تسعة أسباب تعطي للدين قوته

ترجمة: Rayan Ammar

تسع أسباب لقوة الدين. لم الدّين بهذه القوة في حين أنه ضعيف للغاية؟ الدّين يوفّر إيجابات على كل شيء، وبالرغم من أنها ليست صحيحة، إلّا أنها تبقى إيجابات! ولذلك فهي كافية لأغلب الناس. هناك ارتياح في معرفة سبب وجودنا هنا، وإلى أين نحن ذاهبون، وما هي غايتنا. وحتى لو كانت هذه الأسئلة لا تملك أجوبة بالضرورة، علينا أن نتذكر دائمًا أن “أنا لا أعرف إذن الله” ستكون دائمًا أسهل من ” أنا لا أعرف، إذن عليّ أن أبحث”. فعلينا أن لا نكتفي بالأجوبة السهلة. وأنا أحبّذ الصراحة على الإرتياح، والحقيقة على الأسطورة. إن إعطاء أجوبة سهلة لأسئلة صعبة هو السبب الرئيسي لمشاهدة الناس برامج النقد السياسي على التلفاز تقوم بالتوقعات، أو لمشاهدة المحللين الإقتصاديين يقولون لهم بالتحديد كيف يصبحون أغنياء. ولكن هذه الناس مدفوع لها لتكون واثقة من نفسها، لا على صحة! الدين يستخدم الذنب ليمنع الإنسان من تركه. فهو يجعلك تعيش على مثل معيّنة، إن كانت أو لم تكن منطقية. وعدم الطاعة أو حتى السؤال فيها، يعني أنك لست مؤمن كفاية. ألا تشعر بطريقة سيئة تجاه نفسك لتخييب ظن الإله؟ ألا تشعر بسوء لأنّك تخيّب ظن أهلك فيك؟ والمقربين لك؟ ألا تشعر بسوء لأن هنالك شخص مات على الصليب، وأنت لا تحقق أمنياته؟ ألا تشعر بسوء لأنك مارست الجنس قبل الزواج؟ أو أكلت لحم في يوم لم يجدر بك ذلك فيه؟ أو لأنك أحببت شخصًا من نفس الجنس؟ الدين يجعلك تشعر بالذنب لخرقك قواعد لم تكن أساسًا منطقية. وهو يعطي أدوية لأمراض خلقها بنفسه في المكان الأوّل. سيكون من الأفضل لك أن تقيّم هذه القواعد بنفسك، وثم أن تحدد إن كانت تستحق اتباعها أم لا. ولا تقلق، لا مشكلة في التشكيك. لا مشكلة في خرق القوانين، التي لم تكن منطقية في سياق الإيمان. لا أحد ينظر من فوق كتقك، أو ينظر إليك من الأعلى، ليحرص أن تكون خلف الخطوط التي رسمها الدين. الدين يجعلك تشعر بتميّز. ألا يريد الكل أن يكونوا المختارين عند الإله؟ ألا تفضل أن تؤمن بأن الإله خلقك شخصيًّا، وأنه يهتم بك؟ مفهوم الملاك الحارس هو سخيف بأكمله، ولكن نفس المبدأ هنا. أنت ندفة ثلج صغيرة مميّزة، تمامًا مثل المليارات من البشر هناك في الخارج. هناك قيمة في ذلك عندما تؤمن فيها كطفل، ولكن بعد أن تكبر عليك أن تعرف، أننا إذا كنا كلنا مميزين، لا أحد منا مميّز بالفعل! الدين يستفيد من التقسيم. الدين يحب أن يروّج لعقلية “نحن بمواجهة هؤلاء”. نحن جيّدين، هم لا. نحن ذاهبون إلى الجنّة، هم لا. الإله يحبّنا، ولكن هم لا. من الطبيعة البشرية أن تريد أن تكون مقبول. فكلّنا نريد أن نشعر بالإنتماء، وأن نكون جزء من مجموعة مرحّبة. المشكلة هي أن هذه العقلية بالتحديد، هي التي تنتج الكثير من المشاكل، لأن كثير منّا يؤمنون، أن كل من هم ليسوا في مجموعتنا، يحب أن يهتدوا، أو يُقتلوا. الدين يجعل الأخلاق بسيطة للغاية. كلنا نريد أن نكون أشخاص جيدين، لكن ليس الجميع موافقون على متطلبات هذا الأمر. الدين يجعل الأمر سهل، اتبع قواعدنا وستكون جيّد. الموضوع بهذه البساطة، لا يتطلّب فكر! لكن الأخلاق ليست بهذه السهولة. هناك أوقات يكون الكذب فيها محبّذ، وطاعة الوالدين تكون سيئة. ليس كل شيء أسود أو أبيض، كما يجعله الدين. من الأسهل أن لا تكون مضطر لأن تفكّر بنفسك، أليس كذلك؟ إذا كنت تعارض المساواة في الزواج، وهي أسهل معضلة أخلاقية في زمننا، تأخذ عنك العبأ، في أن تكون قادرًا على قول “لا تلومني ولا تغضب مني، فهي في الكتاب المقدّس”. وهذا مثل آخر، الإجهاض. أنت ممكن أن تعتقد أن الإجهاض أمر لاأخلاقي، ولكن هناك أوقات يكون فيها الإجهاض أمر ضروري لإنقاذ حياة المرأة. ماذا بعد ذلك؟ النقطة هي، هذه الأمور ليست سهلة كما يجعلها الدين، وفي بعض الحلات، هي خاطئة تمامًا. تذكّر! نحن لا نستمد الأخلاق من الدين. الدين يستمد الأخلاق منا. ونحن لسنا محقون دائمًا حول كل شيء. الدين يزعم ملكية النعيم الروحاني. بالتأكيد، كثير من الأمور ممكن أن تجعلك سعيدًا الآن، ولكن ماذا سيحل بروحك؟ ألا تريد أن يُهتم بك في الحياة الأخرى؟ لنزيل هذه الأمور من أمامنا. هذه أسئلة سخيفة بالأساس، لأنها تعتمد على فرضية الحياة الأخرى الرائعة، والتي لم تُثبت اطلاقًا. ولكن الدين كالعادة لديه الأجوبة. لا تستطيع أن تؤمن بأي دين، عليك أن تؤمن بديني أنا. ولكن إن فعلت، فأنت بحمايتي. هي صفقة رائعة في الحقيقة، لأننا كلنا نريد أن نكون سعداء، وسنفعل كل ما يلزم، لنصل إليه. الدين يتدخّل ويقول،” سنجعلك سعيدًا في المكان، الذي لا تملك فيه أي تحكّم، الحياة الأخرى.” من الصعب أن لا تُغرى بهذا العرض. الدين يفرض نفسه علينا في صغرنا. هناك سبب لم أغلب الناس، لا تنتقل من دين لآخر لاحقًا في الحياة. يٌقال لك أن تؤمن به، قبل أن تكون كبير كفاية لتتفكّر به. روّاد الدين يعرفون أنهم، إذا أدخلوا هذه القصص فيك وأنت مراهق، ستضحك عليهم في وجوههم. ولكن إذا فعلوها وأنت في الرابعة من عمرك، أنت ستفترض أنها حقيقية. أهلك يدعمون هذه

