في البداية أودّ أن أشير إلى أن المعلومات المكتوبة عن كونفوشيوس مجموعةٌ من خلال الشبكة (النت)، والمقارنة بالنبي محمدٍ، إنما هي ما وصلنا من تواتر الفقهاء والآباء والقصص.

كونفوشيوس هو أول فيلسوفٍ صيني يفلح في إقامة مذهبٍ يتضمّن كلّ التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي و الأخلاقي، ففلسفته قائمةٌ على القيم الأخلاقية الشخصية، وعلى أن تكون هناك حكومةٌ تخدم الشعب تطبيقاً لمثلٍ أخلاقيٍ أعلى، و قد ظلّت هذه الأفكار تتحكّم في سلوك الناس لأكثر من ألف عامٍ .
محمدٌ هو أول عربيٍ يفلح في إقامة دينٍ جديدٍ، بعيداً عن بني إسرائيل، وقد نادى فيه بفكرة التوحيد، لتكون أساس الدين، لكنه اعتمد على السلوك الاجتماعي الأخلاقي، ولم يكن يفكر في إقامة حكومةٍ لتخدم الشعب لأنه في بداية الدعوة – قبل الهجرة – لم يكن يطمع في حكمٍ وسلطانٍ، وما زال هذا الدين يتحكّم في سلوك الملايين منذ أكثر من ألفٍ وأربعمئة عامٍ.
يصف (ول ديورانت) صورة كونفوشيوس كما رُسِمت في عصره، رأسه أصلع، وجهه يكشف عن الجدّ والرهبة، وقد قيل: إن له ظهر تنّينٍ ، وشفتي ثورٍ، وفماً بسعة البحر، أو أن ظهره يشبه السلحفاة، أو الكلب الضالّ، لهذا قلّ عدد التلاميذ حوله في البداية، ثمّ التفّ الناس حوله لحكمته وعلمه، وقد تمّ رسم العديد من الصور التوضيحية لتقريب صورة كونفوشيوس للناس الذين يقرؤون عنه.
وُجِدَتْ العديد من الصفات التي تصف محمّداً بشكل متناهي الدقّة، ومنها حسن المظهر والقوة الجسدية، لكن لا يوجد أي رسم ؛ لمنع ذلك من المسلمين وإحاطته بقدسية كبيرة جداً ، وعليه فانه يصعب تصوّر شكل النبي محمّد للذين يقرؤون عنه.

مجلة الملحدين العرب: العدد الأول / شهر ديسمبر / 2012