بثقةٍ مفرطة في الذات، وكعادة بعض الأنبياء، أعلن النبي محمد عن أنّه آخر الأنبياء والمرسلين من السماء، وأنّ رسالته دوناً عن باقي رسالات الله هي رسالة للبشر كافة، بل وللعالم بكل مخلوقاته بما فيها الجِّن نسأل الله أن يجعل كلامنا خفيفٌ عليهم. وما حمله النبي محمد من قرآن، وإدّعى أنّه يُمثل تلك الرسالة الخاتمة حسب ظني لم يُعلِّل السبّب في قرار الإله بأن يختم رسالاته الواردة من السماء، أو السبب في إعلانه بأنّهُ ـ أي الله ـ في القرن السابع الميلادي قد أكمل للعالم دينه ورضى له الإسلام ديناً، وأنّ الدين عنده هو فقط وفقط الإسلام.
ورغم أنّ القرآن لم يوضح السبّب إلاّ أنّه، وكالعادة، تطوع الكثيرون لإجلاء السر الإلهي وتبرير هذا القرار الرباني المثير والمصيري، لذلك فإننا لا نملك إلاّ أن نناقش تلك التبريرات والتعليلات التي ساقها هؤلاء المفكرين والمفسرين المسلمين، لتبيان أسباب ختم الوحي الرباني، ومناقشتها. وقد وجدتُ أنّ أقواها حُجّةً هي تلك التي أفرد لها حيزاً واسعاً في كتابه (العالمية الإسلامية الثانية) الفيلسوف الإسلامي والمفكر والكاتب البريع الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد تغشت قبره الشآبيب الرِطاب، والتي سبق وأن ساقها أحد الإسلاميين في واحدة من حواراتي معه على متون إحدى المجموعات الإسفيرية التابعة لحزبه، والتي انتهت بطردي من تلك المجموعة.
منشورات ذات شعبية