ماضي ومستقبل الإنسان
ولدنا بين الإبداع والعنف في عالم حيث الصراع الوحشي مغروز في كل كائن حي. ولكن كنا مختلفين, خيالنا وحده أعطانا الثقة, لذلك إنتصبنا قائمين وإنتصرنا على إعدائنا. ولكن أصابتنا الحيرة حين فتحنا أعيننا. جعلتنا الطبيعة أسياد البقاء ولكنها لم تقدم لنا الأدوات اللازمة لفهم العالم. كل ما نعرفه عن الحياة .. كان الموت الذي ألحقناه بالأخرين والذي يذكرنا بمصيرنا. لذلك أصبحنا خائفين وقصصنا حكايا عن حياة أخرى, حجر الأساس لحضارتنا.
تجولنا الى المجهول كبدو فخورين ورائحة الغلبة تتبع خطانا. رفعنا صدورنا عالياً ولم نخشى أي عدو. ولكن جنسنا المتوحش صادف عالم مليء بالإسرار لا يمكن أن تفهمه عقولنا الصغيرة. بدأنا في طرح الأسئلة ولكن لم تكن هناك إجابات يمكن العثور عليها. الرياح والأمطار والبراكين والزلازل حكام الحياة والموت, ظهروا وكأنهم أحياء. بدت لهم إرادة خاصة بهم. لذلك أصبحنا خائفين. وسلمنا الطبيعة الى سلطة أعلى. شيء تجب عبادته.
إستوطنا في كل ركن من أركان العالم. وأعلنا سلطتنا على البحر والهواء وعلى كل شيء يتحرك على وجه الأرض, أعدادنا كثرت. وخشت أعدائنا الطبيعية وجودنا. أنزلنا رتبتهم الى حكايات خرافية, حكمنا وباركنا في الأرض التي مشينا عليها ولكن تراثنا المشترك أصبح ذاكرة مفقودة, صرنا جيران, تفصلنا المسافات واللغة. إتصلنا ببعضنا البعض بشك, ورأينا إنعكاس الغرباء. لذلك أصبحنا خائفين وخلقنا أعداء جد.
ترجمة: Godless Saudi
منشورات ذات شعبية