إذا كانت الأديان خرافة فلماذا لمْ يترك جميع المتعلِّمين الدّين بما أنّنا أصبحنا في عصر العلوم ، ولماذا يوجد منْ يترك دينه ليعتنق ديني إذا كان ديني غير صحيح؟
الإجابة على المقطع الأوَّل من السؤال هو أنّ الدّين يختلف عن الآراء التي يمكن تغييرها بسهولة حال اكتشافك أنًّها خاطئة ، والسَّببُ في ذلك أنًّك وغيرك تدور في دائرة التّقديس وهذه الدائرة ستجعلك تجد المبرِّراتِ لكلِّ نقد قد تواجهه ، فالأديانُ تعتمد على الإيمانِ ومصدر الإيمانِ هو ذوي الثِّقة منَ الأبوين اللَّذَين ورثْتَ منهما صفاتك والأمور التي تعتبرها صحيحة أو خاطئة ، وكذلك المقبول وغير المقبول ، العادات والتقاليد ، اللّغة وجميع صفاتك الأخرى.
نستطيع تقسيم مبرِّرات استمرار تقديس الدِّين إلى نوعين : النوع الأوّل وهو مبرراتٌ نفسيَّة عاطفيَّة ومنها الشُّعور بالرَّاحة النّفسيَّة لعبادة ما ورثته, الدِّين ينظِّمُ حياتك ، الدِّين يُعطيك الأمل في حياة أخرى ، الدِّين يعزِّزُ ارتباطك بأسرتك ومجتمعك .. الخ. وأمَّا النوع الثاني فهو مبرِّراتٌ عقليّة تحاول منْ خلالها تثبيتَ إيمانك لاستمرار المبرِّر الأوّل ، فالتبرير الثاني يقوّي التبرير الأوّل من النّاحية العقليّة. وكمثالٍ على ذلك سوف أفترض أنّ هناك ديانةٌ تسمَّى ديانةُ عبادة الحجارة ولها كتابٌ مقدَّس يَذكرُ أنَّ الحجارة هي مكانٌ تسكنُ فيه الآلهة التي خلقت الكون ، والتي ستخرج منها في يوم النِّهاية لتحوِّل كلَّ منْ لمْ يعبدها إلى حجارةٍ منْ نار.

مجلة الملحدين العرب: العدد الأول / شهر ديسمبر / 2012