كلمة الصدفة، هذه الكلمة العجيبة الغريبة التي دوما يكون لها مكان مرموق في أي حوار أو جدال أو لنقُـل “تراشق” ديني إلحادي بالكلمات. ما هو السر الذي يجعلها نوع من التصغير والتقليل من قيمة أي موقف يقبلها ولماذا دوما يفشل المؤمنون بها والمقدّسين لها في إثبات موقفهم؟
حتى أكون أكثر وضوحاً يجب أن أشرح ما أعنيه بالـ “مؤمنون بالصدفة” والذين “يقدسونها”. فمن خلال حواراتي الكثيرة مع المؤمنين يكون دوما من يطرح هذه الكلمة السحرية هو المؤمن وليس الملحد ويتهم الملحد بأنه يؤمن بها ويقبلها كسبب وعلة لوجود أي شيء على شاكلة:
- أنت ترفض وجود الله فهل وجودك صدفة؟
- عدم إيمانك بوجود مسبب للكون يعود لكونك تؤمن بأن الصدفة هي التي خلقته.
- أنتم أناس ملحدون تؤمنون بالصدفة التي خلقت كل شيء.
وجب التوضيح هنا أن المؤمن بالصدفة هو في الواقع المؤمن بالأديان الذي لا يكتفي عند إيمانه بأن كلمة الله هي الإجابة الوحيدة على أي سؤال يرتبط بالنشأة والوجود بل أن جهله بموقف وأسباب من يرفض الأديان من الملحدين ( بل وحتى من يؤمنون بآلهة أخرى ) يجعله وعلى غرار استخدام كلمة” الله” كسدادة تملأ فراغ أي سؤال حول النشأة والأصل يستخدم كلمة الصدفة لمليء أي فراغ في فهمه لموقف من لا يشاركه الإيمان بهذا الإله. بينما الواقع أن معظم الملحدين يرفضون مبدأ الصدفة وغياب الأسباب والقوى السحرية التي تحول دون وجود تفسير فعلي لأي حدث. أي أنه في الواقع يقوم المؤمن باتهام الملحد بأنه يتخذ موقفا معاكسا تماما لموقفه الحقيقي في مثال على استخدام محاججة رجل القش التي يقوم بها المحاور ببناء صورة للخصم تكون مخالفة للواقع وينتصر عليها بالمحاججة، ولكن لماذا يفعل المؤمن ذلك؟
بقلم: الغراب الحكيم
منشورات ذات شعبية