المعتقدات. وأنت محاط بأشخاص يؤمنون بنفس الأمور. لذا لن تظن أبدًا أنها غريبة، إلى أن ربما تصبح أكبر بالسن، وتبدأ بالتفكير بها. أنا أعيش في شيكاغو، ونفس المبدأ ينطبق على معجبين فريق البيسبول كابز. لا أحد يكون معجب بالكابز عندما يكون بالثلاثينيات من عمره. ما هي الإشكالية التي ممكن لشخص أن يطرحها لك لكي تقفز في تلك العربة؟ لا، أنت إما أن تكون معجب بالكابز لسائر حياتك، أو أن تكون لست معجب بالكابز. لهذا أحتفل بالملحدين الذين يملكون الشجاعة للتخلي عن إيمانهم. هذا يتطلّب إعادة بناء شاملة لكل معتقداتك. عليك أن تفكّر في كل شيء آمنت يومًا بصحته. هذا ليس سهل. وهذا مشوار لكل من يأخذ بعين الإعتبار أن يغيّر عقليته في إشكالية مهمة كهذه. الدين يجعلك تعتقد أنك تستطيع أن تتحكّم فيما لا يُمكن التحكم فيه. الحياة غير قابلة للتوقّع، الأحداث السيئة تحصل! ولكن أليس من الجميل أن تعرف أن دعواتك ممكن أن تغيّر مجرى الأمور؟ إسمع، إن لم تدرس لإمتحان، الدعوات لن تفيدك! إذا كان هنالك إعصار قادم باجاهك، الأفضل لك أن تنفخ، على أن تمسك بيديك، وتأمل أن يغيّر الإعصار مساره. إذا كان هنالك شخص يحتضر الآن، أأسف على القول، أن دعواتك لن تغيّر التوقعات. كما يُقال، الدعاء هو أن لا تقوم بشيئ، وتظن بنفس الوقت أنك تساعد. الآن، الدعاء ممكن أن يريحك، وذلك قد يغيّر كيف تتفاعل في بعض من مثل هذه الحالات، ولكن هذه قصة مختلفة تمامًا. عليك أن تقدّر الحقيقة، أن كثير من الناس يعتقدون أن الإله لديه خطة لحياتهم، ومع ذلك هم متقبّلين لفكرة الدعاء للإله، لكي يغيّر الخطة ويلبي طلباتهم. المال! الكنائس تقنعك بأن تعطيهم 10% من مدخولك، وليس عليهم أن يدفعوا ضرائب علي ال10% من مدخولك، لأنها تُعتبر ليست أرباح! في الكثير من الكنائس الضخمة، يعتقدون في العلن بتولّي جماعة خاصة بهم، كم من المال ينتج القس الخاص بك. في بعض الأحيان، هذا المال يُنفق على أمور جيّدة، مثل معدات طبية في أمكنة تحتاجها بالفعل. ولكن حتى حينها، في أغلب الحياة ترتبط بخيوط! لأنك لا يمكنك شراء المعدات الطبية، إلّا إذا اشتريت الكتاب المقدّس، لأن الناس كما تعرف، عليهم أن ينشروا الإنجيل خلال مهماتهم. في بعض الأحيان، الوضع سيئ للغاية. بعض القسيسين يقنعون الناس الفقراء، بإعطاء الكنيسة ما تبقى من أموالهم، مع الوعد أن الإله سيكافئهم بأضعاف. لا تأمين لهكذا أمور. إذا أخذنا كل المال الذي أنفقه الناس لإدامة الحياة الدينية، ووضعناه في تقريبًا أي مكان آخر، أنا مقتنع أننا سنتقدّم كثيرًا في حل أكبر مشاكل العالم. في الحقيقة، سيكون لهذا تأثير أكبر من كل الدعوات والجماعات الدينية مجتمعة.