توطئة:
الحديث عن قضية الاغتيال السياسي في الإسلام، يتطلب نوع من الرياضة الروحية “اليوغا”، كما يصفه الكاتب والمفكر هادي العلوي، من أجل أن تتم دراسة القضية عقلانيًا، والابتعاد قدر المستطاع عن الخلفية الفكرية والسياسية للمتناولين لمثل هكذا قضايا. فالإغتيال لغويًا: إشتقاق من الجذر الثلاثي غ – و – ل الذي يفيد الهلاك، وصياغته على زنة افتعال تفيد الطلب، أي بما ينطوي على العمد والقصد. فالاغتيال هو إرادة الغول – الهلاك – للأخر.
من هذا التعريف الموجز والذي اعتمده هادي العلوي عن قول مفسر الفيروز ابادي، وابن منظور يفهم على أن الاغتيال هي عملية هلاك الأخر والذي يرى فيه أنه العدو أو المحرض، وتتم عملية الاغتيال بصورة مباغته.
تعد عمليات الاغتيال في شبه الجزيرة العربية من الطرق الغير مرغوبة، لأنها تتنافى قيم الفروسية العربية، ويعد محمد أول من أستحدث هذا الفعل للتخلص من خصومه، وقد أضفى على هذه الطريقة طابع أو وشاحًا دينيًا. تاريخيًا ومنذ هجرة محمد من مكة إلى المدينة، ارتبطت بدعوة محمد عدة عمليات “اغتيالية” لشخصيات بارزة، وكان لها دورا كبيرا في التحريض على محمد ودعوته، وتعد الشخصيات اليهودية من أولى الشخصيات التي استهدفها محمد وتم تصفيتها. ويذكر أيضا أن محمدًا كان يخشى من مسألة الثأر، وكان يستهدف الشخصيات التي ليست لها مد عشائري، فكان يعتمد في هذه العمليات أن يستخدم منفذ لعملية اغتيال شخص من نفس القبيلة، لكي يتخلص أو يبتعد عن قضية الثأر والانتقام.
بالإضافة أيضا عرف أن من يقوم بتنفيذ العملية تتم له عملية غسل دماغ، من منطلق القداسة الدينية التي تعمل على تهيئة المنفذ “الانتحاري” نفسيًا ، ويجعل له مكانة “دينية” وهذا ما نراه من حادثة اغتيال عصماء بنت مروان.
الكثير من المفكرين يقفون عند نقطة تعد مفصل تناقضي بين ما جاء به محمد في القران وسنته وبين أفعاله، حيث أنه وفي الكثير من الآيات والأحاديث المروية يدعو إلى عدم المساس – قتل – طفل أو شيخ أو امرأة هذا من حيث مبدأ سماحة الدين الإسلامي، كما يقول ولكننا في وقت أخر نجد أنه بارك ودعا إلى التخلص من بعض النساء لمجرد أنهن تجرأنَ على المساس بشخصيته ، وتعد عصماء بنت مروان، وهند اليهودية من أبرز النساء اللواتي دعا محمد إلى قتلهنّ.
منشورات ذات شعبية