وفق نظرة الأديان، كان لابد ان يكون هُناك مسبب لكل شيء، هو الذي خلّق الكون والإنسان، وبدأ إتباع الاديان بتطوير فكرة هَذا الإله إلى أن وصل الى ما هو عليه الأن، فأصبح كل دين له نظرته الخاصة بإله خاص به، ولكن أعظم تلك الصفات كانت عند المُسلمين، فقد اناطوا بهَذا الإله 99 اسم، مُعظمها أو حتى كلها صفات تدل على قدرته. ما همني هُنا هو القدرة على امتلاك العلم المُطلق، والمشيئة الإلهية.
آيات القُرآن تقول:
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا إن يشاء الله
من هاتين الآيتين نعلم أن مشيئتنا كبشر مرتبطة بمشيئة الإله، فالإنسان لا يستطيع أن يُقرر ماذا سيفعل بشكل قاطع، لأنهُ إن قرر أنه يريد السفر غداً،، بينما كانت مشيئة الإله مُعاكسه، فإنه لن يسافر، ولابد أن يطرأ أمرٌ ما يمنع هَذا الإنسان من السفر، فكيف يحدث ذلك
لنأخذ مثال السفر وندرسه بشكل أكثر تفصيلاً:
لنفرض جدلاً أن سمير قال انه سيسافر غدا، وبالفعل أعد سمير كل العدة اللازمة لهذا السفر، ولكنه، ولأنهُ لم يقل إن شاء الله، فإن هذا الإله، اعتبر أن قرار سمير بمثابة تحدي له، فسمير أراد أن يفعل شيئا، دون أخذ إذن الإله بقولة “إن شاء الله” وعليه، فقد قرر هذا الإله عدم السماح لسمير بالسفر
في اليوم الموعود، يقوم هذا الإله بتخريب المُنبه، فيتأخر سمير عن رحلة الطائرة ولا يسافر (طبعاً هَذه واحده من عدة طرق، قد يسلكها الإله، ليؤثر بِها على قرار سمير).
مما سبق نجد أن الإله قد سمح لنفسه بالتدخل في حياة البشر، والتأثير على قراراتهم، وهذا يعتبر حقا من حقوق الإله، بأنه هو الذي يجب أن يكون مسيطرا على كل صغيرة وكبيره في خلقه،، ولكن سمير يغضب، لهذا التصرف الذي صدر عن الاله، فيقرر سمير عصيان الإله، فيأتي وقت الصلاة، ويسمع سمير النداء، لكنه يستمر بتقليب قنوات التلفاز غير مبالي، وفعلاً يقوم سمير بعصيان الإله.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لم يتدخل الإله في حياة سمير في هَذه الحالة،، لماذا تركه ليعصيه، هل كان بإمكان الإله فعل شيء ما، ليثني سمير عن قراره بالعصيان،، ؟ هل كانت إرادة سمير بالعصيان، اقوى من إرادة الله لسمير بعدم العصيان.
منشورات ذات شعبية