أسئلة جريئة: رهاب المثليين جنسيًا، الهوموفوبيا

النجدة… خائفة من المثليين جنسيًا

سؤال وصلني على بريدي الالكتروني من إنسانة تعيش في الشرق الاوسط وتشعر بالرعب والشك تجاه كل من حولها من الاناث لأعتقادها بأن ابسط علامات الصداقة والمودة تحمل بين طياتها إشارات جنسية. وهي تسأل ماسبب المثلية الجنسية؟ وهل ستتخلص من الخوف من المثليين حولها؟ وسؤآل قرأتهُ بين الاسطر هو خوفها على نفسها وميولها الخاصة بها.

عند انتقالي إلى السويد، كنت أعاني من ظاهرة الخوف من المثلية الجنسية (الهوموفوبيا). بالطبع ليس غريباً أن تعاني من كل أنواع الفوبيا والرعب من الآخرين بعد سنين طويلة من البرمجة النفسية المتواصلة على التخويف من كل شئ مُختلف عن ماتعودنا عليه منذ آلآف السنين. فنحن نعاني من الخوف من كل شيء جديد، من الكاميرا ثم التلفزيون والتلفون والراديو ثم السيارة ثم الطيارة ثم الكومبيوتر ثم الفيسبوك الى آخره من مخاوفنا والمحرمات المتوالية علينا. وبعد هذا وذاك، يخرج أحدنا من زنزانة الشرق الأوسط الأخلاقية، ليدخل في عالم مفتوح الأبعاد والأجناس والهويات، فيستيقظ في داخلنا الرعب القديم الذي واضبنا على أبقاءه على قيد الحياة في نفوسنا، الرعب من كل شئ في هذا العالم الجديد. فملابسهم ليست كملابسنا وأخلاقهم مهما كانت طيبة تجاهنا فهي سيئة وليست مثل أخلاقنا بل حتى تعاطفهم مع قضايانا نعتقد أنهُ ذو مقاصد شريرة وخفية. هذه هي حصيلة سنين طويلة من الرعب والخوف المبرمج في نفوسنا من كل شيء لا يشبهنا، وليس حصراً المثليين جنسياً، لكن اليوم سأتحدث عن المثلية الجنسية والرعب الغير مبرر منها وكأنها سلاح مشع يؤذي كل من يقترب منه.

مجلة الملحدين العرب: العدد السادس / شهر مايو / 2013