نبذة عن الكتاب
عبد الله القصيمي هو مفكر سعودي يعتبر من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل بسبب انقلابه من موقع النصير والمدافع عن السلفية إلى الإلحاد. هذا الكتاب هو نقد من عبد الله القصيمي للعقلية العربية في الحاكم والمحكوم، متهم العرب بعجزهم عن الإبداع والإنتاج حتى في ظل توفر الظروف المحفزة للإبداع. ينتقد العرب من خلال قضايا كثر كعقلية الرفض، والموقف من إسرائيل.
مقتطفات من الكتاب:
لو أن العرب يملكون موهبة، لصنع طغاتهم من موهبتهم قوة وانتصارات وابداعا، كما صنع آخرون من مواهب شعوبهم.
الإنسان العربي لا يتغير. عار ان يتغير. ذنب أن يتغير. عقوق للأرباب والآباء والأوطان أن يتغير. لهذا لم يتغير.
هل يستطيع شيء، هل يستطيع أي شيء، مهما عظم، أن يكون كفارة أو اعتذاراً عنك أيتها المواجهة العربية الإسرائيلية، أيتها الوحش المبتلع لكبرياء الإنسان العربي، المذل لقبور آبائه.
يادولة العرب الواحدة الكبرى، إني أخاف مجيئك لأني أخاف مجيء هارون الرشيد الجديد إني أخاف مجيء هارون الرشيد لأني قرات عن هارون الرشيد القديم، كان يقاتل بآبائي ويقاتلهم بالسيوف والرماح والسهام والنبال، كان ينفق قوت آبائي على الجواري والشعراء والمغنين، كان يعرض ذاته وهيبته ووحشيته وكبرياءه فوق المنبر وفي المسجد وفي مواكبه البدوية المنطلقة من القصر إلى المصلى، ومن المصلى إلى القصر، ومن هذا القصر إلى ذاك القصر، ومن مخدع هذه الجارية إلى مخدع الجارية المنافسة الأخرى، كان يحارب ذكاء آبائي وحرياتهم بالمشايخ وبالآيات والأحاديث، وبالأنبياء وبالسلف وبالقبور…
ماذا يمكن أن يربح العرب لو كانت إسرائيل غير موجودة إن كانوا سوف يظلون باعدادهم البشرية وبمواردهم الطبيعية خمولاً وخموداً وعجزاً رائعاً، رائعاً ؟
انتم أيها الزعماء والخطباء المتحدثون عن أخطار إسرائيل على مستقبل أمتكم، أنتم تزعمون أنه محكوم على احتمالات تطور امتكم وتحضرها بالإعدام. فهل تعون ذلك أيها الزعماء الخطباء البلغاء؟
إني أخاف مجيء هارون الرشيد الجديد لأني قرأت عن هارون الرشيد القديم. كان يقاتل بآبائي ويقاتلهم بالسيوف والرماح والسهام والنبال. كان ينفق قوت آبائي على الجواري والشعراء والمغنين. كان يعرض ذاته وهيبته ووحشيته وكبرياءه فوق المنبر وفي المسجد وفي مواكبه البدوية المنطلقة من القصر إلى المصلّى، ومن المصلى إلى القصر، ومن هذا القصر إلى ذلك القصر، ومن مخدع هذه الجارية إلى مخدع الجارية المنافسة الآخرى. كان يحارب ذكاء آبائي وحرياتهم بالمشايخ وبالآيات والأحاديث، وبالأنبياء، وبالسلف، وبالقبور..
الطغاة يجدون شهوة في أن يكونوا فوق إمبراطوريات ودول كبرى كما يجد صاحب المال شهوة في ان يكون ماله كثيراً، وصاحب القطعان شهوة في أن تكون قطعانه كثيرة، وصاحب العبيد والجواري والمحظيات شهوة في أن يتعاظم عدد عبيده وجواريه ومحظياته. وكما يجد الطفل المدلل شهوة في أن يكون له أكبر العدد من اللُعب وأن يتفوق على كل انداده واصحابه في عدد لعبه.
إن كان ممكنا أن يتحضر العرب ويتطورا وأن يحولوا الإحتمالات الكبيرة إلى واقع كبير فإن وجود اسرائيل قد يكون أو لا بد أن يكون تحريضاً ممتازاً على الإسراع في هذا التحضر والتطور والتحويل والتحول من إحتمال إلى كينونة. قد تكون إسرائيل هي أنفع هدية من الجحيم يهديها الشيطان ويهديها الظلم الدولي إلى العرب لكي تصفع جمودهم وركودهم وخمولهم المستلقي على تاريخهم، على تاريخهم المستلقي على أربابهم وعلى قبورهم وعلى بدواتهم وعلى قصائدهم وعلى رواياتهم عن أنفسهم المصابة بكل كبرياء البدواة وبكل اتضاع الحضارة… بكل ضخامة القول وبلاغته وحماسته، وبكل ضآلة الفعل وعجزه وخموده.
منشورات ذات شعبية