الملحدون يبدأون إجراءات إطلاق أول فضائية لنشر أفكارهم

نقلًا عن الوطن بقلم إسراء طلعت
بدأ عدد من الملحدين المصريين والعرب التجهيز لإطلاق قناة تليفزيونية تمثلهم، باسم «العقل الحر»، من أجل نشر الفكر العلمانى، وأطلقت المجموعة القناة عبر موقع «يوتيوب»، من الولايات المتحدة لحين بثها على الأقمار الصناعية، من أمريكا، بعد الحصول على التراخيص اللازمة من الولايات المتحدة. وتبث القناة برامجها يومياً على «اليوتيوب» لمدة 8 ساعات يومياً باللغة العربية، و8 ساعات بالإنجليزية، فيما أكد القائمون عليها أن القناة التليفزيونية التى سيجرى إطلاقها ستعبر عن فكرهم بعيداً عن ضغوط الدولة، والدين، ولا تحمل أى أبعاد أو أهداف سياسية. وقال خلدون الغانمى، ملحد أردنى ومؤسس القناة، لـ«الوطن»، إنه تبنى إنشاء «العقل الحر» باعتبارها مشروعهم المقبل، لأن هناك العديد من العلمانيين الشرق أوسطيين الذين يرغبون فى إنشاء قناة تخص فكرهم بعيداً عن ضغط دولهم ورجال الدين، فى الوقت الذى يمتلك بعض رجال الدين قنوات تليفزيونية مسيسة لمصالحهم. وأضاف «خلدون» أن القناة تم تسجيلها وسيجرى إطلاقها على الأقمار الصناعية من أمريكا، لأنه من المستحيل إطلاقها من الدول العربية، للمطالبة بحقوق الأقليات المستضعفة والمضطهدة فى الشرق الأوسط، وعلى رأسهم الملحدون، وهناك مجموعة من الملحدين المؤسسين للقناة يقدمون بعض البرامج، على رأسهم أحمد حرقان، الملحد المصرى. وأشار «خلدون» إلى أن هناك برامج مختلفة تقدمها القناة الآن على «اليوتيوب»، منها ثلاثة برامج مباشرة أسبوعياً، مثل «بين العلم والخرافة»، ويُعده ويقدمه جورج بول، وهو دكتور مصرى ملحد، و«مساء العقل الحر» وهو حوارى يناقش قضايا دينية مفتوحة فى الأديان المختلفة، وبرنامج «التفسير الموضوعى للقرآن»، ويقدمه الملحد أحمد حرقان، ويناقش ما جاء فى القرآن من تناقضات ويستعرض تفسيرات الشيعة والسنة المختلفة له، ويسلط الضوء على بعض الأمثلة التى أسس لها القرآن كالعبودية وغيرها، حسب زعمه.[FirstQuote] وأضاف «خلدون»: «ننظر إلى القرآن على أساس أنه كتاب مثل باقى الكتب، وليس منزلاً من السماء، وهناك برنامج (قصة وفكرة) ويناقش كل ما جاء فى عهدى نوح وموسى، وما يسمى بـ(العهد العتيق)، وما يحمله من خرافات، وهناك برامج مسجلة مثل (كاميرا العقل الحر)، فكل برنامج له تخصصه ويناقش أفكار الأديان الإسلامية والمسيحية واليهودية، وما حوته من تناقضات». وتابع مؤسس القناة: «نسعى لإطلاق القناة على أحد الأقمار الصناعية، من أمريكا، ونبحث عن ممولين لها من رجال الأعمال والمؤسسات الكبرى التى تؤمن بفكرنا، لأنها تعتمد الآن على جهود ذاتية، ونأمل فى أن تبث برامجها من مصر، لكننا ننتظر الوقت المناسب، الذى يتقبل فيه المجتمع الفكرة، لأن هناك تخوفاً من ردود الفعل، بعد ما حدث لإسلام بحيرى، والهجوم الإعلامى على الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى». وأشار «خلدون» إلى أن هناك العديد من المؤسسات العلمانية فى بريطانيا وأمريكا تدعم القناة، ويذكرونها فى إعلامهم، ويمدونها بمواد وثائقية، متابعاً: «المجلس البريطانى للمسلمين السابقين تبرع بكل برامجه للقناة، لبثها على (العقل الحر) دون مقابل، لجذب أكبر عدد من الجمهور المشاهدين». وأوضح أن الجمهور المستهدف من قبَل القناة ليس الأصوليين من المتدينين، لأنهم وصلوا إلى مرحلة اللاعودة، والقناة تخاطب من يرى نفسه صاحب فكر وسطى يمكن استمالته وإقناعه. وكشف «خلدون» عن أن (حرقان)، الملحد المصرى، يتبنى حملة ترويجية للقناة عبر مواقع التواصل الاجتماعى حتى تصل إلى أكبر عدد من الجمهور والمتابعين والداعمين، ويعمل على جمع تمويل لها من المؤيدين، لإطلاقها على الأقمار الصناعية. من جانبه، قال أحمد حرقان، لـ«الوطن»، إنه يقدم حالياً برنامج «أليس كذلك» على القناة، يدافع فيه عن قضايا الملحدين التى تتجاهلها وسائل الإعلام الأخرى التى تناقش الإلحاد من وجهة نظر الأديان، وتنتصر لوجهة نظر واحدة، مضيفاً: «ندعم فكرة أن الإنسان عقيدتنا، لا الأديان، ونسعى لتحرير العقل من كل القيود التى تسيطر عليه، والقناة تسمح بهامش أكبر من الحرية فى مجال الفكر والفلسفة والأديان، ونشر الثقافة والحداثة فى الشرق الأوسط، وتدافع عن حرية الاعتقاد والرأى والتعبير، وكل القيم العلمانية التى يفتقدها المجتمع الشرقى». وأكد «حرقان» أنهم حتى الآن ينفقون على القناة من أموالهم الخاصة، ومعظم العاملين فيها لا يتقاضون رواتب مقابل عملهم، لكنهم يتطلعون لمساعدة الأصدقاء فى التبرع لدعم القناة والإنفاق عليها وإطلاقها بشكل دائم على الأقمار الصناعية، مشيراً إلى أنه أدى دوره فى تأسيس صفحة للقناة لجمع التبرعات والأموال لإطلاق «العقل الحر». وأوضح «حرقان» أن اختيار اسم القناة «free mind tv» أو تليفزيون العقل الحر، جاء لتشجيع المواطنين على التفكير والمناداة بإطلاق العقل فى التفكير بحرية تامة، بعيداً عن الأديان أو التقيد والالتزام بقواعد معينة وضعتها الأديان، فالقناة تدعو للتحرر فى الفكر والثقافة والحداثة بمنطقة الشرق الأوسط. وتابع «حرقان»: «لم نبث القناة من القاهرة، حتى الآن، خوفاً من الملاحقات الأمنية، وبعد إطلاق شباب الدعوة السلفية ما يسمى بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لتتبعنا فى أماكن تجمعاتنا بالقاهرة والإسكندرية، فى محاولة لردعنا وتهديدنا». واستطرد: «رجال الدعوة السلفية والأزهر والأوقاف يحمّلون بعضهم البعض سبب إلحادنا وتزايد أعدادنا ولم يكن لديهم الشجاعة لمواجهتنا والنقاش معنا لأنهم يخافون منا، ويعتبروننا شياطين نشككهم فى دينهم، كما أن ما حدث لإسلام البحيرى واتهامه بازدراء الأديان والحكم بسجنه 5 سنوات جعلنا ننتظر قليلاً حتى تهدأ الأوضاع بشكل يسمح لنا ببث القناة من القاهرة».