حياة محمد
La vie de Mahomet

 في السابع من يناير كانون ثاني 2015 ارتكب إرهابيان تابعان لتنظيم القاعدة مجزرة في مقر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة راح ضحيتها 12 قتيلًا و11 جريحًا، والدافع كان محاولة إسكات ومعاقبة من تجرأوا على رسم نبي الإسلام محمد، وعلى أنهم رسموه بشكل يهدف للسخرية والنقد. لم تكن تلك المجزرة أولى الاعتداءات على شارلي إيبدو، ولم تكن الأخيرة، ولكنها كانت الأكثر عنفًا وهمجية.

ورغم أن الجريمة وقعت في عقر دار بلد حرية التعبير؛ فرنسا، فإن مرتكبيها كانوا مسلمين يرفضون حريات وقيم ذاك البلد الذي هاجروا إليه. فالخطورة الفعلية والرمزية لتلك الجريمة استنهضت فرنسا بأسرها عندما أعلنت مع الكثير من دول العالم أنها شارلي إيبدو: Je Suis Charlie!

ونحن في قناة الملحدين بالعربي وفي مجلة الملحدين العرب ضممنا صوتنا لمن يقولون «أنا شارلي». ليس فقط تدعيمًا للقيم المهمة التي كانت على المحك، ولكن لأننا حقًا مع شارلي إيبدو في نفس الخندق، فمشروعنا من حيث هو ضمير ناقد للمجتمع المسلم ينادي بحرية الرأي، يوازي في العديد من جوانبه مشروع شارلي إيبدو، فقضيتهم إلى حد كبير هي أيضًا قضيتنا. لذا، كان لزامًا علينا أن نقف صفًا واحدًا معهم نتضامن معهم ونشد على أيديهم للاستمرار، ونشجب الجريمة النكراء التي ارتكبت في حقهم، فهي لم تكن اعتداء عليهم وحدهم، وإنما علينا جميعًا.

وعلى نقيض كثير ممن شجبوا الجريمة حول العالم، الذين ما لبثوا أن اقروا أنها اعتداء على حرية الرأي والصحافة، حتى حققوا للإرهابيين ما أرادوه بأن تحرجوا عن إعادة نشر كاريكاتورات شارلي، فنحن لم نر في تلك الجريمة تعديًا على حرية التعبير وحسب، بل وصادقنا ولا زلنا نصادق على محتوى ما نشروه، ولم نكتفي في حينها بالتضامن قلبًا وقالبًا مع مصابهم وقضيتهم، بل قمنا مباشرة بالشروع بنشر ترجمة للكتاب الذي كان أحد المحاور الأساسية في هذه القضية، وهو «حياة محمد» La vie de Mahomet، وعلى مر السنين قمنا بتنقيح الترجمة وإعادة نشرها بصور مختلفة. وفي هذه الصفحة سنقوم بسرد مجريات الأحداث التي انتهت بالمجزرة ونلخص مسيرتنا مع نشر هذا العمل، ونقدمه لكم بنسخته المنقحة مشفوعة بالمراجع والتذييلات.

نقدمه إجلالًا لمن فقدوا حياتهم بسببه ليبقى تذكرة أن علينا ألا نصمت في مواجهة من يحاولون إسكاتنا، وألا نخضع لإرهابهم، وتأكيدًا على أن حرية التعبير هي حق أساسي لا يمكن المساومة عليه، خاصة تحت ضغوط إرهابية. ومثلما أن الرسومات الدنماركية ومن بعدها رسومات شارلي إيبدو أدت بالإرهابيين لمحاولة إسكات الرسامين بالعنف، كذلك نذكّر بالجريمة النكراء التي ارتكبت بحق الكاتب الأردني ناهض حتّر الذي قتله إرهابي بسبب مشاركته رسمًا كاريكاتوريًا رسمه أحد أصدقاء مشروعنا موسى ثمانون M80، وهي حادثة تتشابه في العديد من جوانبها مع الجريمة التي ارتكبت في حق المدرس الفرنسي صامويل پاتي الذي شارك رسمًا لشارلي إيبدو في سياق تدريسي فقطع مراهق مسلم رأسه.

