم كتابكم المقدس و كل العلم الذي تدعون انه يحويه ان تكتشفوا للبشرية اكتشافا واحدا ؟ لماذا لم يسعفكم العلم الذي تدعون وجوده في قرانكم ان تكتشفوا دواء واحدا للامراض العديدة التي تفتك بكم ؟ لماذا دائما تنتظرون الغرب الذي تصفونه بالكافر ليكتشف هو اولا ثم تدعون فيما اكتشفه الغرب اعجازا علميا موجودا في كتابكم؟ من حقي ان اسال لماذا لم يمشي الامر و لو لمرة واحدة في الاتجاه المعاكس

من ابرز المشاكل التي تنتج جراء الايمان بالاعجاز العلمي هو ذوبان و تلاشي الحاجز الفاصل بين العلم و الدين حيث يصبح اتباع ذلك الدين لا يفرقون بين العلم الحقيقي و الوهم الذي يحبون ان يظنوه عن كتابهم و هو ان فيه اعجازا علميا. ( طبعا و كما يعلم الجميع ان المسلمين فضلا عن ادعائهم وجود اعجاز علمي في قرانهم فهم يدعون ذلك ايضا في سنة نبيهم). للتدليل على ما ذكرته اذكر اني فوجئت ذات يوم بصديق لي يخبرني بان الذي يحدد شبه الجنين لوالديه هو اي ماء يعلو الاخر ماء الرجل ام ماء المرأة طبقا لحديث محمد حيث ورد في صحيح مسلم قوله “وهل يكون الشبه إلا من قِبَلِ ذلك، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه”و لكن اشد ما لفت انتباهي في كلام صديقي هو قوله لي في النهاية انه يتكلم معي كلام العلم عندها قلت له انت تتكلم معي خرافات القرن السابع الميلادي و لا علاقة بين العلم و بين هذا الحديث من قريب او من بعيد و ان الشبه يورث عن طريق الجينات

ان من اشد المخاطر الناتجة من ادعاء احد الدجالين اعجازا علميا هو ان هذا الاعجاز قد يكلف الايمان به و اتباعه حياة متبعيه . نعم انه يؤدي احيانا الى الوفاة . و للتدليل على ذلك اورد مثالا و هو اعجاز ادعاه دجال الاعجاز العلمي الاكبر زغلول النجار وهو ان بول الابل يشفي من الامراض و ذلك بسبب وجود حديث في صحيح البخاري يقول

عن أنس رضي الله عنه : { أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ يَعْنِي الابِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الإبلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ }

رواه كلٌّ من : البخاري ( 1 / 69 و 382 – 2 / 251 – 3 / 119 – 4 / 58 و 299 ) و هنا قد يجادل بعض الاخوة المسلمين بالقول ان بعض الادوية تستخدم فيها منتجات من البول و للرد عليهم اقول ان كلامهم صحيح ولكن يتم معالجة البول في المختبرات و بالعديد من الاجهزة لاستخلاص بعض المواد المفيدة من بين المواد الكثيرة الضارة، و لكن مدعي الاعجاز يقولون بشرب بول الابل من الابل مباشرة اي كما امر نبيكم بالحديث . ان شرب ابوال الابل يؤدي الى فشل كبدي و كلوي حاد . احيل القارىء الكريم لمشاهدة هذه المقابلة مع اطباء للرد على ما قاله الدجال زغلول النجار بان بول الابل يشفي من امراض عديدة و انه تم انشاء مشفى متخصص للعلاج ببول الابل بمرسى مطروح في مصر

هنا يجدر بي التنويه الى ان مدعي الاعجاز العلمي دائما ما يقولون ثبت علميا و لكنهم لا يقولون ابدا في اي جامعة و اي بحث و اسم العالم الذي اكتشف ما يدعوه، اي انهم لا يعطون اي مصادر لكلامهم فهم فقط يقولون ثبت علميا و كأن هذه الكلمة بدون مصدر تجعلهم صادقين

ان تصديق الناس بالاعجاز العلمي يزيد من سيطرة رجال الدين على حياتنا و بالتالي يزيد من تخلفنا ، و الاعجاز العلمي كما اشرت سابقا يزيد من الهوة العلمية التي تفصلنا عن الغرب و حضارته فانشغال المسلمين في البحث في الاعجاز مضى بهم قرونا الى الوراء جعلهم يبحثون في الكتب العتيقة علهم يهربون من واقعهم المتخلف و لكن هذا و كما هو واضح لم يزد الطين الا بلة . و الاعجاز العلمي هو عملية نصب على البسطاء الذين يشترون كتب لاعجاز على حساب قوت يومهم و من اموالهم التي يتعبون في جنيها لتذهب في النهاية الى دجال و يبني قصرا بسببها

ان المعارف التي وردت في القران ليست اعجازا بتاتا بل هي معارف كانت متوافرة لاغلب الناس وقتها ان لم نقل للجميع و قد انتقلت هذه المعارف الى محمد عن طريق التجار فضلا عن ان كثيرا مما ورد في القران موجود في الكتاب المقدس عند المسيحيين و اليهود و البعض الاخر مما ورد في القران كان نتيجة ملاحظة محمد المباشرة للاشياء ككلامه عن الجنين فقد كان معروفا لدى الاغريق قبل مجيء القران بمئات السنين و نجده في كتاب الطبيب الاغريقي جالينوس “جوامع المني” فضلا عن ورود تشابه كبير بين ما ورد في القران عن مراحل خلق الجنين و بين ما ورد في الكتاب المقدس في سفر ايوب فضلا عن امكانية ملاحظة محمد المباشرة لامرأة اجهضت جنينها او حيوان اجهض

للاستزادة شاهد الاتي
حلقة برنامج سؤال جريء “مراحل خلق الجنين بين العلم و القران الجزء الاول”

حلقة برنامج سؤال جريء “مراحل خلق الجنين بين العلم و القران الجزء الثاني”

في الحقيقة ان القران مليء بالاخطاء العلمية كغيره من الكتب المقدسة فهذه الكتب كما قلت هي بنت بيئتها و اي كلام عن وجود اعجاز علمي في احدها هو كلام مجاف للحقيقة يتحدث به دجال او مضلل ، و كمثال بسيط عن الاخطاء العلمية الواردة في القران هو ما جاء في القران حيث قال “وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ” ان اي شخص يقول هذا هو شخص لا يعرف عن جيومترية الكون شيئا، فهو يقارن بين حجم الارض و حجم الكون ! هذا خطأ علمي كبير جدا .

في الحقيقة ان القران و الحديث مليئان بالاخطاء العلمية كتباهي اله الاسلام انه رفع السماء بدون عمد نراها و لكنه للاسف لا يعرف شيئا عن الجاذبية! . و حتى لا اطيل عليكم اكثر من ذلك سأختم موجها كلامي الى كل مدعي الاعجاز العلمي و كل من يصدقهم ناصحا اياهم ان يبعدوا دينهم عن العلم لان اي خرافة تقترب من العلم ستحترق عاجلا ام اجلا و حتى نستطيع ان نلحق بركب العلم و الحضارة ارجوكم ابعدوا اديانكم عن العلم .