الفتنة الكبرى – الجزء الثاني: علي وبنوه – طه حسين (PDF)

نبذة عن الكتاب

يتابع الدكتور طه حسين في هذا الكتاب، وقفته المتأنية عند أحداث الفتنة الكبرى والتي تتابعت آثارها السياسية ومازالت حيث ثبت الفرقة في صفوف المسلمين والباحث من موقع المُنصف يحاول البحث في تلك القضية بموضوعية تنحيه عن لعب دور الخصم أو المُنافح، وذلك من خلال دراسة معمقة في كتابه الأول عن تجربة الحكم التي سار عليها الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ومدى تأثيرها كنظام حكم على عثمان رضي الله عنه وعلى الرعية في آن والمشكلات المثارة في عهده. ليتابع في هذا الكتاب تداعيات الفتنة التي ابتدأت أيام عثمان وتوسعت انعكاساتها أيام علي رضي الله عنه.

وكانت المسائل التي تناولها هذا الكتاب كالتالي، المسلمون بعد مقتل عثمان، استقبال خلافة علي، بنو هاشم والخلافة، علي والعمال المخالفون على علي، المؤامرة،علي والخلفاء من قبله، موقف الكوفة من علي، علي وأصحابه السفارة بين علي وعائشة وصاحبها، الحرب، وصف الحرب، بعد وقعه الجمل، علي في البصرة، حرب الشام، السفارة بين علي ومعاوية، الكتب بين علي ومعاوية، التقاء الجمعين، الحرب،… السبئية في صفين، الخوارج، اجتماع الحكمين، علي والخوارج دولة علي، علي وابن عباس، أطماع معاوية في البصرة، من كيد معاوية لعلي…، من سيرة علي نظام الخلافة، المؤامرة، علي بين أشياعه وأعدائه… سياسة معاوية في العراق، الحسن ومعاوية الحسين، الشيعة وولاة معاوية… بعد مقتل الحسين، انتهاء الفتنة.

الجزء الأول: عثمان

عن المؤلف: طه حسين

طه حسين علي سلامة: أديبٌ ومفكِّرٌ مصريٌّ، يُعدُّ علمًا من أعلام التنوير والحركة الأدبية الحديثة، امتلك بصيرةً نافذة وإن حُرِم البصر، وقاد مشروعًا فكريًّا شاملًا، استحقَّ به لقب «عميد الأدب العربي»، وتحمَّل في سبيله أشكالًا من النقد والمصادرة.

وُلِدَ في نوفمبر ١٨٨٩م بقرية «الكيلو» بمحافظة المنيا. فَقَد بصرَه في الرابعة من عمره إثر إصابته بالرمد، لكن ذلك لم يُثنِ والده عن إلحاقه بكُتَّاب القرية، حيث فاجأ الصغيرُ شيخه «محمد جاد الرب» بذاكرة حافظة وذكاء متوقِّد، مكَّنَاه من تعلُّم اللغة والحساب والقرآن الكريم في فترة وجيزة.

وتابع مسيرته الدراسية بخطوات واسعة؛ حيث التحق بالتعليم الأزهري، ثم كان أول المنتسِبين إلى الجامعة المصرية سنة ١٩٠٨م، وحصل على درجة الدكتوراه سنة ١٩١٤م، لتبدأ أولى معاركه مع الفكر التقليدي؛ حيث أثارت أطروحته «ذكرى أبي العلاء» موجة عالية من الانتقاد. ثم أوفدته الجامعة المصرية إلى فرنسا، وهناك أَعَدَّ أُطروحة الدكتوراه الثانية: «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون»، واجتاز دبلوم الدراسات العليا في القانون الرُّوماني. وكان لزواجه بالسيدة الفرنسية «سوزان بريسو» عظيم الأثر في مسيرته العلمية والأدبية؛ حيث قامت له بدور القارئ، كما كانت الرفيقة المخلِصة التي دعمته وشجعته على العطاء والمثابرة، وقد رُزقا اثنين من الأبناء: «أمينة» و«مؤنس».

وبعد عودته من فرنسا، خاض غِمار الحياة العملية والعامة بقوة واقتدار؛ حيث عمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني بالجامعة المصرية، ثم أستاذًا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب، ثم عميدًا للكلية. وفي ١٩٤٢م عُيِّن مستشارًا لوزير المعارف، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية. وفي ١٩٥٠م أصبح وزيرًا للمعارف، وقاد الدعوة لمجانية التعليم وإلزاميته، وكان له الفضل في تأسيس عدد من الجامعات المصرية. وفي ١٩٥٩م عاد إلى الجامعة بصفة «أستاذ غير متفرِّغ»، وتسلَّم رئاسة تحرير جريدة «الجمهورية».

أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلَّفات والترجمات، وكانت أعماله تكرِّس للتحرر والانفتاح الثقافي، مع الاعتزاز بالموروثات الحضارية القيِّمة عربيةً ومصرية. وبطبيعة الحال؛ فقد اصطدمت تجديدية أطروحاته وحداثيتها مع بعض الأفكار السائدة، فحصدت كبرى مؤلفاته النصيب الأكبر من الهجوم الذي وصل إلى حدِّ رفع الدعاوَى القضائية ضده. لكن — وعلى الرُّغم من ذلك — يبقى في الذاكرة: «في الأدب الجاهلي»، و«مستقبل الثقافة في مصر»، والعديد من عيون الكتب والروايات، فضلًا عن رائعته «الأيام» التي روى فيها سيرته الذاتية.

رحل طه حسين عن دنيانا في أكتوبر ١٩٧٣م عن عمر ناهز ٨٤ عامًا، قضاها معلِّمًا ومؤلِّفًا، وصانعًا من صنَّاع النور.