نقدم لكم إذًا الترجمة الكاملة المنقحة والمذيلة على الرابط التالي، وندعوكم لاستكشاف بقية المواد التي جمعناها أدناه. إن وجدتم خطأ أو لديكم مواد تقترحون إضافتها إلى الصفحة، وبالأخص أعداد إضافية من مجلة شارلي إيبدو تتعلق بموضوع نقد الإسلام، فلا تترددوا في التواصل معنا.

إلى موقع الترجمة العربية «حياة محمد»:

نبذة عن مجلة شارلي إيبدو

شارلي إيبدو Charlie Hebdo هي مجلة أسبوعية ساخرة يسارية كانت بداياتها عام 1960 حين وُلدت من رحم مجلة أسبق كان اسمها هارا-كيري Hara-Kiri (وهو اسم عملية الانتحار اليابانية المراسيمية)، وكان لها عنوان فرعي مشتق من شكوى أحد القراء: مجلة «سخيفة ولئيمة» bête et méchant، وكانت هذه بدورها قد انبثقت عن مجلة أقدم اسمها زيرو.

لاحقًا، بالتوازي مع هارا-كيري تم إنشاء مجلة شارلي الشهرية (شارلي منسويل) عام 1969. والتي ظاهريًا كانت إشارة إلى شخصية تشارلي براون بطل مجلة أميركية، لكن فيها على الأرجح إشارة لاسم شارل، اسم ديغول الأول، وهو رئيس فرنسا حينها الذي كانت المجلة تعادي الطبيعة العسكرية لحكمه. وفي العام 1970 إثر وفاة ديغول نشرت هارا-كيري على غلافها ما اعتبر سخرية من موته، وإن كان قد تقاطع ذلك مع موت ما يقرب 150 شخصًا في حريق في أحد النوادي فكان الغلاف قد يفهم كرثاء لموت كل هؤلاء؛ 150 مقابل موت شخص واحد. ردت الحكومة على المجلة بحظرها جزئيًا عبر منع تداولها بين القاصرين بدعوى أنها تحوي مواد إباحية (ولم يكن ذلك أول حظر تتعرض له). بعد هذا التضييق على هارا-كيري، انتقل الاهتمام إلى شارلي التي تحولت من مجلة شهرية إلى أسبوعية. وكان ختام هارا-كيري بنشر ذلك الغلاف عن الرئيس ديغول. فعلى الرغم من أن حق التعبير ضمنه قانون حرية الصحافة الفرنسي من عام 1881، إلا أن تطبيق السلطة لهذا القانون كان في تلك الفترة يخضع لأهواء ومصالح الحاكم. وهذا يلقن الجميع درسًا أن حرية الرأي التي يعتبرها الغرب اليوم حقًا مقدسًا ليست أمرًا مفروغًا منه، وأنها دون حماية وصيانة من الممكن أن تتم التضحية بها في سبيل حماية ما قد تزعم السلطة أنه أهم منها، وهو أمر مألوف لدى الناطقين بالعربية الذين تم إسكات الكثير من أفكارهم بدعوى أنه «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».

الغلاف الافتتاحي لهارا-كيري
الغلاف الافتتاحي لهارا-كيري
غلاف العدد الأول من شارلي منسويل (شارلي الشهرية)
غلاف العدد الأول من شارلي منسويل (شارلي الشهرية)
آخر غلاف لهارا-كيري: «حفلة راقصة مأساوية في كولومبيه، عدد الضحايا 1»
آخر غلاف لهارا-كيري: «حفلة راقصة مأساوية في كولومبيه، عدد الضحايا 1»

توقفت شارلي إيبدو عام 1981 بشكل تزامن مع انتخاب فرانسوا ميتران أول رئيس اشتراكي، فخبا زخمها حتى أوشكت على الإفلاس، خاصة أنها لم تنشر إعلانات وكانت تعتمد على الاشتراكات، فتوقفت. ولكنها عاودت الصدور عام 1992. وقد كانت على الدوام تنشر مواضيع جريئة في مناصرة قضايا البيئة والنسوية ومعاداة العنصرية والحكم العسكري، وكانت كذلك تستهدف بنقدها وسخريتها الشخصيات السياسية والتطرف الديني (سواء من المسيحية أو اليهودية أو الإسلام)، ولكنها لا تهاجم الأديان بحد ذاتها، فنقدها كان دومًا مؤطَرًا بسياق.

