مقتطف من حديث نيل ديغراس تايسون في مؤتمر “Amazing Meeting” السادس في لاس فيغاس الولايات المتحدة الأمريكية بين 19 و22 من شهر 6 عام 2008
هذه هي تجليات التصميم الذكي. أنا متأكد أنكم تتابعون الأخبار، إنها ليست كأي قصة عابرة بل إنها توسعت لتؤثر على الإعلانات التجارية ايضًا، فمثلا في عام 2004 كان هناك إعلان لسيارات الدفع الرباعي SUV يقول (في عالم سيارات الطرق الوعرة “SUV”. البقاء يكون للأصلح). لكن بعد أن اشتهرت قصة التصميم الذكي وازداد نفوذها تغير الإعلان نفسه في عام 2005 إلى (ميزات هذه الـ “SUV” لا تقل عن كونها معجزة)! … فهي اثرت حتى على الإعلانات والدعايات التجارية.
أعتقد أن التصميم الذكي يفهم بطريقة خاطئة وأرى إن له تاريخ منفر. فلو عدنا بالزمن الى الوراء الى عالم اغريقي مبدع معروف وكان رجل العصر انذاك بين علماء فهم الكون يدعى بتوليمي (Ptolemy) عام 150 م , كتب هذا العالم كتابه Almagest (كلمة عربية تعني العظيم وهو كتاب حفظه العرب بينما كانت أوروبا في عصور الظلام)
والذي يعد نقطة علام وملخص للنظرة المركزية القديمة للأرض والكون. حيث قال فيه في وصف عدم فهمه للحركة الإلتفافية الظاهرية للكواكب:
((عندما أتتبع في دواعي سروري إلتفافات الأجسام السماوية ذهابا وايابا لم اعد الأمس الأرض بأقدامي، بل كنت أقف في حضرة زيوس نفسه، واحصل على إشباعي من طعام الآلهة)). هنا بتوليمي انقاد إلى التعبير بطريقة شعرية لمواجهة عدم فهمه لعمل الكواكب وحركتها. هذا تصميم ذكي، هو نسب وعزى الى زيوس مايجري على الرغم من عدم فهمه له.
عالم أخر مبدع هو غاليليو (Galileo ) سنة 1615 م, لم يكتب غاليليو بنفس طريقة بتوليمي , فقد كان أكثر صراحة بالتعبير عن جهله , حيث كان جاهلا بنظام الكون ولم يفهم عملية سير الكواكب قد عبر عن ذلك في كتابه (Inquisition) فكلما جاء المريخ قريبا منا فأنه يجذبنا ويأخذنا عن مسار مدارنا الاصلي, وكلما اقترب المشتري فأنه يؤثر في المريخ الذي يؤثر بنا أيضا , ليكون لديك هذا النظام المعقد للغاية الذي بقي معقدا جدا حتى في زمن إسحاق نيوتن الذي كان عارفا وفاهما بما يكفي ليقول أننا لو استمرينا بهذه الشكل فستصبح الكواكب غير مستقرة وتتبعثر , لكن هذا لم يحدث والنظام مازال قائما على ماهو عليه …ولكنه كان يعرف أن معادلته تعمل وصحيحة مع أي جسمين. إذن كيف تعامل نيوتن مع هذه المشكلة؟
منشورات ذات شعبية