لم استغرق الكثير من الوقت في البحث حتى أجد الآيات التي تحرض على الرجم و القتل في الأديان الذي يعتقد أتباعها أنها سماوية سواء في الكتاب المقدس أم القرآن. ومن المثير للسخرية أثناء بحثي عن الآيات على محرك البحث “غوغل” عندما كنت أكتب آيات تدل على الرجم في الكتاب المقدس ، يقودني ˝غوغل˝إلى مواقع إسلامية يوجد فيها آيات من الكتاب المقدس تدل على عقوبة الزاني وهي الرجم ، و العكس كذالك عندما بحثت عن الآيات في القرآن لم أجد إلا المواقع المسيحية مرجعا لي. عزيزي القارئ لابد أنك الآن تسأل نفسك، لماذا يوجد آيات من الكتاب المقدس في مواقع إسلامية، و آيات من القرآن في مواقع مسيحية!
السؤال أصلا لا يحتاج إلى إجابة لأن الشر هو الشر والخير هو الخير والعقل البشري هو خير مدرك، ما هو الخير وما هو الشر من دون الحاجة إلى من يخبره أو يقوده إلى الخير.
لا بد لي الآن الابتعاد قليلا عن الموضوع الرئيسي، لكي أعطي لمحة موجزة عن أصل الأخلاق، وقد وقع اختياري على البحث الذي قام به العالم الألماني (مارك هاوزر)، حيث فسر في كتابة العقل الأخلاقي، على أن الأخلاق مبنية في عقولنا، مثلها مثل اللغة، فمن المعروف أنه رغم اختلاف الثقافات تمتلك البنية اللغوية للبشر نفس التراكيب اللغوية (الفعل، الفاعل، المفعول به ..الخ) ، وبعض التراكيب المشتركة عند العديد من اللغات (مثل الظرف الزماني والمكاني)
وهذه الفكرة طرحها نعوم تشومسكي، وأكدتها أبحاث الدماغ، حيث بينت أن منطقة الكلام المسئولة عن نطق الأفعال مقاربة للمنطقة المسئولة عن الفعل الحركي، والمنطقة المسئولة عن الأسماء والمعرفات تقع بالقرب من منطقة تمييز الأنماط وهكذا.
لنعود إلى البحث الذي قام به العالم هاوزر، حيث كانت فرضيته تنص على أن الأسس الأخلاقية العامة موجودة في بنية الدماغ ذاته، وتكونت عبر التاريخ التطوري للإنسان، أثناء انتقاله من مجتمعات الصيد والالتقاط إلى التجمعات البدائية الزراعية ثم المدنيات.
يعطي مارك هاوزر مجموعة من التجارب العقلية التي تبين أننا نعطي ردود فعل مبنية على أسس أخلاقية، دون أن نعرف السبب الذي أدى بنا إلى اعتماد هذه المقاييس، مثلها مثل تراكيب اللغة، و إليكم بعض الأسئلة الذي تم طرحها على مجموعات مختلفة من البشر من خلفيات دينية و ثقافية مختلفة.
منشورات ذات شعبية