عينة من أغلفة شارلي إيبدو قبل 1981
عينة من أغلفة شارلي إيبدو قبل 1981
غلاف العدد الأول من شارلي إيبدو (شارلي الاسبوعية)

تسلسل الأحداث الذي سبق وقوع المجزرة

من الواضح من مسيرة مجلة شارلي إيبدو منذ إنشائها أن نقدها اللاذع غير المهادن لأي موضوع لا يُعامِل أحدًا معاملة خاصة. ومع زيادة حضور الإسلام في الغرب كان نقد مساوئ ذلك الحضور أمرًا سيحصل عاجلًا أم آجلًا، ليس عداء للمسلمين، وإنما نقدًا لتصرفات بعضهم. وبالفعل حصل ذلك في البداية منذ أن أعادت المجلة نشر ما صار يعرف بالرسوم الدنماركية عام 2006، وهو ما فعلته مجلات وجرائد كثيرة حول العالم. لكن نقد شارلي إيبدو الذي اتسم دومًا بالحدة والصراحة الفظة أدى إلى تداعيات أكبر، ذلك أن ما نشروه لاحقًا تعدى بكثير تلك الرسومات الخجولة الأولى، مما أدى بدوره إلى ردود فعل من المسلمين تراوحت بين قضايا في المحاكم واعتداءات عنيفة على مقر المجلة وعلى القائمين عليها، لدرجة أن عددًا من العاملين في المجلة كانوا تحت حماية الشرطة منذ 2011. وتنظيم القاعدة الذي تبنّى لاحقًا مسؤولية ما وقع عام 2015 كان يضع عددًا من القائمين على شارلي إيبدو مع شخصيات أخرى في قائمة مطلوبين أحياء أو أموات بتهمة ارتكابهم «جرائم ضد الإسلام»!

التسلسل التالي يلخص الأحداث الرئيسية التي تمخضت عنها مجزرة 2015، ويضع المجزرة في سياقها التاريخي بدءًا من الرسومات الدنماركية وانتهاء بمحاكمة الجناة. توجد أحداث كثيرة أخرى مرتبطة، لكننا آثرنا الاكتفاء بهذا القدر لإبقاء الحجم معقولًا.

(التصفح في هذا التسلسل أفقي).

قائمة المطلوبين من تنظيم القاعدة «أحياء أو أموات» لارتكابهم «جرائم ضد الإسلام»! بعد المجزرة تم تداول الصورة وقد وضعت علامة X على وجه شارب.

ضحايا المجزرة

  • فريديريك بواسو Frédéric Boisseau عامل صيانة في المبنى، كان أول المقتولين. 42 عامًا.
  • فرانك برانسولارو Franck Brinsolaro، هو شرطي الحماية المكلف بحماية شارب، 49 عامًا.
  • أحمد مرابط Ahmed Merabet، ضابط في الشرطة لاقى حتفه برصاصة في رأسه (هو الشخص الذي يظهر في الڤيديو ملقى في الشارع أدناه)، 42 عامًا.
  • ميشيل رونو Michel Renaud، هو كاتب مختص بالسفر ومنظم حفلات كان يزور كابو، 69 عامًا.

إضافة لهؤلاء القتلى جُرح آخرون هم فيليپ لانسون Philippe Lançon الذي تعرض لإصابة حرجة في وجهه لكنه تعافى، وفابريس نيكولوينو Fabrice Nicolino وهو صحفي، أصيب في ساقه، وريس (لوران سوريسو) Riss (Laurent Sourisseau) وهو رسام ومدير التحرير وهو من استلم إدارة النشر بعد المجزرة، 48 عامًا. هذا بالإضافة إلى عدد من رجال الشرطة.

مواد مصورة

وثائقي قصير تم تصويره عام 2006 يظهر بعض أعضاء شارلي إيبدو يتحادثون أثناء اجتماع تجهيز غلاف العدد الذي احتوى الرسومات الدنماركية. خلال الفلم يقوم كابو برسم الكاريكاتور المشهور الذي يبكي فيه محمد وهو يقول: «من الصعب عليّ أن يحبني الحمقى» والذي ظهر لاحقًا على الصفحة الأولى. الوثائقي بالفرنسية مع ترجمة إنجليزية. يمكن تفعيل الترجمة العربية الآلية على اليوتيوب – إنتاج نيويورك تايمز.

