قال ذلك الاعرابي: (البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير؛ فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج أفلا يدل ذلك على الحكيم الخبير؟!).
انه فكر يعتمد على لصق كل ما لانستطيع تفسيره بالله. ولكن هذه المقوله تفترض اننا نعرف كل شيء على فيزياء الكون، وهو العلم الذي يكتشف كل يوم شيئا جديدا، قربما نكتشف يوما ما ان هذا الكون ليس مصقولا على الاطلاق!
هناك احتماليه اخرى وهي تواجد عدة اكوان اخرى متفرقة او مجتمعة كلها في كون واحد. ربما يكون لكل كون منها ثوابته الخاصه، فلو افترضنا ان هناك اكوان كثيرة اذا فالصدفة قد تلعب دورها هنا في ان يكون هناك كون واحد على الاقل قادر على انتاج الحياه.
والان دعنا ننظر الى تعريف كلمه الله : ” ابدي، العليم، القوي، الودود”. اذا هل بامكان الله ان ينحرف قليلا عن هذه الصفات ؟ مع اننا نعلم ان هناك تباينا حديا بسيطا في ثوابت الكون “المصقول”. ومع ذلك فانه ليس هناك تباين حدي في صفات ذلك الاله التقليدي، منطقيا هذا يقودنا الى عدم تصديق وجود اله في الكون.
وايضا يحق لنا ان نسأل من الذي صقل الله ؟
لو ان هذا الكون قد خلق خصيصا من اجل البشر، فان حجمه الهائل هذا وكل تلك السنين التي مرت قبل ظهور الانسان كانت بلا معنى! وهذا ما لايجب ان يظهر من ذلك الاله !
4- صقل الارض:
بعض المتدينون يقولون “ان الارض موضوعة في مكانها الامثل في النظام الشمسي ( ليست باردة جدا ولا حاره جدا) وبالتالي تقبل الحياة، وايضا فان العناصر على الارض ( الكربون، الاوكسيجين) ايضا في نسبها السليمة. ويقولون ان هذا لا يمكن ان يحدث بالصدفة وبالتالي لا بد من وجود اله وضع الارض في مكانها الصحيح ووضع هذه العناصر الكيميائية.”
ان هذا تكرار لتفسير كل شيء غامض بكلمه الله. هذا الكلام كان ليكون صحيحا لو ان الارض هي الكوكب الوحيد في الكون كله. وبالتالي ستكون علامه واضحة.
لكن المتدينون هم اول الناس معرفة ان هناك الملايين من الكواكب في الكون وبالتالي فانه بالصدفة احد تلك الكواكب تيسر له الظروف المناسبه لانتاج الحياة.
بامكانكم ان تتخيلوا مخلوقات فضائية وردية اللون ولها اربع عيون وتتنفس ثاني اكسيد الكربون على كوكب اخر تؤمن ان كوكبها مصقول وان الله هو من صقله !
على المؤمنين واجب صعب وهو محاوله اثبات الله بطريقة علمية بدلا من مقولات ذلك الاعرابي القح.
بن باز
منشورات ذات شعبية