في عالم أصبحت فيه العلوم في متناول الجميع في أي وقت وفي كل مكان، وأصبح باستطاعة أي شخص تقريبا إنتاج ونشر المواد العلمية بكل سهولة، وفي ظل هذا التطور التكنولوجي السريع الذي جعل العالم كله كقرية صغيرة واحدة تنتشر فيها الأخبار والأفكار بسرعة الضوء عبر الإنترنت، في الماضي كانت هناك سُلطةٌ علميةٌ واحدةٌ مسؤولةٌ عن إقرار ونشر العلوم وقبولها أو رفضها، كانت تلك السلطة متمثلة في الطبقة الحاكمة أو المؤسسة الدينية، ومن بعدها الجامعات العريقة المختصة، ولكن اليوم تغير الوضع تمامًا وأصبح بإمكان أيٍ شخص أن يخوض غمار هذا البحر الهائل من المعارف والعلوم في أي وقت ومن أي مكان وبقيود أقل، ولكن هذا التحول الكبير خلق معه أيضًا بيئةً خصبةً لانتشار العلوم الكاذبة مع نهاية القرن العشرين وإلى يومنا هذا حين سطع نجم المعلمين والعلماء المزيفين، لذا أصبح من الضروري أن نضع هذه الظاهرة تحت المجهر وأن نحاول تشريحها لكي نستطيع التعرف على العلوم الكاذبة عند مواجهتها.
هناك بعض الصفات والخصائص التي تميّز العلوم الكاذبة عن غيرها من العلوم الحقيقية وتمكنّا من وضع الشك في محله الصحيح في الأخبار والمعلومات المتداولة، النقاط التالية هي نقاط تباين واضحة بين العلوم الحقيقية والعلوم الكاذبة وقد يكون هناك مظاهر أكثر وصفات ربما غفلت عنها ولكن النقاط التالية ستكون كافية وكفيلة بتسهيل معرفة هل العلم الذي بين أيدينا هل هو علم حقيقي أم علم مزيف.
مجلة الملحدين العرب: العدد الرابع والعشرون / لشهر نوفمبر / 2014
منشورات ذات شعبية