وثائقي «من الصعب علي أن يحبني الحمقى» C’est dur d’être aimé par des cons من إنتاج عام 2008 وإخراج دانيئيل لوكونت Daniel Leconte يرافق محاكمة فيليپ ڤال Philippe Val مدير مجلة شارلي إيبدو بسبب نشر المجلة للرسوم الدنماركية. يصور الفلم مجريات المحاكمة ويوثق لردود الفعل من الطرفين، ويحاول التفكير في الإسلام، في الصحافة، في حالة الرأي في المجتمع الفرنسي، ولكن أيضًا محاولة للرد على التحديات التي تفرضها الأصولية على جميع الديمقراطيات. الوثائقي غير مترجم للأسف وقد نقوم بترجمته في مرحلة لاحقة.

الأخوان كواشي مرتكبا المجزرة يلوذان بالفرار وهما يصرخان «لقد انتقمنا للنبي محمد، لقد قتلنا شارلي إيبدو» – نقلًا عن رويترز

لقطة أخرى تظهر الأخوين كواشي، وكذلك مقتل الشرطي أحمد مرابط – نقلًا عن نيويورك تايمز.

«ثلاثة أيام هزت پاريس» Three Days that Shook Paris هو وثائقي بريطاني من إنتاج 2015، يتتبع قصة اعتداء الإرهابيين على مجلة شارلي إيبدو والشرطة والسوپرماركت اليهودي، وهو للأسف غير مترجم.

دانيئيل لوكونت، الذي أنتج «من الصعب علي أن يحبني الحمقى» يقوم بإنتاج فيلم وثائقي بعد المجزرة عنوانه «فكاهة حتى الموت» L’Humour à Mort أو «أنا شارلي» Je Suis Charlie. يستكشف هذا الفيلم تبعات المجزرة على فرنسا ويقدم يستذكر الضحايا. شارك في الكتابة والإخراج إيمانويل لوكونت والفيلم من إنتاج 2015، وسيتم رفعه في مرحلة لاحقة بعد ترجمته إلى العربية.

أعداد مختارة من مجلة شارلي إيبدو

فيما يلي روابط لمجموعة من أعداد مجلة شارلي إيبدو المتوفرة فيها كاريكاتورات تتعلق بمحمد أو الإسلام أو شخصيات إسلامية بصيغة PDF، وهي ليست مجموعة شاملة، ونوعية الملفات متفاوتة، كذلك أضفنا أغلفة أعداد غير متوفرة لكن لها علاقة بالموضوع (إن كانت الأعداد غير المتوفرة موجودة لديكم تواصلوا معنا لنضيفها).

العدد 712 - 08-02-2006​

الأصوليون يغمرون محمد «يصعب علي أن يحبني الأغبياء»

العدد 1011 - 31-10-2011​

شريعة إيبدو: «لك مئة جلدة إن لم تمت من الضحك»

العدد 1012 - 09-11-2011 (غير متوفر)

الحب أقوى من الكراهية

العدد 1057 - 19-11-2012

المنبوذون الجزء الثاني «لا تسخروا»

العدد 1099 - 10-07-2013 (غير متوفر)​

قَتل في مصر.. القرآن خراء، لا يوقف الرصاص

العدد 1163 - 01-10-2014 (غير متوفر)​

لو عاد محمد.. «أنا النبي أيها الغبي!».. «اصمت يا كافر!»​

العدد 1178 - 14-01-2015

سامحنا كل شيء «أنا شارلي»

غلاف العدد 1224 الذي ظهر بتاريخ 6 يناير كانون ثاني 2016 ويحوي افتتاحية ريس. يقول الغلاف: «بعد مرور سنة. لا زال القاتل هاربًا»، والقاتل هنا هو الدين متمثلًا بشخص الإله

العدد 1224 - 06-01-2016 (غير متوفر)

سنة بعد المجزرة. القاتل لا زال هاربًا.

العدد 1255 - 10-08-2016 (غير متوفر)

إصلاح الإسلام. المسلمون… أفسحوا الطريق!

العدد 1467 - 02-09-2020

كل هذا لأجل هذا​

مشروع «حياة محمد» La vie de Mahomet

إضافة إلى النشر الأسبوعي لمجلة شارلي، توجد دار نشر مرفقة بالمجلة تسمى Les Échappés اشتقت اسمها من جملة تظهر على الصفحة الأخيرة من المجلة عن رسومات «هربت» أو فاتت القارئ فظهرت على الصفحة الأخيرة وقد أنشئت عام 2008 تحت إدارة ريس Riss، وهي مختصة بنشر مجلدات ذات اهتمامات محددة من قبل رسامي وكتّاب شارلي ولكنها أيضًا تنشر لمن هم خارج المجلة، كالمؤرخين ومنتجي كتب الأطفال وغيرهم.

