يعتمد كثيرٌ من الإسلاميين بشكلٍ أساسي في ردودهم على أغلب منتقدي القرآن من الملحدين على التشكيك بمنهجهم ووصمه بأنّهُ منهج غير موضوعي وفوضوي، لأنّهم يعتقدون ـ أي هؤلاء الإسلاميين ـ بأنّ الملحدين لا يحق لهم انتقاد موضوعات القرآن طالما هم غير مؤمنين بوجود الله، فمن العبث أن يُبدِّدوا وقتهم في انتقاد ما يُعتقد أنّه من عند الله الذي هم أساساً غير مؤمنين بوجوده.
ولكن هل يخط الملحدون بالفعل خطأً منهجياً بالحوار مع المسلمين عندما ينخرطون في الحوار معهم حول القرآن وتعاليمه في الوقت الذي يجب أن يبدأ الحوار (عن الله وإثبات وجوده من عدمه) كلازمة منطقية تسبق البحث في تعاليم الإسلام أو تعاليم أيّ دينٍ آخر، حسب زعم هؤلاء الكُتّاب الإسلاميين؟
وبالمُقابل هل بإمكان الملحد أن يتناقش مع المسلم ـ أو المتدين عموماً ـ عن (شيء / إله) هو في الأساس لا يخضع لقوانين العقل وغير مُدرَك بالنسبة له، أي بالنسبة للعقل؟ بمعنى آخر هل يملك الملحد أو المتدين إلاّ أفكار الأديان وتصوراتها عن الله ليُناقشاها سوياً؟
أمام الملحد مستويان عن مفهوم الإله في حواره مع المسلم: الأول مستوى الإله كمفهوم أو تصور متعالي مفارق، بغض النظر عن شكل تواصله مع البشر أو المخلوقات التي (خلقها)، والمستوى الثاني مستوى الإله الذي صورته ديانة المسلم، وأوردت عنه مزيداً من التفاصيل، عدا عن كونه مفارقاً ومتعاليًا، فزعمت بأنّه عادل، ورحيم ويعذب، وله جنة ونار، ويتواصل معنا عبر الوحي …. إلخ من الغيبيات المعروفة بالإسلام وبغيره من الديانات الإبراهيمية.
منشورات ذات شعبية