بعد ظهور الحقائق العلميّة في علم الأجنّة وبما لا يدع مجالًا للشّك، وتقبّل الأوساط العلميّة لها، فقد خلق ذلك حرجً كبيرًا لدى الأوساط الدينيّة، حيث كان ذلك مخالفًا لما ورد في نصوص كتبهم، ما يكشف عن جهل ما ورد عن علم الأجنّة في تلك الكتب الدينيّة.
لكن المؤمنين لم تكن لديهم الجرأة الكافية للاعتراف بالأخطاء العلميّة التي وقعت فيها كتبهم، فعندما صُدم المؤمنون بالحقائق العلمية واجهوها في البداية بالإنكار والتّكذيب وطمس الحقائق، لكن تلك المحاولات لم تجد نفعًا، ولم تثنِ العلم عن البوح بما توصّل إليه، فقد سطعت العلوم، وسيطرت على المدارس والكتب والإذاعات المسموعة والمرئية وشبكة (الانترنت)، حتّى أصبحت واقعًا لا مفرّ منه، وبات إنكارها من الحماقة والجهل. ومن هنا فقد أصبح المؤمن بين المطرقة والسّندان، فإمّا أن يكذّب الحقائق العلمية فيضحك النّاس عليه، أو يكذِب الدّين فيكفر!
وهذا الصّراع الذي يدور في نفس المؤمن، صراعٌ بين العقل والعاطفة، وقد أصبح في حيرةٍ من أمره، ينتظر أيّ قولٍ يُوفّق بين العلم والدّين؛ حتّى يريح ضميره.
لاحظ بعض المرتزقة تلك الظّروف النّفسية التي يمرّ بها المؤمن بسبب التّضارب بين العلم والدّين، فاستغلّوها وخرجوا لنا بفلسفاتٍ عجيبةٍ غريبة، وبمغالطاتٍ وأكاذيب أحيانًا، فتارةً يأتون بأكاذيب علمية، كقولهم إنّ العلم قد اكتشف أنّ للقلب عقلًا، أو يقولون إنّ (ناسا) قالت إنّ القمر قد انشقّ نصفين…إلخ، أو يقومون بوضع معانٍ جديدةٍ للكلمات، فعلى سبيل المثال: كلمة (علقة) تعني في اللّغة الدّم الجامد، فوضعوا لها معنىً جديدًا، وقالوا إنّها تعني دودة العلق، أو بالمغالطات، مثال على ذلك: عندما يتكلّم القرآن، ويقول: (يكوّر اللّيل على النّهار) يقولون إنّ القرآن قال إنّ الأرض كرويّة، لكن ما نشاهده في الآية أنّ الّذي وقع عليه فعل التّكوير هو اللّيل، أي يدور كما تكور العمامة، أي إنّ اللّيل يدور على الأرض.
جاء ما يُسمّى بالإعجاز العلمي؛ ليحاول ترقيع تلك الفضائح العلمية التي ذُكرت في القرآن والسّنة، فأينما وجدت كلمة (إعجاز علمي) في القرآن أو في السّنة، إذهبْ إلى تفسير الآية في كتب التّفسير، أو شرح الحديث لرجال الدّين قبل اكتشاف العلم، ستجد أنّ هناك فضيحةً علميةً في الحقيقة، فأصحاب الإعجاز العلمي لا يشرحون مفهومًا من الآية أو من الحديث، بل يضعون مفهومًا جديدًا لهما بناءً على ما اكتشفه العلم الحديث، ويُقحمون ذلك المفهوم على الآية بطريقةٍ غير مقبولة، ويحمّلونها ما لا تحتمل.
منشورات ذات شعبية