في العامين 2012 و2013 قام شارب بالتعاون مع الصحفية المغربية زينب الغزوي Zineb El Rhazoui في كتابة مجلدين في سلسلة Les Échappés عن محمد، نبي الإسلام. استلمت فيها زينب جانب البحث التاريخي لاستخراج سيرة محمد من كتب المسلمين أنفسهم، واستلم شارب جانب الرسم الفكاهي. ما الذي دفعهم للانخراط في هذا المشروع؟ إليكم ما يقوله الوصف على موقعهم:

«يستطيع الناس في الغرب سرد فصول من حياة يسوع أو موسى، ولكن قلة هم من يستطيعون فعل ذلك مع حياة محمد. ولكون الإسلام الدين الثاني في فرنسا تعدادًا، فإن حياة آخر رسل الله على الأرض تستحق أن تُعرف، حتى من قبل الناس العاديين.

يساعدنا شارب وزينب الغزوي على استكشاف أبرز حقائق حياته وتفسير المفاهيم الرئيسية في الدين الإسلامي: مولد النبي، نزول الوحي عن طريق جبريل، زيجات النبي، معجزاته، الهجرة… وتسلط الضوء لنا على الجوانب الحميمية والعائلية من حياة محمد، وعلى فصول قلما يعرفها المسلمون أنفسهم».

شاربونيه المعروف بـ«شارب» كان الرسام الذي رسم «حياة محمد»، وقد كان أحد الذين اغتيلوا خلال مجزرة 2015
شاربونيه المعروف بـ«شارب» كان الرسام الذي رسم «حياة محمد»، وقد كان أحد الذين اغتيلوا خلال مجزرة 2015
زينب الغزوي هي صفحية مغربية فرنسية، عملت في شارلى إيبدو بين 2011 و2017. كانت مختصة في الشأن الديني في المجلة، وهي ناقدة مفوهة للإسلام. بعد المجزرة انصرفت للدفاع عن حقوق الإنسان
زينب الغزوي هي صفحية مغربية فرنسية، عملت في شارلى إيبدو بين 2011 و2017. كانت مختصة في الشأن الديني في المجلة، وهي ناقدة مفوهة للإسلام. بعد المجزرة انصرفت للدفاع عن حقوق الإنسان

الجزء الأول: بدايات نبي

La vie de Mahomet – Les Débuts d’un Prophète

الوصف كما جاء على موقع شارلي إيبدو:

لمن ينتمي محمد؟ للجميع. هو نبي المسلمين طبعًا، ولكنه بالنسبة للآخرين شخصية تاريخية أو أسطورة. من الممكن لنا رسم محمد بشكل ساخر مثلما نفعل مع يسوع وناپليون وزورو. عندما نرسم محمد بشكل ساخر في شارلي فإننا نسخر من فكرة المتطرفين عنه، أو أننا نستعمل محمدًا لمقاومة المسلمين المتطرفين.

في كل هذه الحالات، فإن رؤيا مجانين الإله هي ما يحدد الطريقة التي نتعامل فيها مع محمد. علينا أن نقول الحقيقة: نحن لا نعرف محمد. ففي الغرب بمقدور الجميع سرد فصول من حياة يسوع، ولكن من منا يستطيع سرد فصول من حياة محمد؟ هل هذا أمر طبيعي في بلد كفرنسا، حيث يمثل الإسلام الدين الثاني؟

لقد قمنا بصياغة حياة محمد بشكل مصور مبني ما تقصه مصادر المسلمين التاريخية، وذلك دون أي فكاهة مضافة. ولو بدا للبعض أن في شكل هذا الطرح ازدراء، فإن محتواه حلال.. القرار لكم.

