Published 8 years ago
3 years ago
أثار هذا البرنامج مؤخرًا (سبتمبر 2012) الكثير من الجدل بين المسلمين في بريطانيا حين قررت القناة الرابعة من البي بي سي إذاعته، وتسبب في إرسال أكثر من 1200 رسالة عتاب وتوبيخ للمؤرخ (توم هولاند) وللقناة الرابعة. لا أرى مبررًا للحساسية الزائدة حول محتوى هذا البرنامج حيث أن المؤرخ يعرض الموضوع، وباعترافه، من وجهة نظره كمؤرخ غربي وبحسب طريقة المؤرخين الغرب في البحث التاريخي. إن لم نوافق على طريقته في البحث أو اعتبرناها ناقصة أو خاطئة، وإن امتلكنا طرقًا أفضل للبحث في أصول الإسلام، فهذا جميل، ولا يحتاج هذا الاختلاف بالمنهجية لكل هذا الغضب. وإن رأينا أنه كان مخطئًا في بحثه ولم يكن مطلعًا على بعض الأدلة التي يعتبرها هو مفقودة، فيجب الرد عليه بطريقة علمية أيضًا بعيدًا عن العصبية والتشنج. حتى وإن اعتبرنا كلامه مجملًا وتفصيلًا هراءً في هراء، فيجب علينا في هذه الحالة أن نتركه وشأنه وأن لا نعطيه أكثر من قدره.
نبذة من القناة الرابعة — بي بي سي:
يقوم المؤرخ (توم هولاند) باستكشاف كيف ظهر الدين الجديد –الإسلام– من وسط العالم القديم ويسأل: ما الذي نعرفه يقيناً حول صعود الإسلام؟ النتيجة هي عملٌ تحريٌ مذهل. اعتاد المسلمون وغير المسلمين على الإيمان بأن الإسلام قد ظهر تحت ضوء التاريخ الساطع، لكن عددًا كبيرًا من المؤرخين اليوم يشكون في هذا الافتراض ويتساءلون عن الكثير مما يذكره التراث الإسلامي عن ميلاد الإسلام. وكنتيجة لذلك يجد (توم) نفسه متورطًا في خلافٍ كبيرٍ غير ظاهر للعيان امتد لأكثر من 40 سنة: هل وُلد الإسلام كاملًا في أصوله من البداية كما يعتقد المسلمون؟ أم أنه تطور تدريجيًا على مر السنين بطريقةٍ لا يعترف بها المسلمين اليوم؟ من كان محمد من وجهة نظر التاريخ؟ ومن أين أتى كتاب المسلمين المقدس –القرآن– إن لم يكن من عند الله؟ بطرح هذه الأسئلة، لا يملك (توم) خيارًا –كغير مسلم– طوال الفيلم إلا أن يمشي على الحافة بين التاريخ والدين وبين الشك والإيمان