أريد في البداية الإشارة إلى المنهج الذي سوف يتمّ اتباعه في هذا المقال وهو كالتالي:
- أوّلا: سوف يتمّ الاعتماد على أسلوب السؤال و الإجابة و الرد على الإجابة.
- ثانيا: ستكون الإجابة إما تعدادًا لما يُحتمل من إجاباتٍ أو لما هو موجودٌ من أطروحاتٍ على الساحة.
- ثالثا: سوف يتمّ متابعة و تدقيق المنطق الذي تستند إليه الإجابة لتحديد ما إذا كانت تسمح لنا بالاستمرار، أو على النقيض من ذلك، ستوصلنا إلى طريق مسدودٍ معرفيًّا فهي لن تكون في هذه الحال إجابةً حقيقيّةً.
- رابعا: أنا على علمٍ بوجود الكثير من السفسطة عند كل طائفةٍ تقول بإحدى الإجابات التي سوف يتمّ تفنيدها، هذه الإجابات لن تورد هنا، سأترك متعة مشاهدتها للقارئ إن أتت ردودٌ على هذا المقال المغمور.
السؤال الأول: هل العدم موجودٌ؟
هنا الإجابة محدودةٌ بخيارين، إمّا (نعم) أو (لا)
- الإجابة الأولى: العدم موجودٌ و بغضّ النظر عمّا في هذه الإجابة من سذاجة، و جمعٍ بين متناقضيْن.. إلّا إننا نراها يوميًّا في اتهامات المؤمن للملحد كوننا نؤمن أنّ شيئًا ظهر من اللاشيء، لذا وجب الذكر و التذكير. سنردّ قائلين: إن ادّعيتم بأنّ العدم موجودٌ، فآتونا بالإثبات إن استطعتم، شرط أن لا تنسوا أن تأتونا بالدائرة المربّعة أيضًا. أمّا إن أقررتم بعجزكم، و سوف نجد هنا الكثير ممن لا يقرّون و يتسفسطون بدلًا من الخضوع للحق العقلي، ثمّ لم تستطيعوا الإتيان بالدليل الرياضي على الأقلّ على وجود العدم، فإنّنا سنجدكم مجبرين لا مخيّرين على الرضوخ للحقّ و الانتقال إلى الإجابة الثانية بعد أن وصلتم إلى طريق مسدود (×).
- الإجابة الثانية: العدم غير موجودٍ، وهنا نهنّئكم على اختيار طريق العقل السليم، وقبل أن ننتقل معكم إلى النتيجة التي تترتب على هذا الخيار نقول: بما أنّ عدم العدم = الوجود (ولا أظنّ أحدًا ينكر أنّ نفي النفي إثباتٌ (فإنّنا نخلص إلى نتيجةٍ عقليّةٍ وهي انه لا شيء غير الوجود. هكذا تسقط تمامًا أكذوبة أنّ الملحد يقول بظهور الشيء من اللاشيء.
مجلة الملحدين العرب: العدد الرابع والعشرون / لشهر نوفمبر / 2014
منشورات ذات شعبية