شارب

الجزء الثاني – نبي الإسلام

La vie de Mahomet – Le Prophète de L’Islam

الوصف كما جاء على موقع شارلي إيبدو:

عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ، احذروا! لا تحاولوا تكرار أفعال محمد كما سترونها في هذا العدد الخاص، فمحمد نبي محترف، وأنتم لستم كذلك. لذا، لا تتزوجوا طفلة بعمر ست سنوات (حتى لو انتظرتم بصبر أن تبلغ التاسعة قبل أن تبنوا بها). لا تبصقوا في أفواه الرّضع، ولا ترتكبوا المجازر بحق اليهود، ولا تستولوا بالقوة على ممتلكات الغير أو زوجات الغير، ولا ترغموا أبناءكم على تطليق زوجاتهم لتتزوجوهن. وبشكل عام، لا تبرروا أتفه أفعالكم بالادعاء أن الله أمركم بفعلها. لا تأخذوا كل ما يفعله محمد أو ما يأمر به بشكل حرْفي.

لقد صورنا أفعال وتصرفات النبي على علاتها دونما أي فكاهة أو نظرة نقدية وقدمناها بشكل مبني على ما تصفه المدونات الإسلامية. لذا، لا تتركوا هذا الجزء الثاني من حياة محمد في متناول ضعاف العقول. إن قررتم بعد الفراغ من القراءة أن تعتنقوا الإسلام، فإننا ندعوكم لإكمال معلوماتكم عبر قراءة كتب تفك رموز خطاب وتعاليم «سيد ولد آدم».

شارب

مجلة الملحدين العرب وترجمة «حياة محمد»

بدأت مسيرة مجلة الملحدين العرب مع ترجمة «حياة محمد» منذ وقوع المجزرة، حيث تم نشر الجزء الأول من «بدايات نبي» كملحق مع العدد السادس والعشرين من المجلة والذي صدر في يناير كانون ثاني 2015. احتوى ذلك العدد أيضًا مقالًا توثيقيًا لمجريات الجريمة إضافة إلى مقال بعنوان «كيف علّمتنا رسوم محمد ألّا نُساوم على حرية التعبير» بقلم محمد شنيان (جورداني أغنستو). كانت تلك الترجمة الأولى بقلم Med Yousefi (أبو لهب) ونشرت المجلة في المحصلة خمسة أجزاء مع الأعداد 26، 27، 28، 29 و32. كملحقات منفصلة عن الأعداد نفسها، وكانت ترجمة جزئية.

بعد ذلك انخرط فريق عمل المجلة بالتعاون مع عدد من المتطوعين من المترجمين، وبعض الناشطين اللادينيين من حملة شهادات جامعية في الشريعة بإجراء ترجمة جديدة وكاملة لـ«حياة محمد» بجزئيها؛ «بدايات نبي» و«نبي الإسلام»، وتمخض عن ذلك نشر الكوميكس بأكمله على شكل مسلسل ظهرت حلقاته على صفحات أعداد مجلة الملحدين العرب، حيث كان يتم نشر بضعة صفحات تمثل قصة متكاملة أو أكثر. وفي هذه الترجمة حرصنا حرصًا شديدًا على أمرين، الأول دقة التعبير بالعربية وموافقة النص مع ما قد يقابله من نص عربي من المصادر الإسلامية؛ ذلك أن النص الفرنسي لم يحوِ تلك النصوص الأصلية، وكان من باب أولى إعادة استخراجها. أما الأمر الثاني، فكان إضافة تذييلات تفصيلية لمصدر القصص وسياقها، وقد اعتمدنا في ذلك جزئيًا على تذييلات النسخة الفرنسية لكننا أسهبنا ودققنا وصححنا أخطاء قليلة غير ذات شأن وجدناها في الأصل الفرنسي. هدفنا الأساسي من تلك الدقة كان التأكيد على أن مجريات القصة نفسها كانت نقلًا أمينًا من كتب المسلمين أنفسهم، مما يعني أن الجانب الساخر لم يكن عبر تشويه أو اختلاق قصص، إنما عبر تصوير وتمثيل أمينين لقصص التراث الإسلامي نفسها بشكل يظهر الجانب الساخر تلقائيًا. تم نشر الكتاب ابتداء من العدد 52 واكتمل في العدد 81 تابعها قراء المجلة بترقب مع كل عدد.

ثم جاءت المرحلة الأخيرة من المشروع والتي تمثّلت بإنشاء موقع خاص بتلك الترجمة، ومنذ إنشائه وصلتنا طلبات بترجمته إلى لغات أخرى، وبالأخص الإنجليزية، وهذا قد يكون بالفعل مرحلة مقبلة في المشروع، إن كان ثمة اهتمام كاف لإنجازه.