يعجبني كثيراً المفكّر العربي عبد الله القصيمي، فقد قرأْتُ له كتاباً بعنوان: ( يكذّبون كي يروا الإله جميلاً )، وله العديد من المؤلفات في الإلحاد: كالصراع بين الإسلام والوثنية، أيّها العقل من رآك؟، الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات، والكثير من المؤلفات، لكن هنالك مقالةً أعجبتني يقول فيها:
“إن المسلمين يقفون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يستفيدوا من التراث العلمي للبشرية، أو أن يبقوا متخلّفين جهلةً، ولكي يتخلّصوا من الركود الذي هم فيه، ما عليهم إلا أن يعرفوا أنه لا توجد معرفةٌ ضارّةٌ ولا جهلٌ نافعٌ، وأن كلّ الشرور مصدرها الجهل، وكل الخير مصدره المعرفة”.
كلّ عامٍ يمرّ علينا نزيد تخلّفاً مئة سنةٍ للوراء، أصبح العقل العربي متّسخاً بأفكار الجاهلية والتلوث الفكري الانحطاطي، سُلبت العقول مع شمس الغروب في أرض الرمال، كما أذهبتِ الأديان بالعقول اليانعة وراء الغيوم، وربما تاهت في السماء السابعة مع الرب المعلّق الذي ليس يُصدّق، وأصبح العلم في نظر المسلمين كأنّه الغزو الفكري للدين، وأنه ينشر الفسق، ويحرّض على مخالفة الدين والتعارض معه. يا جهلهم, لماذا كلما تعلّمنا كفّرونا؟
أهدروا الزمان وراء معتقداتٍ وخرافاتٍ وضاع مجد العرب وراء الربّ الوهمي، ألا يعرفون أن العلم مستقبل الإنسان والجهل عدوه؟
ومع ذلك، ومع كلّ الأسف مازالوا يحاربون المفكّرين والفلاسفة الذي هم نهضة الشعوب، وبدلاً من أن يتضامنوا ويفكّروا ملياً يزدادون إصراراً في جهلهم وتخلّفهم على أنهم صوابٌ، والصواب منهم براءٌ.
منشورات ذات شعبية