الأثار التدميرية للأديان الابراهيمية, الاسلام نموذجا: الجزء الثاني الاسلام و نشر الخرافة

استكمالا لسلسلة المقالات التي قد بدات بها و المعنونة ب “الاثار التدميرية للاديان الابراهيمية الاسلام نموذجا” سوف اتحدث الان عن دور الاديان الابراهيمية عامة و الاسلام خاصة في نشر الخرافة و ابعادنا عن طريقة التفكير السليمة و اثر ذلك في تدمير مجتمعاتنا فكريا و علميا و اجتماعيا

في الحقيقة ان اول ما يخطر على بالي عند الحديث عن الخرافات الاسلامية المتغلغلة في المجتمع و التي تترك اثرا بالغ السوء بين الناس هو خرافة الحسد حيث جاء في القران “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ” _سورة الفلق الاية 5_ ان خرافة كالحسد قد تسببت في نشر العداوة و البغضاء بين كثير من الناس و قد يصل الامر في بعض الاحيان الى ان يتهم شخص شخصا اخر انه كان سببا بوفاة قريب له بسبب حسده و لكن كل ما في الامر ان الشخص الذي يظن نفسه محسودا يشعر تجاه من ظن انه يحسده بعدم الارتياح فاذا وقعت مصيبة لمن يظن نفسه محسودا يقوم بتفسير سبب حصولها بالحسد و ينسى كل المرات التي تقابل فيها الشخصان دون ان يحصل شيء ، حقيقة الامر ان الحسد يعطي الانسان فرصة ليبرر شعوره بعدم الارتياح تجاه شخص اخر و لكن كل ما يحصل من اشياء لا يخرج عن اطار الصدفة، و الناس تلجأ الى تفسير الاشياء التي تحصل معهم بالحسد عندما يعجزوا عن ايجاد اي تفسير اخر حينها تستسلم عقولهم لاسهل تفسير و هو التفسير القائم على الخرافة

و هنا تكمن مشكلة اساسية في طريقة تفكير المؤمن بشكل عام حيث ان المؤمن لا يمكن ان يقول انه لا يعرف و هذه المشكلة انما تنبع من فكرة الايمان الغيبي حيث ان المؤمن يؤمن بقوة فوق الطبيعة فعندما يعجز عن تفسير اي شيء يلجأ الى الهه زاعما انه التفسير لما حصل و لكن هنا يجب ان نطرح سؤالا في غاية الاهمية و هو “هل من الحكمة و العقل ان نلجا الى وجود الاله و نفسر كل ما نعجز عن فهمه انه نتاج فعله و هل هذا يعتبر تفسيرا ام انه يزيد مشكلتنا تعقيدا؟” و كرد على هذا السؤال اقول انه علينا قبل ان نعزو كل ما لا نعرفه الى اله ما يجب علينا اثبات وجوده و في الحقيقة فنحن لا نمتلك اي دليل على وجود اله _عدم امتلاكنا لدليل لا يعني عدم وجود الخالق بل يعني ان علينا ان نشك في وجوده_ و لكن هنا قد يحاجج بعض المؤمنين بالقول ان الكون و ما فيه من تعقيد يعتبر دليلا على وجود خالق حيث ان الكون بسبب تعقيده من وجهة نظرهم يستحيل ان ياتي بدون خالق و لكن و من وجهة نظري ان تعقيد الكون لا يعني الا انه معقدا و لا يدلنا اطلاقا على وجود خالق لان المؤمن يجب عليه بعد استخدامه لالهه كتفسير لوجود كون معقد ان يفسر لنا وجود الهه الذي في تعقيده يفوق الكون مرات و مرات فالمؤمن كل ما يفعله عندما يفسر الاشياء المعقدة بوجود الهه و انها من صنعه انما يكون قد نقل السؤال الى مستوى اعلى و زاده صعوبة هذا و نترك التفسير العلمي طبعا للفزيائيين اصحاب الاختصاص

ان المشكلة الكبيرة في الايمان الغيبي انها تعطي تفسيرا واحدا و هو وجود الله لجميع المسائل التي ما زالت البشرية لا تعرفها و هناك خطورة بالغة من كون وجود جواب دائما و هي ان وجوده يخلق عند الانساان حالة من الرضا تجاه القضية التي يجهلها فيأخذها كما هي و لا يحاول ان يبحث عن سببها العلمي الحقيقي، و تفسير الاشياء بوجود اله لا يمكن اختباره باي حال من الاحوال فان اردنا ان نحكم على قضية وجود الاله من وجهة النظر العلمية فوجود الاله لا يرقى الى ان يكون فرضية لان الفرضية في العلم يجب ان تكون قابلة للاختبار و هذا الشيء لا نجده البتة عندما نبحث في قضية وجود الاله من عدمه ، و الاديان بشكل عام تضع دائما حدا للاسئلة حيث يجب على السائل عند وصول ذلك الحد ان يتوقف عن طرح الاسئلة و هذا الامر يعود المؤمن على قبول الاشياء كما هي مما يجعل عقله خاملا و تتوقف عنده فضيلة السؤال

لا يمكنني ان اتكلم عن دور الدين الاسلامي في نشر الخرافة و تدمير طريقة التفكير في مجتمعاتنا دون ان اذكر المثال الاتي و هو انه من المعلوم ان الاسلام يوجد فيه صلاة تدعى بصلاة الاستسقاء و هي الصلاة التي يطلب فيها المسلمون من الههم ان ينزل عليهم المطر في ايام الجفاف و تاخر الامطار في الحقيقة كلما اتذكر هذه الصلاة اتذكر الفايكنج عندما كانوا يطلبون من الههم في الليل ان تطلع الشمس و عندما تشرق الشمس في وقتها الطبيعي يظنون ان الههم هو من فعل ذلك و لكن و لسوء حظ المسلمين فقد استطاعت وكالة ناسا ان تشارك المسلمين الههم و الهة المؤمنين بشكل عام في الحق الحصري لانزال المطر حيث قامت وكالة ناسا بعمل غيمة اصطناعية و جعلتها تمطر هذا و اكثر يمكن ان يفعله العلم و هذا و اكثر ما نخسره نتيجة عيشنا و ترك تفكيرنا اسيرا في عالم الغيب هذا المثال يوضح كيف يغدو الامر الصعب المستحيل قبل الاف السنين ممكنا اليوم و الفضل في ذلك يعود الى العلم و العلم وحده . كلما تقدم العلم كلما عرفنا اكثر فتراجع تاثير الله في حياتنا و اصبح ما كنا نظنه غيبا في الامس في متناول ايدينا و تحت سيطرتنا اليوم ، كلما تقدم العلم كلما حشر الله في الزاوية اكثر

مصدر ما فعلته ناسا من هنا

في ذكر خرافة اخرى بالغة الخطورة في الاسلام وهي خرافة وجود السحر حيث يقول القران “وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ”_ الفلق الاية 4_ في الواقع ان كل ما نشهده من عمليات نصب بدعوى اخراج الجن او ابطال السحر او فك العمل قد اسس له الاسلام و كان السبب فيه ، لقد اخذ محمد فكرة الجن من الاديان الاخرى و كان الهدف منها من وجهة نظري تخويف اتباعه و اعطاء تفسير لاشياء جهلها محمد حيث كان يعتقد محمند ان الشهب و النجوم هي رجوم للشياطين !!! حيث جاء في القران “وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ۖ ” _الملك 5_ و جاء ايضا “الَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) [الصافات: 10) و هو يتكلم هنا عن الجن .

خرافة اخرى و هي الروح و هي لا اساس علمي لوجودها على الاطلاق انما اخترعتها الاديان و الحضارات السابقة لايجاد تفسير للموت حيث اعتقدوا ان هناك شيء في الجسد عندما يخرج من الانسان يؤدي الى الموت و لكن الموت علميا هو انقطاع الدم و الاكسجين عن الدماغ و اليوم و بفضل العلم و التقدم الطبي الذي احرزته البشرية تمكنا من معرفة سبب الموت و تمكنا من منعه في كثير من الحالات بايجاد العلاجات المناسبة

في ختام هذه المقالة اقول ان هذه الخرافات ما هي الا امثلة فقط و ما زال يوجد الكثير لمن يرغب بالبحث . و لكن ما اردت قوله انه آن الاوان ان نتحرر من سطوة رجال الدين و نخرج من عالم الغيب الى الواقع حيث يمكننا تحقيق الكثير و اللحاق بركب الحضارة الذي مشى عنا اميالا و كان سبب رئيسي جدا في تخلفنا عنه هو الاديان التي حلت طاعونا فتاكا على منطقتنا . نحن لا ينقصنا شيء من ناحية القدرات العقلية فمنطقتنا تعج بمن يمتلكون قدرات عالية و لكن مشكلتنا ان اغلبهم يوجهونها الى المكان الخاطىء حيث يستغلونها في الدين بدلا من استثمارها في المجال العلمي حيث ان الكتب الدينية مع الاسف هي الكتب الاكثر مبيعا في عالمنا العربي، فلسوء وضعنا السياسي و الاقتصادي اصبح الناس يهربون الى الدين الذي يعدهم في الاوهام ليجدوا عزاءهم فيه وهم لا يعرفون انه هو سبب مشكلتنا.